الأربع مسحات.... The Four Anointings
أَمَّا شِبْهُ وُجُوهِهَا فَوَجْهُ إِنْسَانٍ
وَوَجْهُ أَسَدٍ لِلْيَمِينِ لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ ثَوْرٍ مِنَ الشِّمَالِ
لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ نَسْرٍ لأَرْبَعَتِهَا.. حز١: ١٠
وجه إنسان.. وجه أسد.. وجه ثور.. وجه نسر.. أربعة
وجوه للمخلوقات الحية التي تحمل مجد الرب في الإصحاح الأول من سفر حزقيال.. تشير
هذه الوجوه الأربعة لمسحات أربع يريد الرب أن يفيض بها في حياة أولاده وبناته.. فأبناء
الرب الحقيقيين هم حاملو مجده.. يقفون في محضر الرب أمام عرشه فيمتلئون بمجده
وتتشكل وجوههم بتشكيلات روحه القدوس..
الوجه الأول: وجه إنسان
المسحة: مسحة استرداد السلطان المفقود
(Restoration
of the first authority and beyond)
الطريق: الإخلاء
والاتضاع
الأحقية: صار هذه الوجه وما يشير إليه من مسحة
لاسترداد السلطان المفقود متاحًا لنا بسبب تجسد الرب يسوع، الإله المتأنس، آدم
الأخير.. الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا
(يو١: ١٤).. تجسد الرب يسوع ليعيد لنا إنسانيتنا المفقودة.. أخلى
نفسه من مجده ليمجدنا فيه.. اتضع ليرد لنا السلطان.. آدم الأول كان صاحب سلطان
وفقده بالسقوط.. ابن الله أخلى نفسه ليرد لآدم سلطانه المفقود وأعظم.
الاتضاع والإخلاء من جهة، واسترداد السلطان من
جهة أخرى، هما أمران متلازمان في الحياة الروحية.. الرب
يسوع، كلمة
الله المتجسد، رسم لنا هذا الطريق إذ أخلى نفسه، لذا رَفَّعَهُ الله..مكتوب:
الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ
مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا
فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ
وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا،
وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ
رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ
كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.. (في٢: ٦- ١١).
مسحة وجه الإنسان
تنطبع وتستقر على المتضعين أثناء تواجدهم في عرش النعمة.. مسحة وجه الإنسان
تجعلنا نحمل وجه آدم الثاني.. يسوع الممجد.. مسحة وجه الإنسان تُعيد للخليقة رؤيتها
ليسوع فينا فتخضع لصورة الله فينا.. يوجد وعد بالراحة للخليقة التي تئن وتتمخض إذ
ترى بهاء عربون الروح في وجه الإنسانية الممجدة في يسوع!
الوجه الثاني: وجه أسد
المسحة: المسحة الرسولية الملوكية (Kingship Apostolic
Anointing) –
الإرسالية ومد تخوم الملكوت
الطريق: المحبة العُرسية – الانشغال بالعريس
الآتي ومجيئه الثاني
الأحقية: صار هذه الوجه وما يشير إليه من مسحة
ملوكية مُتاح لنا في الرب الملك الذي ملك على حياتنا كحمل، وسيأتي ليملك
كأسد على أرضنا في مجيئه الثاني.
الرب الملك يملك في كنيسته الآن.. وكنيسته تعلن
مُلكه للعالم.. ملكوت الغفران والشفاء والحرية والمجد والفيض.. المسحة الرسولية
تطلق أبناء الرب لمد سلطان الملكوت.. ليمتد النور.. ليمتد الشفاء.. الظلمة تغطي
الأرض، أما كنيسة الرب وجيل الأيام الأخيرة الماكث أمام العرش، فإشراقهم يزداد..
مسحة وجه الأسد تنطبع وتستقر على هؤلاء الذين يحبون
العريس بكل قلوبهم وينتظرون مجيئه بفارغ الصبر.. هؤلاء المشتاقون إلى لقاء
العريس تستقر مسحة الأسد على حياتهم ليمضوا ويُخضِعوا تخوم جديدة لعريس قلوبهم
الذي اقترب مجيئه جدًا!! العروس الحقيقية تُمسح بمسحة الأسد في الأيام الأخيرة
لتمضي مضيئة بلا خوف وسط ظلام الأمم.. زئير العروس الخارج بمسحة الأسد سيجعل البعض
يطمئن، لكنه أيضًا سيخيف كثيرين!! هؤلاء الذين يحبون مجيئه سيطمئنون، بينما أولئك
الذين يحيون لذواتهم سيزداد خوفهم وتظهر حيرتهم!!
الوجه الثالث: وجه ثور
المسحة: مسحة للبذل بقوة الروح..
الطريق: حَمْل النير.. "اِحْمِلُوا
نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي... لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي
خَفِيفٌ.." (مت١١: ٢٩، ۳٠)
الأحقية: صار هذه الوجه وما يشير إليه من
مسحة للبذل مُتاح لنا في الرب الذبيح الذي صلب لأجلنا ومات حاملاً آثامنا وأمراضنا..
بذل الرب نفسه لفدائنا.. حمل الصليب وتحمل الضرب والجلدات.. حمل اللعنة.. بل صار
هو نفسه لعنة لأجلنا!!
مسحة وجه الثور تنطبع وتستقر على هؤلاء
الذين وضعوا أكتفاهم تحت نير الرب لخدمته.. هؤلاء الذين لمس الرب أعماقهم
بحبه، فكرسوا الحياة لخدمة مَن أحبهم وأسلم نفسه لأجلهم.. مسحة الثور تعطي القوة
لخدمة الرب وتَحمُل المشقات بدون تراجع.. لم يتراجع بولس إذ رُجِم وسُجِن وجُلِد!!
بل على العكس ازداد حبه للرب وازدادت قوة تحمله!! مسحة الثور تعطي القوة للاستمرار
في مقاومة العدو رغم حروبه المتتالية.. "تَنْصِبُ مِثْلَ الْبَقَرِ
الْوَحْشِيِّ ]الثور[
قَرْنِي" (مز٩٢: ١٠)..
الوجه الرابع: وجه نسر
المسحة: المسحة النبوية (Prophetic
Anointing) –
تمييز الأوقات والأزمنة، كلمات حية من عرش النعمة في توقيتها الصحيح، انتعاش
وتجديد للقوة..
الطريق: المحبة وستر عيوب الآخرين.. "وَلكِنْ
قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً،
لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (١بط
٤: ٨).
الأحقية: صار هذه الوجه وما يشير إليه من
مسحة للنطق بكلمة الرب وتمييز الأوقات والأزمنة، مُتاح لنا في الرب القائم من
الأموات الصاعد إلى السماوات..
قام يسوع منتصرًا على الموت والقبر، وصعد
إلي السموات.. "وَأَقَامَنَا مَعَهُ،
وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أف٢:
٦).. أقامنا معه وأصعدنا معه ليجلسنا.. قبلنا فيه بنعمته.. صعد ونحن فيه..
"حملنا في جسده" كما يقول القديس أثناسيوس الرسولي.. أو "أحتوانا
في ذاته مثل الحزمة التي تحمل السنابل" كما يقول القديس كيرلس الكبير.. سترنا
فيه وحلق بنا عاليًا نحو السماء، إذ نُرى فيه كاملين بكماله أمام الآب..
مسحة النسر الحقيقية لا تُعطَى إلا
لمَن يحب ويستر!! مسحة النسر تنطبع وتستقر على هؤلاء المستعدين لأن يمتلئوا
بالحب الغير مشروط، والمستعدين للنطق بكلمات الحياة وسط أكثر الأوقات
إظلامًا.. كما سترنا الرب وانطلق بنا كالنسر، هكذا مسحة النبوة تستقر على من يستر
ويستعد للانطلاق بدون قيود الأفكار السلبية.. النسر يفهم كيف يجدد الرب الحياة،
لذا لا يمسك خطايا الآخرين.. مسحة النبوة تُظهر ما يريد الرب أن يظهره، وتستر ما
يريد الرب أن يستره!! مسحة النبوة هي مسحة الحياة لما يأمر له الرب بالحياة، بغض
النظر عن الواقع والعيان!!
كما أن النسر عنده القدرة على
الطيران ورؤية الصورة الكُلية الواسعة.. هكذا مسحة النسر تعطي القدرة النبوية على
تمييز أوقات وأزمنة الرب ومعرفة فكره، بدون الانحصار في تفاصيل رؤيتها منفردة قد
يعطي صورة خادعة ويشوش الحقيقة!!
كما أن النسر لديه القدرة على رؤية
النور مبكرًا جدًا لأنه يحلق عاليًا، هكذا المسحة النبوية تعطي القدرة على رؤية وفهم
علامات مجيء الرب الثاني.. نسور الأيام الأخيرة عيونهم ترى الرب الآتي على
السحاب.. وآذانهم تسمع البوق!! نسور الأيام الأخيرة عيونهم مُكحلة بكحل الروح يرون
ما لا يُرى.. يصرخون هوذا العريس آت.. لتستيقظ العذارى ولتمتليء المصابيح بالزيت!!
المقال حلو جدا
ردحذفلكن كان عندي مشكلة في الوجه الثاني والرابع في الطريقة للوصول لهذه المسحة مفيش ايات واضحة بتقول الطريقة اللي حضرتك قولت عليها . وليس عندي اي اعتراض على ان المحبة العرسية او ستر الخطايا مهمة ولكن هم مهمين بصفة عامة في حياة المؤمن وليس انهم طريق لهذه المسحات :)
شكرا ليكم وربنا يبارككم :) :)
الجزء الأول من الرد:
ردحذفالأخت العزيزة / الأخ العزيز
في البداية.. بالتأكيد أشكرك على تعليقك الذي يدل على قراءة عميقة وواعية للمقال..
أحب أن أوضح بعض الأمور الهامة التي تسلط بعض الضوء على النقاط 2 و4، والتي لم أذكرها في المقال لأني أردته مقالاً مختصرًا يعطي للقاريء فكرة عامة عن الموضوع.
أود أن أبدأ مما ذكريته/ ذكرته أنت في التعليق وهو أن: "المحبة العرسية او ستر الخطايا مهمة ولكن هم مهمين بصفة عامة في حياة المؤمن"..
أولآً: أوافقك تماماً في هذا.. بالتأكيد المحبة العرسية (محبة الرب العريس) وستر الخطايا (محبة الآخر) هما أمرين أساسيين في حياة أي مؤمن.. ولكن السؤال الطبيعي الذي يظهر هنا هو: كيف يتفق كون هذين الأمرين من الأمور العامة والأساسية لجميع المؤمنين، وفي نفس الوقت هو طريق لمسحات خاصة؟ قد يذهب الاستعجاب عندما نعرف أن المسحتين "النبوية - النسر" والرسولية - الأسد" هما مشيئة الرب لكل الكنيسة!! (مع الوضع في الاعتبار الفرق الكبير ما بين وظيفة النبي الخاصة والمسحة النبوية العامة، ووظيفة المرسَل الخاصة والمسحة الرسولية العامة).. فالكنيسة كلها مدعوة لتتغطى بمسحة نبوية رسولية عامة!! ( إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، وَلكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا – 1كو 14: 5 & فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ (إرسالية) – مت28: 19).. لذا فإن مشيئة الرب لكل مؤمن هي أن يُمسَح نسر وأسد. وبحسب ما ذكرته في المقال يمكننا القول أن كل مؤمن في كنيسة المسيح يسلك في محبة حقيقية للرب ومحبة حقيقية للأخر يضع نفسه في المكان الصحيح لاستقبال هاتين المسحتين أمام عرش النعمة.
باقي الرد في الجزء الثاني من التعليق بالأسفل...
الجزء الاول من الرد رائع جد واتفق فيه مع حضرتك والجزء الثاني اتفق في المسحة النبوية مع حضرتك . ولكن نموذج المسحة الرسولية هو ادرك العلاقة العرسية لكنه هو لم يدخل في العلاقة العرسية لان الكنيسة لم تكن قد اسست بعد وهو قال انه صديق العريس فهو لم يذوق العلاقة العرسية ,فهل يوجد نموذج اخر اكثر وضوحا في الكتاب وايضا ايات كتابية توضح فكرة حضرتك اكثر عن المسحة الرسولية ؟
حذفالأخ العزيز/ الأخت العزيزة
حذفشكرًا مرة أخرى من أجل قراءتك الواعية للمقال والتعليقات.. هذا أمر يفرحني بالحق...
أريد أن أضع أمامك جزء من الكلمات التي كتبتها في المقال لأني أشعر أن قراءتها مرة أخرى قد يضيء أمامك فهم جديد، خاصةً أنها تجيب على جوهر سؤالك...بعد هذا سأضيف تعليقًا صغيرًا...
المسحة الرسولية تعني اتساع الملكوت واختراق أجواء السماء للأرض.. وهذا يتطلب سلطان حقيقي (الأسد).. انطباع صورة وصوت الأسد علينا يتطلب اتحاد حقيقي بالرب الأسد. مجيء الرب الثاني لنا كعريس يرتبط بملكه الثاني على الأرض كأسد.. لذا الدخول في علاقة الحب العرسي يطلق مسحة الأسد (المسحة الرسولية)..
بالطبع المعمدان لم يختبر المحبة العرسية، لأن الكنيسة لم تكن قد أُسست... لذا فقد كتبت في الرد السابق "المعمدان نموذج لارتباط الإرسالية مع الادراك العرسي" الإدراك العرسي وليس الاختبار!!.. لقد أدرك بالنبوة ما قد أُعلن فيما بعد عن العلاقة العرسية!
الجزء الأخير من الإجابة أريد أن أضع فيه باختصار بولس الرسول كنموذج للمسحة الرسولية.... بولس رسول عاش واختبر تأثيرات المسحة الرسولية على أوسع نطاق... ظهر له الرب.. عُلم واستلم من يد الرب مسحته الرسولية... أُظهر في حياته بالروح القدس "علامات الرسول" (2كو12:12).... وفي نفس الوقت بولس الرسول هو مَن يعطي المثال المباشر للعلاقة العرسية ما بين الرب والكنيسة... وبالتأكيد هنا نحن نتحدث عن نموذج مُتحد مع الرب ومُتذوق للاتحاد العرسي وجزء من رسوليته (امتداد تأثيره) هو إحضار العروس كاملة (ليس من اليهود فقط بل من الأمم)!!
شكرا جدا والرب يبارك حضرتك
حذفثانيًا: لماذا ربطت المسحة النبوية/ النسر بمحبة الآخر، والمسحة الرسولية/ الأسد بمحبة الرب العريس؟
ردحذفالرسول بولس في 1كو14 – وهو من أكثر الاصحاحات التي تتحدث عن النبوة – يضع الحديث كله في سياق "بنيان الكنيسة"، إذ يقول: 2لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ. 3وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ، فَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ. 4مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِي نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ. 5إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، وَلكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ، إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ، حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَانًا... 39إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ جِدُّوا لِلتَّنَبُّؤِ، وَلاَ تَمْنَعُوا التَّكَلُّمَ بِأَلْسِنَةٍ. 1كو14: 2- 5، 39.. بحسب هذا الجزء من كلمة الله فإن النبوة هدفها بنيان ووعظ وتسلية المؤمنين.. بنيان المؤمنين يقع في مركز مشيئة الله لإعطاء النبوة لنا.. وينصح بولس بالروح في نهاية هذا الجزء أن نجتهد لنتنبأ!! كيف نجتهد لنتنبأ؟؟ ماذا نعمل لأجل هذا؟ إن كانت النبوة مرتبطة ببناء المؤمنين كما رأينا من الآيات، فهي بالتأكيد مرتبطة بمحبة المؤمنين بعضهم لبعض.. فأنا أريدك أن تُبنَى لأني أحبك محبة أخوية صادقة.. وهكذا نفهم معنى "أن نجد لنتنبأ".. أن أجتهد لأتنبأ يعني أن أجتهد في الحب، أجتهد لأحيا 1كو13 (إصحاح المحبة).. فكلما اجتهدت في محبتي لك وفي تحملي لضعفاتك وفي سترى لعيوبك وصلاتي لك لكي تتغير، كلما وضعت نفسي في المكان الصحيح لاستقبال مسحة النبوة/ النسر التي هي لبنائك وتشجيعك وتسليتك!! وكلما رأيت ضعفك ولم أدينك وسترتك وصليت لأجلك، كلما فتح الرب عينيّ بمسحة النبوة لفهم مكانتك الحقيقية فيه والدعوة الأصيلة على حياتك!! النسور لا يرون فقط الزمن الآتي (كأحداث وأوقات وأزمنة)، لكنهم عندهم القدرة لرؤية التغييرات التي يريد الرب أن يصنعها في حياة الضعفاء والبعيدين.. الحب المنسكب بداخل النسور لشعب الرب يضيء أعينهم أكثر وأكثر لرؤية الآتي!! الرب القائم الصاعد إلى السموات (النسر) احتوانا فيه رغم كل ضعفاتنا!!
أما بالنسبة لمسحة الأسد (المسحة الرسولية) وعلاقتها بالمحبة العرسية فالمجال لا يتسع هنا للكلام بالتفصيل لكن سأعطي بعض المفاتيح الهامة لدراسة الموضوع. المسحة الرسولية تعني اتساع الملكوت واختراق أجواء السماء للأرض.. وهذا يتطلب سلطان حقيقي (الأسد).. انطباع صورة وصوت الأسد علينا يتطلب اتحاد حقيقي بالرب الأسد. مجيء الرب الثاني لنا كعريس يرتبط بملكه الثاني على الأرض كأسد.. لذا الدخول في علاقة الحب العرسي يطلق مسحة الأسد (المسحة الرسولية).. المعمدان نموذج لأرتباط الإرسالية مع الادراك العرسي.. فقد كان المعمدان رسولاً أمام وجه الرب "1بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ،2كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ:«هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». 4كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا " مر1: 1- 4، وهو أول من وصف الرب بالعريس "27أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:«لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. 28أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. 29مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. 30يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ." يو3: 27- 30
أخ ثروت ليباركك الرب جدا جدا ويستخدمك و نصلي أن تستمر بالعطاء لملكوته و اعلان حقه و توصيله لشعبه..... كم أحب المسحة النبوية ( مسحة النسر) و المسحة الرسولية 0 مسحة الأسد ) و حقا أن الرب يسكبها لمن أحب الملك و سمح لمحبته أن تغمر و تفيض في حياته و امتلأ قلبه حبا لشعب الرب و للناس ..و كم تحتاج الكنيسة لكل المسحات لتبنى و يمتد ملكوت إلهنا في كل الأرض....و حقاً كم من سلطان يطلق مع هذه المسحات حيث يفك الرب المأسورين و يكسر قيود الشر و يكشف خداع و كذب الحيات و العقارب و يسحقها و يهدم قوى الشر و يواجه مخاوف و زئير الشرير بقوة الأسد الحقيقي يسوع ..حاملين قلب الراعي وأحشاء الهنا لكل متألم و محتاج متزينين بنعمة الهنا و اتضاعه ..و كجيش للرب نحتاج لكل هذه المسحات حيث ملكنا و قائدنا يقودنا في موكب نصرته....أحب كل ما كتبته و الرجاء الاستمرار بنعمة الرب و معونة روحه القدس ....( ملاك سوريا)
ردحذفشكرًا يا أخ ملاك من أجل الكلمات المُشجعة...
حذفآمين الرب يُطلق الأسرى أحرارًا.. ويعدنا جيش ممسوح يحب الرب ويتبعه بكل القلب..
الرب معك يا جبار البأس...
فكلما اجتهدت في محبتي لك وفي تحملي لضعفاتك وفي سترى لعيوبك وصلاتي لك لكي تتغير، كلما وضعت نفسي في المكان الصحيح لاستقبال مسحة النبوة/ النسر التي هي لبنائك وتشجيعك وتسليتك!!
ردحذفشكرا د ثروت على المقال التعليمي الرائع والممسوح..وعلى الرد باجزاءه لقد لمس روحي ..الرب يباركك