الخميس، 30 أبريل 2020

جيل أشير.. حاملو النهضات!


جِيِلْ أَشِيرْ.. حاملو النهضات!

الجزء الثالث من سلسلة مقالات "جيل يُخلَق للرب"
بقلم دكتور ثروت ماهر - 
خدمة السماء على الأرض - مصر

وَلأَشِيرَ قَالَ: «مُبَارَكٌ مِنَ الْبَنِينَ أَشِيرُ. لِيَكُنْ مَقْبُولاً مِنْ إِخْوَتِهِ، وَيَغْمِسْ فِي الزَّيْتِ رِجْلَهُ. حَدِيدٌ وَنُحَاسٌ مَزَالِيجُكَ، وَكَأَيَّامِكَ رَاحَتُكَ. (تث ۳۳: ۲٤)

أشير هو آخر سبط باركه موسى! أي بعد أن بَارك موسى جميع أسباط بني إسرائيل، ختم البركة بمباركة أشير؛ لذا، على المستوى النبوي، يُمكن النظر لهذا السبط – من حيث ترتيب البركة – على أنه رمزًا لخدمة الأيام الأخيرة.. لحاملي نهضات الأيام الأخيرة!
ويُمكن رسم سمات عامة لمشيئة الله ودعوته لهذه الفصيلة الروحية، التي أسميها "حاملي نهضات الأيام الأخيرة"، من خلال التأمل في بركة موسى لسبط أشير. مع الأخذ في الاعتبار أن المسحة المُتاحة لتحقُق هذه السمات، والحياة في هذه المواعيد، لحاملي نهضات الأيام الأخيرة تتزايد كثافتها جدًا مع اقتراب مجيء الرب والتقدُم في الأزمنة الأخيرة نحو مجيء العريس ملك الملوك ورب الأرباب – الرب يسوع المسيح.

مشيئة الرب ودعوته لحاملي نهضات الأيام الأخيرة بحسب بركة أشير:

أولاً: مُبَارَكٌ مِنَ الْبَنِينَ أَشِيرُ

مباركين من البنين:
وتأتي بمعنيين:
۱ – أن يكون حاملو نهضات الأيام الأخيرة مباركين "بين بني يعقوب"، أي مباركين بين إخوتهم، أي لهم نعمة خاصة في علاقاتهم مع مختلف العائلات الروحية المختلفة. هذه هي مشيئة الرب لنا، أن يكون لنا نعمة في أعين كثيرين، فمع أن التعليم الذي سيحمله حاملو نهضات الأيام الأخيرة سيُرفَض من البعض؛ لأنه سيفصل الحق من الباطل وسيفضح التدين المزيف، إلا أن مَن يحبون الحق سيُجذَبون بالروح القدس لخدمة ونهضات الأيام الأخيرة، وهذا سيجعل مظلة المسحة النبوية والرسولية تتسع لتشمل علاقات كثيرة عبر تنوعات ثقافية وجغرافية متعددة. وبقوة دم الرب يسوع؛ وبالحكمة النازلة من فوق، ستُبطَل كل شكايات العدو وستتقوى علاقات الجماعات الروحية الحقيقية عبر بلدان العالم.
۲ – كما يُمكن قراءة "مباركين من البنين" بمعنى آخر، وهو أن السبط عنده وفرة من البنين! أي أن يكون حاملو نهضات الأيام الأخيرة أغنياء في ولادة نفوس كثيرة من نفس السبط والجين الروحي، أغنياء في ولادة أبناء وبنات مكرسين ومكرسات، متشفعين ومتشفعات بالصلوات المقتدرة، رجال آية، أقوياء لولادة أمور الروح بقوة وكمال. يريد الرب أن يملأ نهضات الأيام الأخيرة بأبناء كثيرين جدًا مُستَقِرة على حياتهم المسحة النبوية الرسولية، ومظلة روح الصلاة النبوية تُفرَد لتغطي كثيرين ويُمسح كثيرين بالروح القدس – روح النبوة والإرسالية.

ثانيًا: لِيَكُنْ مَقْبُولاً مِنْ إِخْوَتِهِ..

أو "يرضى عنه إخوته":
يريد الرب أن يُعلن لحاملي نهضات الأيام الأخيرة أن دعوتهم هي دعوة مُفرحة جدًا لكل جسد المسيح، لكل مَن يحب الرب ويشتاق لمجيئه بالحق. إن الرضى والقبول هما عطية من عطايا الرب لخُدام نهضات الأيام الأخيرة، وكما امتلأت نهضات تقليد القداسة في القرن التاسع عشر بالكثيرين من قادة وأساقفة تقاليد روحية أخرى؛ هكذا ستمتلئ نهضات الأيام الأخيرة بقادة وأساقفة وشعوب تقاليد روحية متنوعة. سيستخدم الرب نساءه الحاملات لجين النهضة بقوة لم تُر من قبل تحت هيمنة الروح ووسط أجواء الأمان في عائلات النهضة وبانضباط كتابي واضح للجميع. كما كانت نهضات فيبي بالمر (كولومبس الروح/ ۱۸۰۷ – ۱۸۷٤) تمتليء بأساقفة من تقاليد روحية مختلفة، سينظر قادة كثيرون نساء الله وهن مُستخدمات تحت مسحة الروح ببأس، وسيُعطِي الجميع المجد للرب! كانت حنة النَبَيَّة، التي استقبلت الرب وهو رضيع في الهيكل مُسبحة ومُتكلمة عن مجده، من سبط أشير! "وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ... فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ".. أجواء الرضى والقبول تفتح أبواب البركة والاستخدام.. مَن يقبل نبي مُدركًا لكونه نبي، ينال من فم الرب كلمات نبوية، ومَن يقبل رسل الخروف في الأيام الأخيرة لكونهم/لكونهن رسل المحبوب، ينال من يد الرب دعائم تأسيس الملكوت في أرضه بلا رجعة!

ثالثًا: وَيَغْمِسْ فِي الزَّيْتِ رِجْلَهُ..

لنا زيت الروح.. مسحة الروح..
بشكل حرفي، الأرض التي امتلكها سبط أشير كانت ممتلئة بأشجار الزيتون، لذا، كان للسبط وفرة عظيمة في الزيت والدهن، وكانت شجرة الزيتون هي رمز سبط أشير وشعار رايته! خُدام نهضات الأيام الأخيرة أرجلهم مغموسة في الزيت أي تحركاتهم وخطواتهم سهلة، وممسوحة، لأن أرجلهم مغموسة في زيت طري.. حاملو نهضات الأيام الأخيرة يتحركون بسلاسة في مساحات واسعة وبتمييز حقيقي للحضور الإلهي الذي يسبقهم إلى هذه الأماكن.. الدهن يسيل من أقدامنا ليغطي الأماكن والأشخاص الذين نتحرك تجاههم! الأبواب تُفتَح سريعًا بسبب قوة الروح والمسحة! صوت الرب لحاملي نهضات الأيام الأخيرة يقول: "قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي!"
الزيت أيضًا يتحدث في الكتاب المقدس عن الشفاء الإلهي.. "صَبَ عَلِيْهِ زَيْت".. أرجلنا مغمُوسة في الزيت.. أي مشفيين من كل جراحات.. يهوه رفا رب الشفاء هو رب النهضات وهو رب حاملي النهضات.. يُفَعِّل في حياة حاملي النهضات نوبات صيانة إلهية دورية، لأجل تجديد الخلايا، وشفاء الروح والنفس والجسد.. حاملو النهضات مشفيون ولا يتعاملون مع الآخرين بانطباعات سابقة.. الزيت يفيض ويغطي الماضي.. كما كان الرب يسوع يضع يده على الأبرص، فلا يتنجس هو، بل يُشفَى الأبرص؛ هكذا، مَن يقترب لحاملي النهضات بإساءات، لا يستطيع أن يضايقهم، إذ أنهم أموات عن المشاعر الطبيعية! لا يتضيق حاملو النهضات في أنفسهم، لكن المسيئين يتم شفاؤهم!! زيت المسحة وفرح الروح يأكل كل إساءات ويحولها لأدوات لشفاء المسيئين! ويشرق نور النهضة الحقيقية! استعلان يسوع القائم من الأموات الذي لم يقدر الموت أن يُمسِكه!! لن يقوَى الشرير على أن يُمسِك مَن تَصَور في حياتهم المسيح المُقام!!

رابعًا: حَدِيدٌ وَنُحَاسٌ مَزَالِيجُكَ..

حديد ونحاس مزاليجك: تأتي بمعنيين:
۱ - "حَدِيدٌ وَنُحَاسٌ نِعَالَك" (sandals): أي أن الأقدام المُغطاة بدهن المسحة، يعمل دهن المسحة مثل نِعَال من الحديد والنحاس لها. أقدام حاملي نهضات الأيام الأخيرة هي أقدام قوية، عندما تدوس أراضي، تربح هذه الأراضي للملك، لأن ملكوت الله قادم وبقوة، محمُول عربونيًا على أكتاف حاملي النهضة ويُستعلن في أراضيهم، ويُثبَّت حرفيًا على كل بقاع الأرض في ملك المسيح الألفي، ويليه ملكُه الأبدي، ولمُلكِه لا نهاية! رسل الخروف أقدامُهم قوية! كما أقدام الأسد الثقيلة الخطوة والواثقة، التي لا ترجع من قدام أحد، هكذا؛ أقدام رسل الخروف/الأسد الخارج من سبط يهوذا.
۲ – المعنى الثاني " حَدِيدٌ وَنُحَاسٌ مَزَاليِج أبْوَابِك": أي لا يقوى العدو على اقتحام أراضي أشير! لا يقوى على اقتحام نهضات رجال النهضة في الأيام الأخيرة.. لا يقوى ولا يتجرأ العدو على دخول الأرض ولا المجال الخاص بحاملي النهضات.. واحدة من تكليفات رجال النهضات الأخيرة هي صنع مجالات زمكانية (أي في الزمان والمكان) نقية وحرة من نشاط أرواح الشر، تدخلها النفوس فتتحرر وتُشفى وتختبر حضور الرب المحيي كما لم تختبره من قبل! وفرة الملكوت مُتاحة لتحقيق رؤى رجال ونساء نهضات الأيام الأخيرة فيما يخص تكريس هذه المساحات الزمكانية كأحد أنماط استعلانات النعمة الغنية في الأزمنة الأخيرة لاجتذاب النفوس إلى الرب.

خامسًا: وَكَأَيَّامِكَ رَاحَتُكَ..

حاملو نهضات الأيام الأخيرة يخدمون الرب من الراحة! الراحة أولاً هي معجزة داخلية يُتِمها الروح بداخلنا.. نرتاح فترتاح الأرض! حاملو نهضات الأيام الأخيرة هم راؤوا السبت!! راؤوا الملك الألفي.. وحاملو أجواءه! لذا، يخدمون من الراحة، وتُجتَذَب النفوس للراحة التي يعطيها الرب يسوع وحده.. الراحة مُرتبطة بالترتيب الروحي! مع امتلاء النهضات المحمَولة على أكتاف حاملي نهضات الأيام الأخيرة بإظهارات الروح بشكل غير مسبُوق، إلا أن ترتيب هذه النهضات سيكون آية للجميع! لأن ضابط الكل – البانطوكراتور – يكون مُستعلَن ومُهيمِن في هذه النهضات! الراحة مُرتبطة بالترتيب الروحي، والترتيب الروحي مُرتبط بالتلمذة والخضوع! حاملو نهضات الأيام الأخيرة يأخذون وصية الرب بتلمذة الأمم بجدية كافية، ويحملون النير، فيجدوا راحةً لنفوسهم!
دكتور ثروت ماهر
خدمة السماء على الأرض – مصر
إبريل ۲۰۲۰
لقراءة باقي المقالات التي نُشرت من سلسلة مقالات
"جيل يُخلَق للرب"
اتبع الرابط الآتي:


هناك تعليق واحد:

  1. مقاله رائعة ومشجعة ...
    تكون ايام نعمة غنية بمؤازرة الروح القدس وانسكابة على العطاشى .
    المسيح يباركك د. ثروت

    ردحذف