ميلاديات –
١ –
استرداد
عدن...
وَظَهَرَ
بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ
وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ
الْمَسَرَّةُ»... لو٢: ١۳، ١٤
بالناس
المسرة... وًلد يسوع... وُلد المخلص.. أعظم خبر سُمِع منذ ألفي عام.. ظهر جمهور من
الملائكة ليُذيع الخبر العظيم.. جمهور كبير من الجند السماوي مُسبحين.. معلنين
ميلاد ملك الملوك ورب الأرباب.. ميلاد يسوع.. معلنين الاسترداد.. استرداد الفرح..
البهجة.. المسرة.. استرداد السلطان.. استرداد الجنة في يسوع!!
منذ
آلاف السنين.. عندما خلق الله آدم وحواء، صنع لهما جنة عدن.. ليسكنا فيها وليحكما
منها كل الأرض.. وكلمة (عدن) تعني بهجة، وفرح، ومسرة.. كانت الجنة، جنة عدن، هي
مركز الأرض، حيث يحيا آدم وحواء في أجواء مميزة جدًا.. في أجواء فرح وبهجة ومسرة
حقيقية.. كانا يحكما الأرض بسلطان من أجواء الفرح.. كانت عدن، حيث الفرح والابتهاج،
هي المكان الذي يخرج منه الحُكم وينبع منه السلطان.. كان آدم وحواء في عدن يتواصلان
مع الرب.. يسمعانه ويتكلمان معه بفرح حقيقي في أجواء البهجة المُستَعلَنَة في عدن..
وكانت مشيئة الله لهما أن يتشبعا بالفرح ويمتلئا بالبهجة، فيعكسا مجده أمام الخليقة،
ويُخضِعاها بسلطان الفرح.. فتخضع الخليقة مبتهجة.. خضوع الفرح والأمان
والطمأنينة!!
ولكن...!!!
يتدخل العدو المُترَبِص بآدم.. الحية التي هي أحيل جميع حيوانات البرية.. لا يطيق
العدو أن يرى آدم وحواء في الجنة يحكمان الأرض بفرح وبهجة... يشتعل حسد العدو ضد آدم
وحواء، يريد أن يسلبهما الجنة.. عدن.. الفرح والبهجة والمسرة.. ويرتب إبليس ليُسقِط الإنسان في الخطية، ويسقط آدم
وحواء... وتدخل الخطية إلى العالم... ويطرد آدم وحواء من عدن!! تضيع الجنة.. وتُسلَب
المسرة!! ويضع الرب الإله كروبيم.. ملاكًا حارسًا.. ليضمن عدم وصول الإنسان إلى
شجرة الحياة التي في وسط الجنة.. إذًا ها الإنسان مطرودًا من جنة عدن.. وها المسرة
قد سُلِبت منه.. والملائكة شاهدة على هذا الواقع الأليم!! وتمر بضعة مئات من
السنين، ويأتي الطوفان، ليُزيح جنة عدن من على الأرض تمامًا... اختفت عدن، وبدا
وكأن واقع البهجة والمسرة سُلِبَا إلى الأبد من آدم!!
ولكن هل انتهت القصة عند هذا الحد؟!! بالتأكيد
لا.. لا.. وألف لا!!
بعد
آلاف السنين.. تحمل الملائكة البُشرَى العظيمة.. ليس ملاك واحد!! بل جمهور من
الملائكة.. آلاف ومن الجائز ربوات!! ملائكة كثيرة جدًا تحمل الخبر العظيم.. يدوي
صوتهم عاليًا.. مُعلنًا لآدم ولكل بني آدم.. أنّ يسوع المسيح قد وُلِد.. رئيس
السلام.. ملك المجد.. الذي أتى ليعيد للإنسان ما سُلب منه!! ترتفع الأبواب
الدهريات.. فيدخل ملك المجد!! ترتفع الأبواب التي أغلقت عدن!! وتعود عدن في يسوع
المولود لأجلي على أرضي!! بالناس المسرة!! بالناس عدن!! مرة أخرى بعد آلاف السنين..
صار لنا الحق في المسرة.. هلليلويا.. عدن لم تتلاشى!! لقد اختفت فقط لفترة من الزمن..
ولكنها لم تضيع مني للأبد!! لقد ذخرها لي أبي السماوي.. لأستردها في إبنه يسوع
المولود في بيت لحم!! لقد أتى يسوع.. مخلص العالم.. ومخلصي.. ليرد لي الحياة..
الكل.. ويرد لي عدن.. المسرة.. ميلاد يسوع لأجلي.. ترن الأجراس وتُسبح الملائكة مُبتهِجَة
بعودة عدن لملكها الحقيقي.. ابن الإنسان.. الملك العظيم وُلِد في بيت لحم ليُعيد
لملوكه، كل مَن قبلوه، جنتهم المسلوبة!! دوائر الضياء.. الفرح.. المسرة.. واستعلان
السلطان!! أتى وقت الاسترداد.. عيد ميلاد يسوع الملك هو وقت إعادة ما سلبه العدو!!
الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ!!
الأخ/
ثروت ماهر
ديسمبر
٢٠١٤