الاثنين، 7 أكتوبر 2019

سلسلة مقالات مصالحة علم اللاهوت والروحانية - دكتور ثروت ماهر - المقال الأول - الجزء الثالث - أكتوبر 2019


الجزء الثالث من مقال طبيعة العلاقة بين علم اللاهوت والروحانية -
من سلسلة مُصالحة علم اللاهوت والروحانية
الدكتور ثروت ماهر، دكتوراة في فلسفة اللاهوت والتاريخ جامعة ريجينت بفرجينيا

للأحباء المُهتَمِن بهذه النوعية من المقالات اللاهوتية؛
هذا هو الجزء الثالث (عدد أكتوبر) من المقال الأول من سلسلة "مصالحة علم اللاهوت والروحانية".. وهي سلسلة يكتب حلقاتها دكتور ثروت ماهر في جريدة الطريق كل شهر - بدءًا من شهر أغسطس.المقال الأول - وهو يأتي في ثلاثة أجزاء - بعنوان "طبيعة العلاقة بين علم اللاهوت والروحانية".
الجريدة تصدر (الإصدار الورقي) في بداية كل شهر، ويمكن شراءها من المكتبات المسيحية المختلفة وتُبَاع أيضًا في كثير من الكنائس.كما يصدر من الجريدة إصدار إلكتروني في الأسبوع الثاني من كل شهر.

كلمات من المقال المنشور لدكتور ثروت ماهر في عدد أكتوبر من الجريدة؛
أي أنه بحسب النزينزي، لابد أن يُستَعلن عمل الروح القدس في المُتحَدِث في اللاهوت – على الأقل من خلال حياته المُكرَسَة – قبل أن يُقبَل حديثه في اللاهوت من الأصل! ويمكننا القول إن أستاذ علم اللاهوت (المتحدث في اللاهوت)، بشخصيته وتكريسه واستنارته الروحية وامتلائه بالروح القدس، ودراساته وأبحاثه الأكاديمية، يقف في مركز عملية استعادة التآزر عمليًا بين علم اللاهوت والروحانية. فهو نفسه ينبغي أن يكون أيقونة هذا التآزر مُجسَدة أمام دارسي علم اللاهوت. أي أنّ المصالحة عمليًا لابد أن تتم أولاً – أي تتصور – في مُدرسي علم اللاهوت وتُسَلَم من خلالهم – أكاديميًا وسرائريًا - إلى دارسي هذا العلم! إذ أننا عند النظر لركائز العملية التعليمية اللاهوتية بتدقيق، سنرى المعلم – أو أستاذ اللاهوت – في صدارة التأثير في هذه العملية، إذ يظل مُدرِس اللاهوت هو الأداة الأساسية التي يستخدمها الروح القدس لتسليم مفردات كل تقليد لاهوتي لدارسيه. فبينما تقف صناعة شخصية دارسي/طلبة اللاهوت كمحور وهدف نهائي للعملية التعليمية في المعاهد اللاهوتية، فإن شخصية المعلم/أستاذ اللاهوت تقف كركيزة أساسية تُحدد سمات المُنتج النهائي (أي طالب اللاهوت) – جنبًا إلى جنب مع مفردات القرينة التعليمية الأكاديمية العملية والمحتوى التعليمي.
ولضمان تحقيق هذا التآزر في أساتذة علم اللاهوت، لابد أن نضع في الاعتبار المؤهلات الأكاديمية جنبًا إلى جنب مع محاور النزينزي الروحانية الثلاثة. وكما أنّ المؤهلات الأكاديمية لا يُمكن تلخيصها في شهادات يتباهى بها أصحابها وألقاب توضع قبل أسمائهم (خاصةً عندما تكون المصداقية الأكاديمية لمصادر هذه الشهادات والألقاب ليست على المستوى المطلوب)، فإن الروحانية الحقيقية أيضًا لا يمكن تلخيصها في ادعاءات أشخاص عن أنفسهم بروحانية لم تُختَبَر وسط مجتمع أُناس الله – الكنيسة! فالمؤهلات الأكاديمية الحقيقية – بما تشمله من شهادات وألقاب – ينبغي أن يقف وراءها سنوات من الجهد الأكاديمي المبذُول في مؤسساتٍ تعليمية لها ثقلِها الأكاديمي ومصداقيتها التي تضمن أكاديمية أستاذ اللاهوت. والروحانية الحقيقية ينبغي أن تكون روحانية قد اختبرت ومُحِصَت وسط مجتمع أُناس الله، وشُهِد لأصحابها، بالروح القدس، بأصالة هذه الروحانية وعمق تأثيرها. أي أن الطريق إلى المصالحة عمليًا لابد أن يبدأ من اختبار "واقعية" و"مصداقية" المؤهلات الأكاديمية والروحانية لمُدرسي اللاهوت، من خلال توصيف وآليات يتم الاتفاق عليها وتفعيلها وسط مجتمع أناس الله – أي الكنيسة بمعاهدها اللاهوتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق