|
الجزء الثالث من مقال علم اللاهوت وأبحدية العبادة في الكنيسة - من سلسلة مصالحة علم اللاهوت والروحانية بقلم الدكتور ثروت ماهر - دكتوراة في فلسفة اللاهوت والتاريخ من جامعة ريجينت فيرجينيا
|
|
الأحباء المُهتَمين بهذه النوعية من المقالات
اللاهوتية؛
هذا هو المقال الشهري للدكتور ثروت ماهر في
جريدة الطريق والحق. وهو الجزء الثاني من المقال الثالث من سلسلة "مصالحة علم
اللاهوت والروحانية"، ويأتي بعنوان: علم اللاهوت وأبجدية العبادة في الكنيسة
(۳).
لقراءة المقال كاملاً اتبع الرابط الآتي:
كلمات من المقال:
تقليد
القداسة وتكامل محاور التقوانية المستقيمة:
الإيمان، والممارسات، والانفعالات
(الاعتمالات)
قبل أن نخوض في الحديث عن سيمفونية التآزر التي
تجمع الصياغات اللاهوتية والعبادة الكنسية في تقليد القداسة، ينبغي لنا عزيزي
القاريء أن نُلقي الضوء على أن تقليد القداسة؛ هو واحدٌ من التقاليد التي تعكس –
لاهوتيًا وتاريخيًا – هذا النمط من التقوانية الذي تتكامل فيه محاور ثلاثة: (۱) الإيمان المستقيم (Orthodoxy)، (۲) الممارسات
المستقيمة (Orthopraxy)، (۳) الانفعالات/المشاعر/الاعتمالات
المستقيمة (Orthopathy/right affections). بمعنى
أنّ تقليد القداسة ينظر إلى هذه الأمور الثلاثة: العقيدة الإيمانية، وممارسات
التقوى السلوكية والتعبدية، والانفعالات (البعض يفضل استخدام تعبير
"الاعتمالات")، على أنها محاور ثلاثة تُشكل معًا نسيج الحياة الروحية
المستقيمة المتكاملة. وقد يكون المحوران الأول والثاني – العقائد والممارسات –
بديهيين بالنسبة لكثيرين، بينما قد يبدو المحور الثالث – الانفعالات/المشاعر – ليس
على نفس مستوى البديهية، لكن بنظرة سريعة على بعض الكلاسيكيات المسيحية مثل كتاب
اللاهوتي جوناثان إدواردز (۱۷۰۳ –
۱۷٥۸) المُترجم للعربية تحت عنوان
"اعتمالات التقوى الأصيلة" (Religious Affections)، يمكن للقاريء أن يفهم أن أهمية المشاعر أو الانفعالات في هذه
التقاليد تأتي من ارتباطها الجوهري بفضيلة الاتضاع والوعي العميق بعدم استحقاق
الشخص لفيض نعمة ربنا يسوع المسيح، مما يُطلِق مشاعره – أي مشاعر الشخص – للتعبير
عن الشعور بفضل النعمة (مثل داود النبي في احتفاله برجوع تابوت العهد)؛ وهذا
التعبير تتفاوت درجاته لتبدأ من درجة الصمت (الذي قد يدمج في دهشٍ/غيبةٍ) وتصل إلى
درجة البكاء أو الصياح أو الرقص. إن إدراك أبعاد هذه السبيكة الثلاثية المحاور
مهمٌ بالنسبة لرؤيتنا لتآزر علم اللاهوت والعبادة في تقليد القداسة؛ إذ أن
المحورين الثاني والثالث، قد تم دمجهما معًا في سياق العبادة الكنسية التي تميزت
بطابعها النهضوي في معظم حركات تقليد القداسة، وبالتالي تميز التعبير عن
الاعتقادات والصياغات اللاهوتية في هذا التقليد بصيرورته تعبيرًا مُجسدًا يتجلى في
هذه العبادة النهضوية؛ أو بكلماتٍ أخرى صارت الاجتماعات الكنسية النهضوية لهذا
التقليد هي مرآة الفهم اللاهوتي لعقائد القداسة بصياغاتها وتركيباتها! فصار فهم
لاهوت تقليد القداسة – ومن بعده اللاهوت الخمسيني/ الكاريزماتي – شبه مستحيل دون رؤية
تراكيبه اللاهوتية مترجمة ومُجسدة كيانيًا في اجتماعات العبادة النهضوية، مما صنع
من لاهوت تقاليد القداسة مثالاً فريدًا للتآزر بين علم اللاهوت والعبادة؛ كما
سيتضح لاحقًا من خلال تناولنا لنموذج من الأغاني الروحية المُستخدمة في العبادة في
تقليد القداسة، والتي تعكس التداخل الجوهري بين العقائد اللاهوتية ونمط العبادة
الذي ساد هذا التقليد.
-----------------------------------------------
سلسلة "مصالحة علم اللاهوت والروحانية" هي سلسلة
يكتب حلقاتها دكتور ثروت ماهر في جريدة الطريق شهريًا. الجريدة تصدر (الإصدار
الورقي) في الأسبوع الأول من كل شهر، ويُمكن شراءها من المكتبات المسيحية المختلفة
وتُبَاع أيضًا في الكثير من الكنائس. كما يصدر أيضًا إصدار إلكتروني من الجريدة في
الأسبوع الثاني من كل شهر.