الاثنين، 16 مارس 2020

عظيم إيمانك يا امرأة!



عظيم إيمانك يا امرأة!
عظة جديدة للدكتور ثروت ماهر
"عظيم إيمانك يا امرأة"..
عظة جديدة للدكتور ثروت ماهر، وهي العظة التاسعة من سلسلة عظات "كنيسة مجيدة في الأيام الأخيرة". السبت ٧ مارس ٢٠٢٠ - الاجتماع الأسبوعي لخدمة السماء على الأرض.

يقول الكتاب المقدس في رسالة العبرانيين: "وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لَا يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لِأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ ٱلَّذِي يَأْتِي إِلَى ٱللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ." (عب ١١: ٦)... ويقول في سفر الأمثال: "فِي نُورِ وَجْهِ ٱلْمَلِكِ حَيَاةٌ، وَرِضَاهُ كَسَحَابِ ٱلْمَطَرِ ٱلْمُتَأَخِّرِ." (أم ١٦: ١٥).. إذا بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه أي بدون إيمان لا يأتي المطر المتأخر.. لأن "رضاه كسحاب المطر المتأخر"!! لماذا لا يأتي المطر بدون إيمان؟ لأن الإيمان هو الذي يطلق وينتج البذار التي يأتي المطر ليُنميها! وبالتالي إذا لم يكن إيمان؛ لن يكون هناك بذار؛ وبالتالي لن يأتي المطر، إذ لا بذار يسقيها!! في رسالة العبرانيين ونفس الإصحاح، يقول الروح القدس: "وَأَمَّا ٱلْإِيمَانُ فَهُوَ ٱلثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَٱلْإِيقَانُ بِأُمُورٍ لَا تُرَى." (عب ١١: ١) والأصل يمكننا من ترجمة هذه الآية كالآتي: "وأما الإيمان فهو "جوهر" الأشياء التي نرجوها، واليقين من الأمور التي لم تظهر بعد".. لذا تُرجمت في ترجمة ويكليف (وهي أقدم ترجمة حديثة عن الڤولجاتا اللاتينية - الڤولجاتا من أواخر القرن الرابع - وقد تمت ترجمة ويكليف في أواخر القرن الرابع عشر) إلى:
But faith is the substance of things that be to be hoped, and an argument, or certainty, of things not appearing. (Heb 11:1/WY)
إذا فالإيمان هو ما يُشكل ويُوجِد جوهر الأشياء المرجوة! بالإيمان يبدأ ظهور بُرعُم "جوهر" الأمر الذي يرجوه المؤمن، وهذا البرعم ينشأ (يخرج ويبدأ في الترعرُع) بالطبع من بذرة كلمة الله المُحتوية لجوهر الأمر الذي نصلي لأجله. فجوهر الأمور المرجوة الذي يُشكل ماهية الإيمان مُستمٓد في الأصل من كلمة الله، ويأخذ تحققه العملي من خلال تصديق الوعد والالتصاق بالمسيح (الكلمة المتجسد) الذي فيه النعم والآمين لكل مواعيد الله.
ومن هنا نفهم سر إيمان المرأة الكنعانية ونوالها لمعجزتها، ونفهم أهمية الفعل الإيماني النبوي الذي قامت به! فالكنعانية -رغم كل الصعوبات- التصقت بالمسيح، والتقطت من كلمات المسيح رجاءها ويقينها!! عندما سألت المسيح ليشفى ابنتها، قال لها المسيح: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلَابِ». (من ١٥: ٢٦)!! ومن كلمات المسيح التي تبدو صعبة، التقطت المرأة رجاءها فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يا سَيِّدُ! وَٱلْكِلَابُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ ٱلْفُتَاتِ ٱلَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». (مت ١٥: ٢٧)!! وإذا بسياق القصة كلها ينقلب رأسًا على عقب!! وكأن المسيح ينتظر كلمتها ليفجر استعلان محبته لها واعتزازه بالإيمان وتقديره لكلمتها التي قدمت البذرة التي يُسَر المسيح أن يغمرها بأمطار رضاه لتحقيق المعجزة!! ويقول لها المسيح علانية: "عظيم إيمانك"..«لِأَجْلِ هَذِهِ ٱلْكَلِمَةِ، ٱذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ ٱلشَّيْطَانُ مِنِ ٱبْنَتِكِ» (مر ٧: ٢٩)!!
"لأجل هذه الكلمة!!" يا لها من عبارة قالها المسيح تكشف لنا السر!! "لأجل هذه الكلمة!!" يا رب هل لكلماتي هذه القيمة عندك؟ هل كلماتي تفتح الباب لأمطارك لتأتي معجزتي؟؟ نعم نعم!! أنت تبحث عن كلمات الإيمان الأصيلة!! التي لا يقف أمامها أي عوائق!! أن تبحث عن الإيمان الذي لا ينكسر أمام العيان والظروف!! ربي وإلهي!! كم من مرة خذلتك بكلمات وبأفكار عدم الإيمان!! كم مرة بحثت عن البذار لتنميها، ولم تجدها لأني لم أتكلم كلمات الإيمان باستقامة أمامك!! يا رب، لأُعطَى إيمان بالروح القدس كإيمان الكنعانية!! الإيمان الذي يصدق أن فتات مائدتك شبعًا عظيمًا لي!! حتى الفتات!! لكن أعظمك لأن الخبز (وليس الفتات) للبنين!! وأنا صرت من البنين في دمك الغالي الثمين!! لي الخبز!! الشفاء!! وليس الفتات!! مع أن حتى الفتات عملها عظيم!!
الكنعانية آمنت فأخذت!! وإذ أخذت فتحت بوابة للأمم ليتذوقوا الآيات والعجائب!! يشير بعض الدارسين إلى أن معجزات الشفاء التي صنعها الرب لثلاثة أيام (راجع مت ١٥) والتي خُتمت بمعجزة إشباع الأربعة آلاف نفس كانت موجهة في أغلبها للأمم!! وأحد أدلة هذا هو حرص الأناجيل على التأكيد على أن ما فضُل من هذه المعجزة كان "سبعة سلال" - و"السلال" يستخدمها الأمم!! بينما "القفة" التي ذُكرت في معجزة إشباع الخمسة آلاف يستخدمها اليهود!! وأدلة أخرى تسمعها في هذه العظة الممسوحة!
نصلي أن كل مَن يستمع لهذه العظة يرتفع إيمانه بالرب لأجل معجزات تُتمم مشيئة الرب الصالحة الكاملة المرضية في حياتنا!!
مجدًا للرب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق