الخطية الأصلية والنعمة البادئة في اللاهوت الوسلي
بقلم دكتور/ ثروت ماهر
أولاً: المقدمة:
"يمكن القول أن النظام اللاهوتي الوسلي يبنى على تعليم الخطية الأصلية والنعمة البادئة..."[1] (روبرت تاتيل)
تعد هذه العبارة الموجزة للباحث واللاهوتي الوسلي روبرت تاتيل[2]، مدخلاً مناسبًا لموضوع الدراسة في هذه المحاضرة. إذ أنه بالفعل ينبغي لدارس اللاهوت الوسلي أن يفهم بشكلٍ عميق مفهوم وسلي عن كلٍ من الخطية الأصلية، والنعمة البادئة، وذلك لكي يصبح مُتاحًا لدارس اللاهوت الوسلي أن يضع المفردات اللاهوتية الوسلية في مكانها الصحيح من الفهم.
البناء اللاهوتي الوسلي هو بناء متين ومُتمَاسك، كلُ جزءٍ فيه مُركب على الجزء الآخر، وكلُ مفهومٍ لاهوتي في التقليد الوسلي يحتاج لباقي المنظومة من المفاهيم والتعريفات والعقائد الوسلية لكي يتجلى ويتضح. ومن هنا تأتي أهمية معرفتنا بمفهوم الخطية الأصلية عند وسلي، وكذا مفهوم النعمة البادئة.
فهم كلاً من "مفهوم الخطية الأصلية"، و"مفهوم النعمة السابقة" يدخل بالدارس للتقليد الوسلي إلى منطقة مضيئة من فهم اللاهوت الوسلي بصفة عامة، وذلك لارتباط هاتين الفكرتين بباقي الأفكار الأساسية للتعليم الوسلي كارتباط خيوط نسيج الثوب الواحد معًا. إذ ترتبط هاتين الفكرتين بشكلٍ كبير بفهم جون وسلي للعقائد الأساسية للإيمان المسيحي كالخلاص والتبرير والتقديس.
عدم فهم ماذا يعني وسلي بـ "الخطية الأصلية" أو بـ "النعمة البادئة" قد يؤدي إلى التشويش في فهم اللاهوت الوسلي بالكامل، مما جعل البعض يرفضون اللاهوت الوسلي، أو يضعونه في تصنيفات لاهوتية غير صحيحة!
في هذه المحاضرة سنتعرض لمفهوم التقليد الوسلي عن كلٍ من "الخطية الأصلية" و"النعمة البادئة".
ثانيًا: مفهوم "الخطية الأصلية" في اللاهوت الوسلي:
خُلِق الإنسان على صورة الله. خلق الله الإنسان وميزه بعقلٍ يفهم، وكيانٍ يشعر، وبإرادة حرة (free will and liberty). هذه الإرادة الحرة تعني أن الإنسان الأول (آدم) كان لديه القوة ليختار ما بين الخير والشر. أعطى الله آدم الوصية أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر. اختار آدم الشر وكسر الوصية، ولذا دخلت الخطية إلى العالم[3].
تبعًا لوسلي، نتيجة الخطية الأصلية (خطية آدم) لم تكن فقط أن الإنسان صار مدانًا أمام الله بسبب عدم طاعته، وصار مُحتاجًا إلى براءة ومصالحة، كما ينبر دائمًا التراث المُصلَح.
فبالرغم من أن وسلي يرى هذه الصورة التي تنبر على كسر الوصية والاحتياج لمصالحة، شأنه في ذلك شأن أي دارس للكتاب المقدس، إلا أن وسلي يرى أيضًا أن الطبيعة الإنسانية فسدت بسبب الخطية وتحتاج إلى دواء أو استرداد. فيقول وسلي أن "نسل آدم صار كثمرة فاسدة مرتبطة بشجرة فاسدة"[4]. أو ما عبّر به أحد مُعلمي اللاهوت الوسلي قائلاً: "الكمال المبدئي (primitive perfection) قد تمت إزاحته بفساد كُلي لطبيعة الإنسان"[5].
يؤكد وسلي أنه طالما فسد جذر شجرة الجنس البشري، الذي هو آدم، فبالتأكيد الشجرة كلها فاسدة. بعصيان آدم، أو خطيته الأصلية، ورث الجنس البشري كله الميل إلى العصيان (propensity to disobedience)[6]. فقد آدم صورته المجيدة الأولى من خلال عصيانه. فقد الحياة وتشوهت الصورة الأولى، وأنجب أبناءًا على صورته الفاسدة.
لإيضاح هذه الفكرة، كتب وسلي في عظةٍ بعنوان "الخطية الأصلية":
... يؤكد الوحي المقدس، أنه بمعصية إنسانٍ واحد صار جميع الناس خطاة، مات الجميع في آدم، مات الجميع روحيًا، فُقِدت الحياة وفُقِدت صورة الله، وهذا الإنسان (آدم) الخاطيء الساقط "ولد ابنًا على صورته" – لم يكن من الممكن أن يلد آدم إبنه على أي صورة أخرى، إذ "كيف يُجنَى شيء نظيف من شيءٍ نجس؟" – بهذا الترتيب نحن جميعًا، شأننا في هذا شأن باقي الناس، بالطبيعة "موتى بالذنوب والخطايا"... فإنه "لا فرق" في هذا "الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله"... أعوزهم صورة الله المجيدة التي خُلِق الإنسان عليها في الأصل[7].
والحقيقة أن وسلي نفسه، في روايته لاختباره الشخصي، أثناء رجوعه من إرساليته الفاشلة في جورجيا (Georgia) وقبل اختبار تجديده في ألديرزجات، اكثشف هذا الموت الروحي في حياته، ولمس الفساد في أعماق كيانه، وفهم يقينًا أنه بدون اختبار حقيقي للتجديد فهو يحيا في حالة فقدان المجد الإلهي!
يكتب وسلي في مذكراته قبل تجديده وأثناء رجوعه من رحلته الإرسالية الفاشلة: "ما الدرس الذي أتعلمه من هذا الوقت؟... أهذا أنا الذي ذهبت لأمريكا لأعود بالناس إلى الله؟ أكتشفت أنني أنا ما عدت إليه قبلاً. "أنا لست مُختلاً في قولي هذا، لكني أنطق بكلمات الحق"... أنني ساقط ويعوزني مجد الله.. قلبي فاسدٌ تمامًا وبغيض، وبالتالي حياتي كلها هكذا (يُرى أنه ليس لشجرة شريرة أن نتتج ثمارًا صالحة).. ولهذا التغرُب عن حياة الله، فمثلي هو ابن للغضب"[8].
سؤال للمناقشة: ما هو الفساد؟ - ناقش مفهوم أو "ماهية" الفساد – كيف نشرح الفساد في علاقته بفقدان الصورة الأولى المجيدة؟
-----< تبعًا لهذا الفهم الوسلي، لنتيجة وفعل الخطية الأصلية (بحسب فهم وسلي للنصوص الكتابية ولاختباره الشخصي) : فإن البشرية تحتاج لمصالحة وتبرير كي لا تصبح مدانة أمام الله، وأيضًا البشرية تحتاج استرداد وشفاء لتسترد الصورة الأولى الغير فاسدة.
هذا الفهم الوسلي للخطية الأصلية يدخل بالدارس للتقليد الوسلي إلى عمق فهم وسلي للاختبار المسيحي. فاللاهوت الوسلي بتركيزه على الفهم الثنائي للخطية الأصلية كـ "جُــرم" يحتاج "للتبرير"، وكـ "مرض" يحتاج "للشفاء"، يمكنه أن يستوعب تعامل الله الثنائي مع هذه الحالة البشرية مزدوجة الاحتياج. وعلى هذا يمكننا استنتاج كيف أن الاختبار الإيماني في اللاهوت الوسلي يتخطى مجرد "لحظة" القبول الشخصي لعمل المسيح الكفاري، أو ما ندعوه بلحظة التجديد وقبول تبرير المسيح، ليشمل باقي الحياة التي ستشهد بحسب وسلي تَدرُج للشفاء، يتبعه لحظة شفاء من جذر الخطية - تسمى اختبار التقديس - وهذه اللحظة هي المدخل لاختبار الكمال المسيحي الذي يستمر طوال الحياة.
وبكلمات أخرى، فإن الله يملأ احتياج الإنسان للتبرير (الاحتياج الأول) عندما يقبل الإنسان بشارة الإنجيل – في هذه اللحظة ما أتمه المسيح على الصليب من برارةٍ للإنسان تنتقل لتصير في حساب هذا الإنسان، ويصير الإنسان مولودًا من الله، وهذه هي البداية الحقيقية للحياة المسيحية بحسب وسلي.
هذه البداية لابد أن تُتبَع بما يسميه وسلي "التغيير الثاني"، أو "الراحة الثانية"، أو "العطية الثانية"[9] وهي التقديس. وهذه العطية الثانية تتعامل مع (الاحتياج الثاني) للإنسان وهو الشفاء واسترداد الصورة الأولى. فبالتبرير يصبح الإنسان بريئًا في عيني الله. وبالتقديس يصبح الإنسان مشفيًا على صورة الله. وهذا هو فهم وسلي للاختبار المسيحي.
يتساءل كثيرون عن ماهية العطية الثانية في التقليد الوسلي، ويتعجب الكثيرون متسائلين: هل بعد التجديد، هذا الاختبار العظيم، يمكن أن يكون هناك اختبار آخر؟ ويجيب وسلي أن الاختبار الثاني "اختبار التقديس" هو ضرورة لابد منها ليُشفى المؤمن ويحيا حياة الكمال المسيحي.
بدون فهم النظرة الثنائية لمفهوم "الخطية الأصلية"، يصبح من الصعب فهم المفهوم الوسلي عن "البركة الثانية".. وباختصار، فإنه بحسب وسلي، الخطية جُرمٌ ومرضٌ تحتاج تبرير وشفاء. التبرير وقبول الإنسان لبر المسيح هو الولادة الجديدة، والشفاء والاسترداد يتجلى ويكتسب طاقة إتمامه العظمى في اختبار التقديس الذي يدخل بالمؤمن إلى ملء حياة الكمال المسيحي.
وبهذا الفهم الثنائي للخطية الأصلية يصبح الخاطيء مُدانًا أمام الله يحتاج براءة، وفاسدًا يحتاج شفاء. وهنا يبرز السؤال كيف لهذا الخاطيء الميت، الفاسد كُليًا، أن يأخذ خطوة القبول، قبول عمل المسيح الكفاري؟ هل لميتٍ فاسدٍ أن يسمع ويتفاعل؟ كيف للعازر في قبره أن يسمع المسيح مناديًا إياه "لعازر.. قم".. هذا السؤال يدخل بنا مباشرة إلى مفهوم "النعمة البادئة" في اللاهوت الوسلي.
ثالثًا: مفهوم "النعمة البادئة" في اللاهوت الوسلي:
بالنسبة لوسلي، التبرير والميلاد الجديد هو التغيير المبدئي الذي لابد أن يوجد ليبدأ الإنسان الاختبار المسيحي الحقيقي. لا يوجد في لاهوت وسلي أي مكان لاجتهاد (Diligence) أو أعمال صالحة بدون اختبار الميلاد الثاني. يتحرك الروح القدس بالنعمة نحو الإنسان ليجذبه للإيمان بعمل المسيح الكفاري.
النعمة البادئة: أمثلة للشواهد الكتابية: (يو1: 9، 1تي 4: 10، تي2: 11)
هي هذه النعمة التي تعمل مع الإنسان، بدءًا من وجوده في رحم أمه، لتحرر إرادته - ولو بشكلٍ جزئي - وتصل به إلى حرية إتخاذ القرار التي تمكنه من قبول - إذا اختار القبول - (أو رفض إذا اختار الرفض) عمل المسيح الكفاري. وهي تلك النعمة التي تؤكد للإنسان أن البداية دائمًا من الله، فالله دائمًا، وليس الإنسان، هو مَن يأخذ المبادرة تجاه خلاص الإنسان.
عدم فهم مبدأ "النعمة البادئة"، جعل البعض يتشكك في فهم وسلي للخلاص. فالبعض تخيل أن وسلي يُعلِّم أن الإنسان إذا قدم أعمالاً صالحة، فإن هذا يجعل الله يخلصه أو يراه جديرًا بالخلاص. وهذا يضع المبادرة عند الإنسان. وهذا بالطبع فهم خاطيء تمامًا لمفهوم وسلي عن الخلاص، فوسلي لم يُعلِّم بهذا قطعًا، وكما أشرنا قبلاً فإنه لا مكان لاجتهاد أو أعمال صالحة بدون الولادة الثانية[10].
لكن وسلي يرى ويُعلِّم بأن نعمة الله تتحرك نحو كل إنسان من بدء تكوينه، وتُسمى "نعمة بادئة" لأنها هي التي تبدأ وليس الإنسان. فالنعمة البادئة هي ]ببساطة عمل الروح في كلٍ منا أثناء مرحلة ما قبل التجديد، بهدف ولادة الإنسان ثانيةً[[11]. الروح القدس، بنعمته البادئة، يبدأ ليُذَكِر النفس، ويدين، ويُحذر، ويعد، ويدعو[12]. قبول النفس لحركة الروح هذه (في غايتها المُخلصة)، هي العمل الوحيد المقبول ما قبل التبرير لأنه ثمر عمل النعمة البادئة نفسها. فهذا القبول ممكن ومقبول لأنه يأخذ مكانه كنتيجة لتعاون النفس مع هذه الدعوة الإلهية الآتية أولاً من الروح القدس[13]. أي أن النعمة البادئة تحمل الدعوة للخاطيء وتحمل إمكانية قبول هذه الدعوة. فالخاطيء ميت وفاسد، وبالتالي ليس عنده القدرة لقبول الدعوة، مثل لعازر الميت الذي ليس له آذان حية ليسمع ويستجيب. ولكن دعوة المسيح تحمل قوة الحياة وإمكانية الاستجابة في نفس الوقت! هكذا النعمة البادئة، تحمل الدعوة للحياة وتحمل إمكانية كامنة (potential) للاستجابة لهذه الدعوة (سواء بالقبول أو الرفض).
ولأن النعمة البادئة تتحرك نحو كل إنسان، فيصبح بهذا كل إنسان عنده القدرة (الإمكانية الكامنة في دعوة التعمة البادئة) ليستجيب لنعمة الله ويؤمن. النعمة البادئة في لاهوت وسلي تتجه لجميع الناس، ولكنها يُمكن أن تُقاوم من الإنسان (من جهة قصدها الخلاصي النهائي كنعمة)، ولكنها لا تقاوم من جهة فعلها الكياني في تحرير الإرادة. والإنسان إذا لم يتجاوب مع النعمة البادئة (في قصدها الخلاصي)، بفعل ما تعطيه من إمكانية للتجاوب، فإنه سيظل قابعًا في حالة رفض الله وفقدان مجده. وإذا استمرت حالة الرفض هذه حتى موت الإنسان، فإنه بالتأكيد سيهلك هلاكًا أبديًأ.
مفهوم النعمة البادئة التي تحمل الحياة وتحمل إمكانية الاستجابة لهذه الحياة في نفس الوقت، يفسر كيف يمكن لوسلي أن يُعلِّم بفساد الإنسان، وفي نفس الوقت بقدرة الإنسان أن يقبل الخلاص بإرادة حرة أو يرفضه. فالقبول هنا هو استجابة للقوة الكامنة في الدعوة للقبول، والرفض هو تجاهل البُعد الخلاصي في هذه الدعوة على الرغم من توافر إمكانية القبول مُتَضَمنًا في الدعوة نفسها، وعلى هذا فإن المسئولية الأدبية تقع على الإنسان في تحديد مصيره بإرادة حرة، توافرت لها الفرصة والإمكانية لقبول الدعوة أو المكوث في موقف الرفض.
سؤال للمناقشة: يُقِر التقليد الوسلي بمعمودية الأطفال – هل لمعمودية الأطفال أي علاقة بالنعمة البادئة؟ - كيف رأى وسلي هذا الموضوع؟
ملامح الحياة الروحية
بقلم دكتور/ ثروت ماهر
دكتوراه في اللاهوت (PhD) - جامعة ريجينت، فرجينيا- هدف الحياة الروحية تبعًا للتقليد الوسلي.
- الطريق للوصول إلى هذا الهدف.
- ملامح وسمات الحياة التي بلغت هذا الهدف وتحيا في ملئه إختباريًا.
نموذج للشواهد الكتابية:
ع.ق: تك17: 1 - مز119: 1، 80 – أم2: 21 – أم4: 18 – أم11: 5 (ابحث عن باقي الشواهد)
ع.ج: رو12: 2 – 1كو1: 10 – 1كو2: 6 – في3: 12-15 – كو1: 28 – كو4: 12 – 1تس5: 23 – 2تي3: 17 –
يع1: 4 – في2: 15 – كو1: 22 – 1تس2: 10 – 1تس3: 13
الخلاص
والاتحاد بالله
نبذة مختصرة
بحسب المنظور الوسلي/ الآبائي
بقلم د. ثروت ماهر
الخلاص هو اتحاد بالله من خلال المسيح، أو اتحاد بحياة الله من خلال المسيح. إذا لم يكن المسيح إلهًا، لصار اتحادنا به غير كافٍ لاشتراكنا في حياة الله، وبالتالي تعطل خلاصنا. مَن اتحد بالله يخلص (أثناسيوس)،
فبينما تجسُد الكلمة يوفر لنا الأساس الوجودي – Ontological - للاتحاد بالله، الكلمة صار جسدًا،
فان موت المسيح الكلمة المتجسد وقيامته يوفران لنا الأساس القانوني – Forensic -لهذا الاتحاد، والروح القدس هو مٓن يدخل بنا إلى العمق الاختباري (experiential) لهذا الخلاص،
وهو مٓن يحول ما أتمه المسيح لأجلنا في حياته وموته وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين العظمة – objective salvation، إلى حقيقة ذاتية – Subjective salvation
تخُتبر في حياتنا، بل وتُكٓوِن جوهر الكيان الجديد الذي يدعوه الكتاب المقدس الخليقة الجديدة.
وفي هذا الأطار تتجلى مركزية النيوماتولوچي في فهم (على المستوى اللاهوتي) واختبار (على المستوى العملي الحياتي) منظومة السوتريولوچي والكريستولوجي
فبدون الروح القدس لن يصل لنا ما صنعه المسيح لأجلنا،
فالمسيح أتم الكل وسكبه في الروح لأجلنا، وأرسل لنا الروح المنبثق من الآب فيه
(في الابن- بحسب باسيليوس الكبير)،
فصار خلاصنا قريب منا بحسب ما نقبل الكلمة المتجسد في حياتنا ونتحد به بروحه.
وهذا أيضًا يدخل بنا إلى عمق مفهوم النعمة والاجتهاد في الحياة الروحية،
فبالنعمة الكل تم، فبالنعمة خلاصنا وحريتنا وشفاءنا بل وتجلي انسانيتنا قد تم وأكمل، وهو لنا عطية مجانية، ماذا ينقصنا إذا، لا شيء، إلا أن نستلم، والاستلام يحتاج يد مفتوحة، واليد المفتوحة هي اجتهادنا،
لذا يقول الرسول بطرس،"كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما للحياة والتقوى.. وأنتم باذلون كل اجتهاد."
الروح ينتظر بداية اجتهادنا ليزكيه ويشعله ويجعله قنوات يملأها بقوته، فتفيض فينا قوة الروح ويستعلن ميراث الخلاص فينا.
---------------------------------
الرب يكون معكم
ردحذفEye-opening; blessings!
ردحذف