الأربعاء، 4 يوليو 2018

التنقية الروحية


إتمام التنقية الروحية
من خلال عمل الثالوث القدوس وشركتنا معًا
عظة للأخ ثروت ماهر


إتمام التنقية الروحية من خلال عمل الثالوث القدوس وشركتنا معًا...
عظة جديدة قصيرة للأخ ثروت ماهر، يحدثك من خلالها الروح القدس عن التنقية الروحية التي يصنعها الرب فينا لأجل أن نأتي بثمر وفير..
قال الرب يسوع في إنجيل يوحنا والإصحاح ١٥: "أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ."
إذا؛ فالآب السماوي المُحب جدًا، بقلبه الأبوي، هو هو نفسه الكرام الذي يقوم بعملية التنقية! فأحد التخصصات الأقنومية (بحسب التدبير الإلهي لخلاصنا) للآب السماوي هي أنه الكرام، ولكن مثل أي تفرد في الأدوار بين الأقانيم الثلاثة، تفرد الدور لا يعني انتفاء اشتراك الأقانيم الثلاثة في إتمام الدور المُتفرد، لذا، فالآب هنا هو الكرام الذي ينقي ويقطع وينظف الأغصان (التي هي نحن)، بينما الابن يسوع المسيح الذي هو الكرمة هو من يُمرر عصارته في الأغصان المُنقَاة حيث تندفع العصارة إلى الأجزاء التي قُنِمَت فتنتج حياة جديدة، أوراق خضراء عفية وثمر وفير، والروح القدس هو الذي يأتي بمسحته وبالحضور الإلهي المُعلٓن ليصنع الوسط المناسب (الحضَّانة) لإتمام عملية التنقية!
عزيزي/عزيزتي، نحن الشغل الشاغل للآب السماوي، الذي يريد أن ينقينا فنأتي بثمر وفير، ما أعظم الحب المُتدفق منه لنا، ما أبهجنا إذ نعرف أن الثالوث القدوس مُهتَم بتنقيتنا!! أي حب هذا!! يا له من حب عظيم!
في هذه العظة تسمع عن علاقة التنقية بمستويات التأديب، وعن العلاقة بين الكنيسة كإكليسيا (حاكمة ومؤثرة) وحياة الكنيسة ككينونيا (شركة عميقة بين أعضاءها)، وكيف لا يتم استعلان الكنيسة كإكليسيا بدون تحقق الكينونيا، وكيف أن الكينونيا تتحقق في مستويات كمالها من خلال التنقية التي يصنعها الآب فينا، تسمع أيضًا عن دور المجموعات الصغيرة والإرشاد الروحي في عملية التنقية الروحية واستعلان الكينونيا.
نعمة فوق نعمة
الأخ/ ثروت ماهر


الاثنين، 2 يوليو 2018

استعلان مسحة وجه الإنسان



اسْتِعلَان مِسحَة وَجْه الإِنْسَان..



"استعلان مسحة وجه الإنسان"...
 عظة جديدة هامة للأخ ثروت ماهر

ماذا تعني مسحة وجه الإنسان؟ حزقيال الإصحاح الأول يتحدث عن أربعة وجوه مُرتبطة بأربعة مسحات، يرى الكثير من آباء الكنيسة والدارسون أن هذا الإصحاح يتحدث عن النفس الإنسانية الممتلئة بالروح الحاملة لمجد الرب.
في هذه العظة، يتحدث لنا الروح القدس عن استعلان مسحة أحد هذه الوجوه الأربعة وهي مسحة وجه الإنسان.. استعلان مسحة وجه الإنسان يرتبط باستعلان السلطان الروحي في مستوى جديد في حياة أبناء الرب وبناته.. مُنِح آدم الأول سلطان وفقده بالسقوط في الخطية - جاء آدم الأخير ليرد لنا هذا السلطان المفقود وأعظم.. أحد المفاتيح الأساسية لاسترداد هذا السلطان واستعلانه هو استعلان وجه يسوع المسيح الكلمة المتجسد في وجوهنا.. أي أن نتغير إلى تلك الصورة عينها ونصير مشابهين صورة يسوع.. يتصور المسيح فينا بلغة العهد الجديد..
ولاستعلان مسحة وجه الإنسان بالسلطان الحقيقي فينا، يوجد طريق مُحدد لابد أن يسلكه كل ابن وكل بنت للآب السماوي.. هذا الطريق هو الاتضاع والإخلاء وتقديم بعضنا بعضًا والغفران الكامل لبعضنا بعضًا.. مكتوب: "لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا. فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ. (في٢: ٤- ٩).. واضح جدًا من هذا الشاهد أن طريق الرفعة والسلطان هو الاتضاع؛ وهو الطريق الذي أتبعه ابن الله يسوع المسيح في تجسده، بالتأكيد لكي نتبع خطواته.. الاتضاع وتقديم وإكرام الإخوة والإخلاء وعدم احتساب النفس، والخروج من الانحصار في الذات - وأن يكون صوت قلوبنا قائلاً: "ولا نفسي ثمينة عندي" -  هو الطريق لاستعلان مسحة وجه الإنسان فينا.. استعلان وجه الإنسانية الممجدة فينا يمكننا من تحقيق مشيئات الله الفائقة.. 
 اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا. لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ،   وَلاَ مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصًا، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِق طَعَامَهُ.  مت ١٠: ٨- ١٠