آبــائــيات/ الملك الألفي عند الآباء ومقالات أخرى


تقرأ في هذه الصفحة:
1- موهبة التكلم بألسنة عند أباء الكنيسة.
2- عقيدة الملك الألفي الحرفي عند آباء ما قبل نيقية.


موهبة التكلُم بالألسنة عند آباء الكنيسة

(آباء الكنيسة حتى القرن السادس الميلادي، مع ليتورجية من القرن العاشر)

“Early Fathers” and “Speaking in Tongue”  

   بقلم دكتور/ ثروت ماهر

دكتوراه في اللاهوت (PhD) - جامعة ريجينت، فرجينيا 

هذا المقال البحثي الموجز يهدف إلى تسليط الضوء على بعض من آباء الكنيسة الأولى الذين شهدوا عن استمرارية موهبة التكلم بالألسنة فيما بعد عصر الرسل. البعض يعتقد أن موهبة التكلم بالألسنة انتهت مع نهاية عصر الرسل والتلاميذ الأوائل، لكن بنظرة فاحصة للكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة يمكننا التيقن من أن هذه الموهبة هي موهبة، شأنها شأن باقي المواهب، لكل عصور الكنيسة.

صحيح أنه خلال بعض حقب تاريخ الكنيسة، كان هناك نُدرة في وجود مواهب الروح وممارستها. لكن هذه النُدرة، كما يوضح جون وسلي[1] في دفاعه عن استمرارية مواهب الروح، بالتأكيد لا ترجع إلى أن عصر المواهب قد انتهى كما يعتقد البعض. ولكن بالحري ترجع ندرة المواهب التي نلحظها أحيانًا إلى برودة المحبة للرب والفتور الروحي. وعلى هذا، فإنه متى وأينما تعافت الكنيسة واستردت محبتها الأولى للرب، فإن مواهب الروح بالتأكيد تكون ظاهرة وموجودة في حياة الكنيسة[2].

والباحث في نقاط سريعة، سيعرض نبذة عن بعض آباء الكنيسة (خلال الستة قرون الأولى) الذين تكلموا عن موهبة التكلم بألسنة وشهدوا لاستمراريتها، مع ليتورجية عبادة من القرن العاشر. الاقتباسات مُـقسَـمَة بحسب التصنيف التاريخي للآباء[3]، ومُـرتبة بحسب أهمية الاقتباس، من وجهة نظر الباحث.

أولاً: آباء مدافعون وكُتاب كنسيون ضد الهرطقات:

1- القديس إيريناوس أسقف ليون (ولد 140م. ومات 202): يعتبر إيريناوس من أهم وأشهر لاهوتي القرن الثاني، تلميذ القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا، وقد استلم من بوليكاربوس التقليد اليوحناوي، الذي استلمه بوليكاربوس بدوره من الرسول يوحنا مباشرة.

أشار إيريناوس إلى استمرارية مواهب الروح بصفة عامة وممارستها في عصره، وأشار  خاصة إلى استمرارية موهبة التكلم بالألسنة في عصره، وذلك بوضوح في كتابه (ضد الهرطقات)، إذ يقول: "... وبنفس الطريقة، فإن لدينا الكثير من الإخوة في الكنائس، لديهم الكثير من المواهب النبوية، وبالروح يتكلمون بكل أنواع اللغات، ويأتون، لمنفعة الجميع، بمخفيات الإنسان للنور، ويعلنون الأسرار الإلهية"[4].

2- ترتليان "أبو الفكر اللاهوتي اللاتيني" (ولد حوالي 160م. ومات حوالي 240): سُمي ترتليان "أبو الفكر اللاهوتي اللاتيني"، لأنه من أوائل المُفكرين الذين صاغوا الكثير من التعبيرات اللاهوتية التي صارت مستخدمة بشكل أساسي فيما بعد في المباحثات اللاهوتية مثل مصطلح "الثالوث" ومصطلح "الجوهر"[5].

آمن ترتليان باستمرارية مواهب الروح وشجع على ممارستها في عصره، وذكر موهبة التكلم بالألسنة بوضوح ضمن المواهب العاملة في الكنيسة في عصره. في كتابه (ضد ماركيون)، في الكتاب الخامس والجزء الثامن، يكتب عن مواهب الروح، في سياق توضيح وحدة العهدين القديم والجديد. ويقارن ترتليان ما جاء في رسالة كورنثوس الأولى بما جاء في سفر إشعياء عن أرواح الرب السبعة، ويضع المواهب في متوازيات مع ما جاء في إشعياء. فعلى سبيل المثال يقول: "... فإنه يُعطى لشخص مواهب شفاء، ولآخر مواهب عمل قوات، بالتوازي مع روح القوة (إش11: 2)... ولشخص يُعطى نبوة، ولآخر تمييز أرواح، ولآخر أنواع ألسنة، ولآخر ترجمة ألسنة، بالتوازي مع روح المعرفة (إش11: 2)"[6].

كما يذكر أيضًا ترتليان بما معناه أن الرؤى، والتغني بمزمور جديد (الأغنية الجديدة)، والصلاة بالروح، والدهش، والانخطاف في الروح، وترجمة الألسنة كلها أمور قد اعتاد عليها بدون أي صعوبة[7].

ثانيًا: لاهوتيون وكُتاب أنطاكيون وسريان:      

3- يوسابيوس القيصري (وُلد حوالي 260م. ومات 340): من أهم مَن كتبوا في تاريخ الكنيسة، يلقبه البعض (أبو التاريخ الكنسي). له عدة كتب هامة، من أشهرها كتاب (تاريخ الكنيسة) الذي ترجمه القمص مرقس داود إلى العربية. وقد قيل عن هذا الكتاب :"إنه كنز من المعلومات بشأن الديانة الوليدة (المسيحية)، التي أُختُبِرَ نقاءها بالاضطهاد، وخلت من الهرطقات"[8]. أيضًا من كتب يوسابيوس الهامة، (البرهان الإنجيلي)، (ثيئوفانيا)، (القوانين الإنجيلية)، و(دفاع عن أوريجانوس).

كثيرًا ما شهد يوسابيوس في كتبه عن استمرارية مواهب الروح، النبوة والشفاء الإلهي وإقامة الأموات والتكلم بلغات أخرى[9]. وقد وثق يوسابيوس شهادة إيريناوس عن الأخوة الذين يتكلمون بألسنة في وقت إيريناوس[10] (كما سبق الإشارة إليها في النقطة الأولى من هذا المقال).

4- إفرايم السرياني (وُلد 303م. ومات 373): يُعد من أشهر كُتاب وشعراء الآباء السريان، إنتاجه من القصائد الروحية غزير، إذ يُذكر عنه أنه كتب حوالي إثنتي عشر ألف قصيدة روحية.

تذكر سيرة حياة إفرايم أنه نال موهبة ألسنة مفاجئة مكنته من أن يتكلم القبطية مع الأنبا بيشوي، واليونانية مع القديس باسيليوس، دون علم مُسبق له بهاتين اللغتين[11].

5- يوحنا سابا (مَعرُوف بالشيخ الروحاني، وقد وُلد حوالي 507م.): كان الشيخ الروحاني راهبًا أرثوذكسيًا، ترك تراثًا من الكتابات الروحية والنسكية العميقة التي كان لها أبلغ الأثر في تشكيل  الحياة الرهبانية لكثيرين. تمتليء كتابات يوحنا سابا بالكثير من الإشارات لموهبة التكلم بألسنة، وكثير من التأكيدات على استمرارية هذه الموهبة أثناء أيام حياته، وليُلاحظ القاريء ما لكتابات الشيخ الروحاني من أهمية كبيرة في إثبات استمرارية موهبة التكلم بألسنة إلى وقت متأخر من تاريخ الكنيسة يمتد حتى ما بعد القرن السادس الميلادي.

من أقوال الشيخ الروحاني التي تشير إلى التكلم بالألسنة، والتي يوردها الأب متى المسكين[12] في كتابه حياة الصلاة الأرثوذكسية:

"... إذا ما وصل الإنسان بنعمة الله إلى هذه الدرجة (الاتحاد بالله)، فإنه يقتني وحدانية مع ذاته وتهدأ حركات الجسد للنفس، وحركات النفس للعقل، وينبسط العقل لمعرفة الله وينظر الرب وجهًا لوجه، فيستضيء به ويتغير إليه... هذا هو الاتحاد الكامل بالله حيث كل معرفة واستعلان ونبوة وتكلُم بألسنة ومواهب شفاء"[13].

وأيضًا: "... هناك تحيا النفس بالحب مع سكان ذلك العالم وتكون بينهم كضيف غير مقيم، تتحدث معهم ولكن بلغة غير مُدركة للعقل، إذ لا يكون للسان الجسداني نصيب في تركيب حروفها، فلا يستطيع العقل أن يستذكرها، ولا اللسان أن يسترجعها، ولا القلب حتى أن يتصورها"[14].

وأيضًا: "... قد سطرت لك ما طلبت مني لنمو وتدرج المبتدئين وكل من يهوى أن يصعد ذلك السلم الروحاني (سلم الكمال)، حيث كل المواهب مُعدة، إن كانت معرفة الخفايا، وموهبة الاستعلانات أو نبوة أو موهبة الألسن، أو الشفاء المثلثة القوى (أي التي لأمراض الجسد والنفس والروح)"[15].

ثالثًا: آباء الصحراء:

6- مقاريوس المصري (الأنبا مقار الكبير،  وُلد حوالي 300م. ومات 390): الأنبا مقار أو مقاريوس المصري، هو مؤسس رهبنة وادي النطرون (برية الاسقيط). عُرف بنسكه الشديد ووضوح مواهب الروح في حياته، حتى أنه معروف عند بعض الدارسين باسم (حامل الروح).

معروف عن مقاريوس أنه تقبل مواهب مثل موهبة النبوة، وموهبة الشفاء الإلهي الثلاثية (روح ونفس وجسد) وموهبة إخراج الشياطين، وهو في سن الأربعين[16]. كما يذكر مقاريوس موهبة التكلم بألسنة في العظة السادسة والثلاثين من عظاته الخمسين، إذ يوضح أن الروح هو الذي يقسم المواهب لكل شخص، فهو الذي يعطي النبوة لمَن يتنبأ، ويعطي الألسنة لمَن يتكلم بألسنة، وهو يقول أن الذي يتنبأ عنده قدر أكبر من النعمة لأنه يبني الكنيسة، أما مَن يتكلم بلسان فهو يبني نفسه فقط[17].

7- القديس باخوميوس (ولد حوالي 290م. ومات 346): مؤسس رهبنة الشركة، وواضع القوانين الرهبانية. امتد تأثير نظام الرهبنة الباخومي إلى شرق العالم وغربه، إذ ترجمَت قوانينه الرهبانية إلى اللاتينية على يد جيروم[18]. عُرف عن باخوميوس أنه كان يتكلم لغة الملائكة مجازًا عن تكلمه بالألسنة. ويؤكد باليديوس[19] أنه على الرغم من عدم معرفة باخوميوس باللغتـين اليونانية أو اللاتينية، إلا أنه بطريقة معجزية كان يتكلم باللغتـين أحيانًا[20].

رابعًا: نصوص ليتورجية:

8- ليتورجية (قـُداس) عهد ربنا: هذه إحدى قداسات الكنيسة الأرثوذكسية القديمة، وقد ظل الكهنة يقدسون بها إلى ما بعد القرن العاشر الميلادي. في هذه الليتورجية طلبة خاصة من أجل مواهب الروح القدس موهبة التكلم لألسنة، إذ تقول:

"إسند يا رب حتى النهاية الذين لهم مواهب الوحي، وأيد الذين لهم موهبة الشفاء، وعزز الذين لهم موهبة الألسنة"[21].

وهذا القداس يُصلى به إلى الآن في الكنيسة الأرثوذكسية الحبشية. وبالطبع واضح من الاقتباس استمرارية موهبة التكلم بألسنة في الكنيسة حتى القرن العاشر الميلادي.

خامسًا: الآباء الكبادوكيون:

9- القديس باسليوس الكبير (وُلد 330م. ومات حوالي 379): القديس باسيليوس الكبير هو أحد الآباء الكبادوكيون (من كبادوكية)، وهو أخو القديس غريغوريوس النيصي، وصديق غريغوريوس النزينزي، ويعرف الثلاثة معًا عادة بالآباء الكبادوك.

القديس باسليوس (في قوانينه النسكية القصيرة) يجيب على سؤال حول كيفية أنّ روح الإنسان يمكن أن تصلي بينما ذهنه يبقى بلا ثمر، فيقول باسليوس أن هذا يكون بالنسبة لمن يصلون بألسنة[22]. وفي عظاته التسعة (المعروفة بالهكسامورين)، وفي نهاية العظة السادسة، يصلي باسيليوس أن يعطي الرب لقارئه إظهار الروح[23]. وفي كتابه (في الروح) فصل 16، جزء 37، يُوجد إشارات إلى استمرارية مواهب الروح.

هذا وتتعدد الإشارات في كتابات غريغوريوس النيصي وغريغوريوس النزينزي إلى استمرارية مواهب الروح[24]

سادسًا: آباء غربيون ما بعد نيقية:

10- هيلاري اسقف بواتييه (وُلد 315م. ومات 367): يُلقب بأثناسيوس الغرب، له العديد من المؤلفات، مثل "في الثالوث" -12كتاب- و"في المجامع"، وعدد من الأعمال التاريخية والتفسيرية، كما أنه من أوائل المؤلفين الغربيين الذين كتبوا تسابيح للكنيسة، وهو أول مؤلف رسمي للألحان اللاتينية الكنسية[25].

آمن هيلاري باستمرارية مواهب الروح بصفة هامة، كما أوضحت كتاباته جليًا استمرارية موهبة التكلم بألسنة. في كتابه "في الثالوث" الكتاب الثامن، الفقرة الثلاثين، والفقرة الثالثة والثلاثين، يؤكد هيلاريون على استمرارية مواهب الروح وعلى أن الكنيسة في عصره، مثلها مثل الكنيسة في باقي العصور، لها نصيب في موعد الآب أي الامتلاء بالروح. ويُعدد هيلاريون المواهب والعطايا الروحية ذاكرًا أعمال القوات ومواهب الشفاء والرسولية والتكلم بألسنة وترجمة الألسنة. ويقول هيلاريون بوضوح: "إن هذه هي وسائط الكنيسة للخدمة وللعمل الذي بواسطته يتكون جسد المسيح، وقد أتاحها الله". كما يمكن للباحث أن يستنتج إشارة في مقطع من كلام هيلاري عن التكلم بألسنة كعلامة للملء بالروح، إذ يقول: "إن التكلم بألسنة يمكن أن يُنعم بها كعلامة للروح"[26].

11- امبروسيوس أسقف ميلان (وُلد 339م. ومات 397): أحد معلمي الكنيسة اللاتينية الأربعة[27]. له العديد من الكتابات الهامة، مثل الأعمال التفسيرية كالأيام الستة وفي الفردوس وتفاسير المزامير، والأعمال العقائدية والتعليمية مثل في الروح القدس وفي الأسرار وفي الإيمان، وفي سر التجسد وغيرها من الأعمال ذات القيمة.

يكتب امبروسيوس في كتابه (في الروح القدس) الكتاب الثاني، والفصل الثالث عشر: "انظر، الله هو من وضع الرسل، ووضع الأنبياء والمعلمين، أعطي مواهب الشفاء... أعطى أنواع الألسنة... أنت ترى، الآب، والمسيح أيضًا، يضع معلمين في الكنائس؛ وكما يعطي الآب موهبة الشفاءات؛ هكذا أيضًا يفعل الابن؛ وكما يعطي الآب موهبة الألسنة؛ هكذا أيضًا الابن يهبها... وهكذا أيضًا الروح يعطي نفس المواهب كما الآب والابن أيضًا"[28]. ومن الواضح أن امبروسيوس في هذا الجزء يؤكد على وحدة الثالوث في إعطاء المواهب، فكل عطية صالحة نازلة من عند الآب، بالرب يسوع المسيح، في الروح القدس. ومن الواضح في كلام امبروسيوس استمرارية إعطاء المواهب حتى عصره، فهو يستخدم صيغة مُضارعة وهو يصف استمرارية إعطاء المواهب.

سابعًا: آباء غربيون ما قبل نيقية:

12- كبريانوس أسقف قرطاجنة (وُلد حوالي 200م. ومات حوالي 258): واحد من أبرز الشخصيات في الأدب الكنسي المبكر، أفريقي الأصل، انتخب أولاً أسقفًا لقرطاجنة ثم صار بعد هذا مطرانًا لشمال أفريقيا. أطلق عليه "مربي المدافعين" إذ كان مُعلمًا للخطابة والمحاماة في قرطاجنة[29].

يتضح من خلال بعض كتابات كبريانوس، أنه كان معتادًا على وجود مواهب الروح بصفة عامة، ويرى الدارسين في هذا مناخًا يسمح بأتاحة الفرصة لممارسة التكلم بألسنة[30]. بصفة عامة، يعول الدارسين على العبارة الآتية لكبريانوس كإشارة إلى استمراية المواهب الفوق طبيعية في عصره والتكلم بألسنة. يكتب كبريانوس في أحد رسائله: "... بجانب رؤى الليل، فإنه في أثناء اليوم أيضًا، يمتليء الصبية حديثي السن بيننا بالروح القدس، يرون في دهش (غيبة) بأعينهم، يسمعون ويتكلمون بهذه الأشياء التي يتنازل الرب وينذرنا بها ويوجهنا"[31].

13- نوفاتيان أسقف روما (وُلد حوالي 210م. ومات حوالي 280): نوفاتيان له بعض الكتابات التي ظلت لوقت طويل تُنسب لكتاب آخرين، ولكن، مؤخرًا، يميل معظم الدراسين إلى نسبتها إلى نوفاتيان، مثل (في الثالوث، ينسب لترتليان أو كبريانوس)، و(رسالة أسقف روما كبريانوس)[32].

نوفاتيان يشير بوضوح إلى استمرارية مواهب الروح، بصفة عامة، في عصره وموهبة التكلم بألسنة، إذ يقول في كتابه عن الثالوث: "هذا هو (الروح) الذي يضع الأنبياء في الكنيسة، يرشد المعلمين، يوجه الألسنة، ويعطي القوة والشفاء... ويرتب كما يشاء أيًا من مواهب الروح بالنعمة"[33].

ثامنًا: عمداء مدرسة الاسكندرية:

14- كليمندس الإسكندري (وُلد حوالي 150 م. ومات 215): أحد عُمداء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وقد تولى رئاستها عام 190م. من أهم كتاباته (نصح لليونانيين) و(المربي)، و(المتفرقات). وقد ذكر كليمندس مواهب الروح في كتابه (المربي)، وذكر موهبة التكلم بالألسنة ضمن كتابه (المتفرقات)، الكتاب الرابع والجزء 21، ويُفهم من سياق كلامه أنها موهبة موجودة في وقته[34].


[1]   جون وسلي (1703- 1791)، هو أحد رواد النهضة في تاريخ الكنيسة الحديث. استخدمه الرب هو وأخوه تشارلز وسلي في قيادة نهضة روحية عظيمة في القرن الثامن عشر، بدأت في إنجلترا ثم امتدت إلى إمريكا ومنها إلى العالم كله. يعتبر وسلي هو مؤسس الميثودست والكنائس التي تتبع التعليم الوسلي حول العالم (في مصر، كنائس نهضة القداسة والمثال والإيمان والكنائس الخمسينية). وقد نبر التعليم الوسلي على قداسة الحياة، واختبار التقديس والملء بالروح القدس كعمل ثان محدد للنعمة. ويرى كثير من الدارسين للاهوت الوسلي، ومنهم الباحث، أن التعليم الوسلي تستقر جذوره بقوة في تعليم آباء الكنيسة الأولى، خاصة آباء الشرق. كما يمكن اعتبار اللاهوت والتقليد الوسلي ذاته هو أصل وجذر النهضة الكاريزماتية الحديثة ومعظم حركات الروح القدس في يومنا هذا حول العالم.
[2] John Wesley, Sermon on the More Excellent Way, in The Works of the Rev. John Wesley, 3rd Edition, ed. Thomas Jackson, 14 vols., CD-ROM edition (Albany, Oregon: Ages Software, 1997), 7:41- and Robert Tuttle, “John Wesley and the Gifts of the Holy Spirit,” available on: http://ucmpage.org/articles/rtuttle1.html.
[3]  هذا التصنيف التاريخي للآباء بمساعدة نظام التصنيف الموجود في كتاب: تادرس يعقوب المالطي، نظرة عامة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى (الاسكندرية: مارجرجس اسبورتنج، 2009).
[4] Irenaeus, Adv. Hearses, VI, 1 in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.1: The Apostolic Fathers with Justin Martyr and Irenaeus (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 1312.
[5]  ثروت ماهر، الملك الألفي الحرفي عند آباء ما قبل نيقية، مقال متاح على الانترنت على:
http://www.khwaterro7ya.blogspot.com/p/blog-page_8075.html.
[6] Tertullian, Anti Marcion, Book 5, Ch. 8, in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.3 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 973.
[7] Ibid, 974, 975.
[8] Paul L. Maier, Church History, “Eusebius (Grand Rapids: Kregel, 1999), 9- cited in Richard Hogue, Tongues: A Theological History of Christian Glossalalia (USA: Richard Hogue, 2010), 123.
[9] Harold Hunter, Tongues-Speech: A Patristic Analysis, in Journal of the Evangelical Theological Society (JETS) 23/2 (June 1980), 131, 132, available on: http://www.etsjets.org/files/JETS-PDFs/23/23-2/23-2-pp125-137_JETS.pdf.
[10]  يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة. ترجمة مرقس داود. ط.3 (القاهرة: مكتبة المحبة، 1998)، 214.
[11] Ephraim the Syrian, V in Philip Schaff, Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol.3 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 292.
[12]  الأب متى المسكين (1919- 2006) هو راهب قبطي أرثوذكسي، وأب روحي لأكثر من مائة وثلاثين راهبًا بدير الأنبا مقار، ويُعد واحدًا من ألمع اللاهوتيين والكُتاب الكنسيين المُجددين في القرن العشرين. للأب متى 187 كتاب ومؤلف منشوريين أثناء حياته، تتميز معظم مؤلفاته بأنها ذات طابع أكاديمي أصيل وروحاني عميق. تشمل المؤلفات كتب تفسيرية، ودراسات لاهوتية، وكتب طقسية وكنسية، وكتب تأملية ورهبانية. ترجمت كتابات المسكين إلى العديد من اللغات، وساهمت في تشكيل الحركة الروحية حول العالم. للمسكين عدد من الكتب والمقالات، موجودة لدى أبنائه في الدير، ولم تنشر بعد، ويقدر عددها بحوالي 232 مقال وكتاب. تعتبر كتابات المسكين استرداد للتقليد الآبائي الأصيل، وقد ساهمت في إرساء النهضة الرهبانية الحديثة في العالم.
[13]  متى المسكين، حياة الصلاة الأرثوذكسية. ط.8 (وادي النطرون: دير القديس الأنبا مقار، 2003)، 202.
[14]  المرجع السابق، 154.
[15]  المرجع السابق، 214.
[16]  متى المسكين، الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقاريوس. ط.4 (وادي النطرون: دير القديس الأنبا مقار، 2006)، 92.
[17]  مقاريوس الكبير، عظات القديس مقاريوس الكبير. ترجمة نصحي عبد الشهيد. ط. 4. سلسلة نصوص آبائية- ج. 85 (القاهرة: مؤسسة القديس أثناسيوس- مركز الدراسات الآبائية، 2004)، 302.
[18]  جيروم (342- 420) هو باحث إنجيلي، ومؤرخ كنسي. تعتبر رسائله على جانب هام من الأهمية وعلى الأخص من الناحية التاريخية، له العديد من المؤلفات، من أشهرها كتاب "مشاهير الرجال" (متى المسكين، الرهبنة القبطية، 713).
[19]  باليديوس (363- 431) مؤرخ شهير وهو كاتب التاريخ اللوزياكي (Historia Lausiaca)، وهو الكتاب المعروف بفردوس الآباء، وهو يعتبر الوثيقة الأولى والأساسية التي قدمت للعالم تاريخ الرهبنة.
[20] Harold Hunter, 132.
[21]  متى المسكين، حياة الصلاة الأرثوذكسية، 212.
[22] Harold Hunter, 133.
[23] Basil, Hexaemeron, XI, 11 in Philip Schaff, Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol.8 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 322.
[24] Harold Hunter, 133.
[25]  تادرس يعقوب المالطي، نظرة عامة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى (الاسكندرية: مارجرجس اسبورتنج، 2009)، 251- 255.
[26] Hilary, On the Trinity, VIII, 30, 33 in Philip Schaff, Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol.9 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 369, 370.
[27]  الثلاثة الآخرون هم أغسطينوس، وجيروم، وغريغوريوس الكبير (النيصي).
[28] Ambrose, On the Holy Spirit, II, 13 in Philip Schaff, Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol.2 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 327.
[29]  تادرس يعقوب مالطي، 236.
[30] Harold Hunter, 131.
[31] Cyprian, The Epistles of Cyprian, IX, 4 in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.5 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 720, 721.
[32] Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.5 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 1460.
[33] Novatian, Treatise Concerning the Trinity, XXIX, in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.5 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 1526.
[34] Harold Hunter, 131.


-------------------------------------------------------------------
المُلك الألفي الحرفي عند آباء ما قبل نيقية..
“Ante-Nicene Fathers” and “Pre-Millennialism”
  
   بقلم دكتور/ ثروت ماهر

دكتوراه في اللاهوت (PhD) - جامعة ريجينت، فرجينيا

هذا المقال البحثي الموجز يهدف إلى تسليط الضوء على بعض من آباء الكنيسة الأولى (آباء ماقبل نيقية[1]) الذين آمنوا بعقيدة المُلك الألفي الحرفي (Pre-Millennialism)[2]. يهدف المقال إلى تعريف القاريء بأن عقيدة الملك الألفي الحرفي ليست عقيدة مستحدثة، إنما هي عقيدة أصيلة عُرفت في تاريخ الكنيسة الأولى وآمن بها الكثير من الآباء، على الرغم من الاختلاف الحادث حولها.
يقول فيليب شاف[3] إن النقطة الأكثر لفتًا للانتباه عند آباء ما قبل نيقية هي الإيمان بالملك الألفي الحرفي- أي الإيمان بملك المسيح على الأرض مع القديسيين القائمين من الأموات، وإن هذا الملك مدته ألف عام، وهو يسبق القيامة العامة والدينونة[4].

والباحث في نقاط سريعة سيعرض نبذة عن أهم آباء- ما قبل نيقية-  الذين آمنوا بالملك الألفي.

1- بابياس أسقف هيرابوليس (ولد قبل 70م.ومات حوالي 155): كتب عن التقليد الشفهي، خاصة شرح أقوال الرب. لم يتبق من كتبه أي كتاب، ولكن وصلتنا مقتطفات من أرائه وكتاباته من خلال كتابات القديس إيريناوس، والعلامة يوسابيوس القيصري، فيما يُعرَف أكاديميًا بمقتطفات بابياس. يعتبر بابياس تلميذًا للقديس يوحنا، ورفيقًا لبوليكاربوس اسقف سميرنا.
من خلال كتابات إيريناوس ويوسابيوس، نعرف أن بابياس آمن بعقيدة الملك الألفي، وقد كتب بابياس يشرح أن القيامة من بين الأموات سيتبعها ألف سنة من ملك أرضي مجيد للمسيح، كما أن القديسيين القائمين سيملكون مع الرب، هذا ويؤكد القديس إيريناوس أنّ بابياس استلم هذا التعليم من فم الرسول يوحنا[5].

2- القديس برناباس (كتب رسالته حوالي 138م.): رسالة برناباس واحدة من الرسائل التي ترجع لحقبة الآباء الرسوليين[6]، وكاتبها من المؤمنين بعقيدة الملك الألفي، ويوضح أنه كما خلق الله العالم في ستة أيام، واستراح في اليوم السابع، هكذا فإن الألفية السابعة (بحسب التقويم العبري) ستكون هي سبت الراحة حيث الملك الألفي[7].

3- القديس إيريناوس أسقف ليون (ولد 140م. ومات 202): إيريناوس هو تلميذ بوليكاربوس وبابياس اللذان هما تلميذا الرسول يوحنا. يؤكد إيريناوس على عقيدة الملك الألفي. ويقول أنها عقيدة تسلمها الشيوخ من فم الرسول يوحنا الذي استلمها من الرب.
هذا ويرى ماكجريس[8] في كتابه اللاهوت المسيحي، إن فكرة طبيعة الأجساد التي سيقوم بها المؤمنون هي فكرة مركزية في إيمان إيريناوس بالملك الألفي الحرفي[9]. إذ يتساءل إيريناوس عن كيفية تحقيق وعد الرب للمؤمنين بأنه سيشرب من نتاج الكرمة معهم في الملكوت، ويؤكد إيريناوس أن هذا سيحدث في الملك الألفي حيث الكروم التي تنتج عنبًا جيدًا (بحسب بابياس)[10].
ويرى الباحث أن ملاحظة ماكجريس هي ملاحظة حقيقية، إذ يذكر إيريناوس هذا في كتابه (ضد الهرطقات)، كما يذكر إيريناوس أيضًا أن إبراهيم أبا الإيمان سيتمتع بوعد الله له بامتلاك الأرض في الملك الألفي، إذ لم يمتلك إبراهيم أبو الآباء الأرض طوال حياته السابقة على الأرض[11].

4- بوليكاربوس أسقف سميرنا (ولد في الربع الثالث من القرن الأول ومات حوالي 155م.): هو تلميذ الرسول يوحنا، ومعلم إيريناوس، ومعاصر لبابياس. ليس لدينا إثباتات مُطولة مباشرة تدل على إيمان بوليكاربوس بعقيدة الملك الألفي. لكنه في رسالته إلى فيلبي يقول: "إذا أرضيناه في هذا الدهر، فإنه يكافئنا في الجيل العتيد وقد وعدنا بأنه سيقيمنا من بين الأموات، وإذا كان سلوكنا جدير به، فإننا سنحكم معه، بشرط أن نؤمن"[12].
ويرى الباحث أن بوليكاربوس هنا يتكلم عن قيامة من بين الأموات كمكافأة للحياة التقية (هذا ينطبق على القيامة الأولى التي للغالبين) وليس مجرد القيامة العامة، أيضًا ربط بوليكاربوس بين السلوك النقي والإيمان، والحُكم مع المسيح. هذا ويرى أيضًا الباحث إحتمالية قوية في أن بوليكاربوس هو أحد (الشيوخ) الذين يقول إيريناوس أنه تسلم تعليم الملك الألفي منهم[13]، إذ أن بوليكاربوس هو معلم إيريناوس، وبالتأكيد كان إيريناوس يتلقى منه التعليم.

5- القديس يوستينوس الشهيد (ولد 100م. ومات حوالي 167): يُعد يوستين الشهيد والفيلسوف من أهم الآباء المدافعين عن الإيمان في القرن الثاني، وهو أول مَن أنشأ مدرسة لاهوتية مسيحية[14].
وقد أفرد يوستينوس فصلان (الفصل 80، 81) من كتابه الحوار مع تريفو حول تأكيد إيمانه بالملك الألفي الحرفي تفصيلاً. ويربط يوستينوس بين الإيمان بالملك الألفي واستقامة العقيدة، فيقول: "...أما أنا وكل مسيحي قويم الاعتقاد فنؤمن بقيامة الأجساد يتبعها ألف سنة في مدينة أورشليم التي ستُبنى من جديد بشكل أوسع وأجمل كما يعلن الأنبياء حزقيال وإشعيا وغيرهم"[15].
وقد استفاض يوستينوس في شرح أجزاء من العهد القديم تصف الملك الألفي وما يحدث فيه. ويختم يوستينوس الفصل الواحد والثمانين بتأكيده على الملك الألفي الحرفي كما جاء في رؤيا يوحنا اللاهوتي، فيقول يوستينوس: "وقد كان بيننا رجل يدعى يوحنا وهو أحد رسل المسيح وقد رأى رؤيا بأن أتباع المسيح سيعيشون في أورشليم لمدة ألف سنة ثم بعد ذلك قيامة الأموات والأبدية والدينونة"[16].

6- ميليتو أسقف ساردس (مات حوالي 180م.): انتقل إليه التقليد اليوحناوي كاملاً من خلال بوليكاربوس وبابياس[17]. وقد آمن بعقيدة الملك الألفي الحرفي كما شرحها إيريناوس. شهد جيروم، في تفسيره لسفر حزقيال، الإصحاح 36، عن تمسُك ميليتو بعقيدة الملك الألفي الحرفي. كما أكد جناديوس من مارسيليا في كتابه (عقائد الكنيسة) على تمسك ميليتو بالملك الألفي الحرفي[18].

7- ترتليان "أبو الفكر اللاهوتي اللاتيني" (ولد حوالي 160م. ومات حوالي 240): سُمي ترتليان "أبو الفكر اللاهوتي اللاتيني"، لأنه من أوائل المُفكرين الذين صاغوا الكثير من التعبيرات اللاهوتية التي صارت مستخدمة بشكل أساسي فيما بعد في المباحثات اللاهوتية مثل مصطلح "الثالوث" ومصطلح "الجوهر".
آمن ترتليان بعقيدة الملك الألفي، وعلمها ودافع عنها. في كتابه "ضد ماركيون"-جزء 3، فصل 24- إذ يكتب: " إن طلبتنا مرتبطة بما هو سماوي وليس ما هو على الأرض. ولكننا نُقر أننا قد وعدنا بملكوت سيُعطـَى لنا على الأرض... بعد القيامة لمدة ألف عام في أورشليم... المدينة التي أعدها الله لتستقبل المُقدسيين في قيامتهم، كمكافأة عما فقدناه وعانيناه في العالم، لأن هذه هي عدالة الله لخدامه أنهم لابد أن يفرحوا في نفس الموضع الذي عانوا فيه قبلاً من الحزن لأجل اسم الرب. ثم بعد تمام الألف سنة تكون قيامة للذين لم يقوموا قبلاً"[19].

8- هيبوليتوس الروماني (ولد حوالي 170م. ومات 235): هيبوليتوس كان أسقفًا في كنيسة روما، وتلميذًا لإيريناوس. أمن بعقيدة الملك الألفي وكتب عنها. في تفسيره لمقتطفات من سفر دانيال، يقول: "لابد أن تكتمل ستة آلاف سنة، لكي يأتي السبت، الراحة، اليوم المقدس، حيث استراح الله من جميع أعماله. إذ أن السبت هو نموذج ومثال مملكة القديسيين المستقبلية، عندما سيملكون مع المسيح، عند مجيئه الثاني، كما قال القديس يوحنا في رؤيته. لأن اليوم عند الرب كألف سنة. لذا فلابد أن تكما ستة آلاف سنة، لأن الرب أكمل جميع ما خلقه في ستة أيام"[20].

9- نيبوس المصري (القرن الثالث): كان نيبوس أسقفًا مصريًا مُتمسكًا بالتفسير الحرفي للكتاب، وكان يعلم ضد الثفسير الرمزي، وكتب كتابًا دعاه "دحض للرمزيين". وقد علم في كتابه بوضوح عن الملك الألفي الحرفي على الأرض[21].

10- أمبروسيوس أسقف ميلان (ولد حوالي 339م. ومات حوالي 397): علم بوجود قيامتين[22] وهناك ظلال في تعليمه للملك الألفي[23].

بالإضافة لما تم عرضه في هذا المقال الموجز، هناك بعض الشخصيات الأخرى، بعضهم من آباء ما قبل نيقية وبعضهم من المعاصرين لهؤلاء الآباء، يوجد أيضًا استنتاجات أولية على إيمانهم بعقيدة الملك الألفي، وينصح الباحث بكتابة مقالات بحثية مستقبلية لتوثيق ما يُثبت هذا. من بين هؤلاء الآباء: لاكتانتيوس (240- 320)، ميثوديوس (مات حوالي 311)، القديس جيروم (347- 420)، وغيرهم.


[1]  نيقية هو مجمع مسكوني عُقد لمواجهة بدعة هرطرقية تدعى بدعة أريوس عام 325 م.- ولأهمية هذا المجمع في التاريخ الكنسي صار يؤرَخ به- آباء ما قبل نيقية، آباء نيقية وما بعده.
[2]  الاعتقاد في الملك الألفي يشمل ثلاثة مدارس: 1- الاتجاه الأول: وهو ما يؤيده الباحث، وملخصه أن الملك الألفي حرفي ويحدث بعد القيامة الأولى ومجيء المسيح يسبقه، لذا يسمى Pre-Millennium أي سابق الألف سنة، ويعقب الألف سنة حل الشيطان مدة يسيرة، ثم معركة أخيرة، ثم القيامة الثانية، والدينونة.      -2- الاتجاه الثاني: والباحث لا يتفق مع هذا الاتجاه ولا يؤيده. وينادي هذا الاتجاه بأن مجيء المسيح والقيامة سيكونا بعد الملك الألفي، ولذا يسمى Post-Millennium أي لاحق الألف سنة. وهذا الاتجاه ينادي بأن الملك الألفي سيتم نتيجة ما يحدث الآن من الكرازة بالإنجيل وامتداد الكنيسة (والبعض يضيف تقدم العلم والسلام العالمي)، إذ يأتي الوقت الذي يكون المسيح فيه ملكًا على الأرض وذلك عندما يقبل العالم كله الإنجيل ويحيا في سلام، وبعد فترة الملك هذه يأتي المسيح في مجيئه الثاني. -3- الاتجاه الثالث: والباحث لا يتفق مع هذا الاتجاه ولا يؤيده. وينكر هذا الاتجاه مُلك الألف سنة تمامًا، ويدعى Amillennium، ويتعامل مع النصوص برمزية كاملة، ويرى الألف سنة مجاز.
[3]  فيليب شاف هو لاهوتي ومؤرخ كنسي سويسري الأصل. ولد في يناير 1819، ومات في 20 أكتوبر 1893. ويُعد فيليب شاف من أهم مؤرخي تاريخ الكنيسة في العصر الحديث. عمل شاف أستاذًا في معهد الاتحاد اللاهوتي (Union Theological Seminary) في نيويورك بدءًا من 1870 وحتى نهاية حياته. له العديد من الكتب والمراجع التي تُعد من أهم مراجع تاريخ الكنيسة في الأوساط الأكاديمية. من أهم أعماله: سلسلة تاريخ الكنيسة المسيحية (8 أجزاء)، آباء ما قبل نيقية (10 أجزاء)، وآباء نيقية وما بعده (28 جزء).
[4] Philip Schaff, History of Christian Church. Vol.2 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 545.
[5] Irenaeus, Adv. Hearses, V, 32, 33, in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.1: The Apostolic Fathers with Justin Martyr and Irenaeus (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 1379- 1383.
[6]  الآباء الرسوليون هم الآباء الذين تلامسوا مع حقبة الرسل وبعضهم تتلمذ على يد الرسل مباشرة.
[7]  تادرس يعقوب المالطي، نظرة عامة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى (الاسكندرية: مارجرجس اسبورتنج، 2009)، 16.
[8]  آليستر ماكجريس هو أستاذ اللاهوت التاريخي بجامعة أكسفورد، وله العديد من المؤلفات ذات الثقل في الوسط الأكاديمي مثل الروحانية المسيحية (1999)، الفكر المُصلح (1999)، العلم والدين (1998)، ومقدمة إلى المسيحية (1997).
[9] Alister E. McGrath, Christian Theology: An Introduction (Oxford: Blackwell, 2001), 572.
[10] Irenaeus, Adv. Hearses, V, 32, 33, in Philip Schaff, ibid.
[11] Ibid.
[12]  سلسلة آباء الكنيسة، الآباء الرسوليون. ترجمة إلياس معوض (بيروت: منشورات النور، 1982)، 151.
[13] Irenaeus, Adv. Hearses, V, 32, 33, in Philip Schaff, ibid.
[14]  سلسلة النصوص المسيحية في العصور الأولى، القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد: الدفاعان والحوار مع تريفو ونصوص أخرى (القاهرة: دار بانريون، 2012)، 11.
[15]  المرجع السابق، 243.
[16]  المرجع السابق، 244، 245.
[17] Philip Schaff, History of Christian Church. Vol.2, 650.
[18] http://en.wikipedia.org/wiki/Melito_of_Sardis, reviewed on 22, Dec. 2012.
[19] Tertullian, Anti Marcion, Book 3, Ch. 24, in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.3 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 746- 769. (Translated and revised by Selvi and Suzi Nasrat in an Arabic unpublished booklet by them titled Millennialism according to Justin Martyr and Tertullian).
[20] Hippolytus of Rome, On Daniel, 2: 4, in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.5 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 454.
[21] http://en.wikipedia.org/wiki/Book_of_Nepos, reviewed on 22, Dec. 2012.
[22] Ambrose of Milan, In the Belief of Resurrection, in Philip Schaff, Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol.10 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 407.
[23] http://en.wikipedia.org/wiki/Millennialism, reviewed on 22, Dec. 2012.
-------------------------------------------------------------------------
نبذة مُختصرة عن القديس بوليكاربوس (من الآباء الرسوليين)
القديس بوليكاربوس الشهيد: أسقف سميرنا:
لمحة عن القديس بوليكاربوس، أهم الكتابات المرتبطة به:
  • ولد 69-70 / تمت رسامته بيد الرسل أسقفًا على سميرنا قبل 110 / استشهد 155-156.
  • يعتبر بوليكاربوس تلميذ الرسول يوحنا، معلم إيريناوس، صديق اغناطيوس الأنطاكي.
  • تذكر: موقف بوليكاربوس مع أسقف روما، وكيف تشاركا معًا في الإفخارستيا رغم خلافهم
  • الكتابات المرتبطة به: رسالته إلى أهل فيلبي، وثيقة استشهاده التي كتبها أهل سميرنا وأرسلت إلى المؤمنين في فريجية الكبرى.
          ملامح الحياة الروحية وفقًا للكتابات المرتبطة بالشهيد بوليكاربوس:
a.      التمثل أو الاقتداء بالمسيح، التمثل بالتلاميذ الذين تمثلوا بالمسيح.
b.      احترام وتكريم الشهداء.
c.      خدمة الرب.
d.      دراسة الكتاب المقدس.
e.      الصلاة والصوم.
f.       الحرب الروحية.
g.      العطاء.
h.      اختبار الآيات والعجائب.
i.       الإيمان بالقيامة والدينونة. (الأخرويات بصفة عامة).
j.       الكنيسة، محبتها والصلاة لأجلها.
k.      العلاقة مع الرؤساء، الاحترام والصلاة لأجلهم.
l.       صيغة واضحة للتعبير عن الإيمان بالثالوث.
Refrences:
Ehrman, Bart D., ed. and trans. The Apostolic Fathers. Loeb Classical Library. 2 vols. Cambridge, MA: Harvard University Press, 2003.
St. Polycarp. The Epistle of Polycarp to the Philippians. Microsoft, Christian Classics Ethereal Library, The Apostolic Fathers. http://www.ccel.org/ccel/schaff/anf01.iv.ii.html
----------------------------------------------------------------------


هناك تعليق واحد:

  1. كنت بدور على اى دليل للالسنة عند الاباء
    واعطانى صديق لى هذا البحث الشيق والمبهر والذى اربكنى كثيرا
    ودار فى مخيلتى سؤال واحد
    ان كانت هذه اقوال معظم الاباء المشاهير
    فلماذا لا نسمع عن هذه الاقوال فى كتب الاباء المتداولة...

    اشكر واحب اقول لحضرتكعندى بحث صغير شرح لانواع الاستخدمات للالسنة
    على هذا اللينك يهمنى رأيك
    http://gharoun.blogspot.com/2014/05/blog-post_4942.html?view=magazine

    ردحذف