هذه المدونة هي مدونة دينية، مسيحية، روحية... تنشر مقالات روحية وأبحاث لاهوتية للدكتور ثروت ماهر..
هدف هذه المدونة إعلان حـب الرب يسوع لجميع القراء الأعزاء...
وتشجيع المؤمنين على السلوك بالروح والثقة في الرب، والتبعية للرب بلا شروط.
يعطيك إسمًا جديدًا"... عظة مرئية جديدة للأخ ثروت ماهر.. هل تشعر أنك في احتياج حقيقي للرب؟.. هل تشعر بضعفك؟ هل تشعر أنك أصغر بكثير من الدعوة التي دعاك الرب لها؟؟ وأنّ امكانياتك أقل بكثير مما دعاك الرب له؟؟؟ هلليلويا!!! افرح جدًا لأنه لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود.. الرب عنده لك هوية جديدة.. شخصية جديدة.. اسم جديد.. هويتك الجديدة تحمل كل الامكانيات اللازمة لتتميم دعوتك!! لا لست أنت من تتحمل النفقة!! لكنه هو.. هو الرب.. اشجعك عزيزي أن تشاهد هذه العظة المميزة!! شاهد لتتلامس مع يد الرب الذي يعطي أولاده أسماء جديدة.. 1- أعطى ابرام إسمًا جديدًا (إبراهيم) يحمل هوية إلهية! 2- أعطى يعقوب (إسرائيل) إسمًا جديدًا يجعله رأسًا لا ذنبًا!... 3- أعطى بن أوني (بنيامين) إسمًا جديدًا يحول الحزن لفرح! 4- أعطى سليمان إسمًا جديدًا (يديديا) ليشفي داود من خطايا الماضي.. هلليلويا... يعطيك الرب اسمًا جديدًا.. يا رب أصلي لأجل اسماء جديدة وشخصيات جديدة تعطيها لكل من يسمع هذه العظة..
عزيزي القاريء، حديثنا معًا في هذا المقال هو حديثٌ
مُمتِعٌ جدًا!! فهو حديثٌ عن حياةِ البطولة!! نعم.. حياة البطولة الروحية.. كيف
نحيا أبطالاً للرب ويَعظُم انتصارنا بالذي أحبنا.. يريدك الرب بطلاً له.. تحيا
حياتك مُنتصرًا على الخطية وعلى إبليس.. لا يريدك الرب مُنكسرًا أمام أي خطية..
ولا يريدك خائفًا من الظروف والتحديات.. يريدك بطلاً... فقد أتى يسوع وسفك دمه الثمين..
ومات على الصليب.. وسحق العدو.. وقام من الأموات مُجرِدًا إبليس من سلطانه.. لكي
يعطيكَ أنتَ أن تحيا مُتمتعًا بنصرته وقيامته، وقوة دمه.. فتطَّأ أقدامك المرتفعات
والجبال التي في حياتك!! وتحيا أعلى من كل تحدٍ ومن كل عيان!! مُتمتعًا بخطة الرب
لحياتك.. واثقًا في كل يوم أنّ الذي بدأ عملاً صالحًا في حياتك هو قادر أيضًا أن
يكمله (في۱: ٦)..
نعم عزيزي، يريد الرب أن يصنع منا أبطالاً.. أبطالاً
يحيون نصرة القيامة.. لا ينهزمون أمام هجمات إبليس.. بل على العكس يثبتون..
ويتقدمون.. وتتحول الحروب الروحية في حياتِهم إلى فرصٍ للنمو ولتعظيم الرب..
يقولون بكل ثقة، وبفمٍ مملوء من الروح: "العدو خبزنا" (عد۱٤: ۹)!!..
يتقدمون وينطلقون من مجدٍ إلى مجد (۲كو٣: ۱٨).. ويذهبون من قوةٍ إلى قوة (مز٨٤: ۷)..
ويحيون بإيمانٍ لإيمان (رو۱: ٨).. أبطالاً يقاومون العدو، فيهرب من أمامهم
مذعورًا. وإذا أتى العدو عليهم من طريق واحد، ينهزم ويهرب أمامهم في سبعة طرق!! (تث٢٨:
۷).
قارئي العزيز، في هذا المقال، سيدور حديثنا معًا، حول
حياة البطولةِ مع الرب، من خلال تأملنا في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر صموئيل
الثاني.. إنه إصحاح ذهبي من إصحاحات الكتاب المقدس، يمتليء بالبطولات وبالأبطال..
يضيء بشكلٍ خاص بأسماء أبطال حقيقيين للرب.. أحبوا الرب ومسحهم الروح القدس، فتقوا
من الضعف وصاروا أشداء في الحرب (عب۱۱: ٣٤).. يمتليء هذا الإصحاح بلمحات عن أبطال
كثيرين.. رجال داود الأشداء.. كلٌ له بطولته.. ولكن وسط الأبطال الكثيرين، يضيء
ثلاثة أبطال، يسميهم الروح القدس "الثلاثة الأول" (۲صم۲٣: ۱٣).. وهؤلاء
هم مَن سنركز حديثنا حول كل منهم على حدة، لنتعلم من كلِ منهم أحد مفاتيح حياة
البطولة الروحية.. ولكن قبل أن نركز حديثنا حول هؤلاء الأبطال الثلاثة.. دعنا
عزيزي نتأمل بسرعة في أبطال داود بشكل عام.. لنتعلم أولاً مبدأ عام وأساسي لحياة
البطولة الروحية، وبعد هذا نركز حديثنا حول الثلاثة الأول، كل منهم على حدة.
بؤســــاء.. صاروا أبطالاً..!!
في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر صموئيل الثاني، يبدأ
الروح القدس حديثه المباشر عن أبطال داود بقوله.. "هذه هي أسماء الأبطال
الذين لداود..." (۲صم۲٣: ٨).. ويسرد لنا الروح القدس قصص لبطولات عظيمة، فهذا
قتل ثمان مئة من الأعداء دُفعة واحدة!! وهذا قتل أسدين، وضرب أسدًا في يوم ممتليء
بالثلوج.. وهذا استخدم عصا بسيطة ليحارب واحد من الأعداء الأقوياء معه رمح،
واستطاع بالعصا أن يواجه العدو ويخطف رمحه ويقتله!! وهذا حارب ثلاثمائة بمفرده
فقتلهم!!.. بطولات عظيمة يذكرها لنا الوحي، وأبطال متميزين يذكرهم الوحي إكرامًا
لهم.. وحتى أولئك الذين لا تُذكر بطولاتهم، حرص الوحي على ذكر أسماءهم بالتفصيل..
سبعة وثلاثين بطلاً.. فالرب يعرف الأبطال الذين له واحدًا واحدًا!!..
في الحقيقة عزيزي القاريء، عندما تقرأ هذا الإصحاح الذي
نتأمل فيه لابد أن تندهش!! فالإصحاح ممتليء بالبطولات المُدهِشة والأبطال الذين
يظهرون وكأنهم ليسوا من هذا العالم!! ولكن عزيزي، ما قد يزيد من اندهاشك فعلاً، هو
أن تعرف أصل هؤلاء الأبطال، وكيف كانت حالتهم قبل أن يصيروا أبطال داود!!
يخبرنا سفر صموئيل الأول عن معاناة داود وهو مُطارَد من
شاول.. ويخبرنا كيف هرب داود إلى مغارة تُدعى (عَدُلاَّم).. وهناك في تلك المغارة
بدأ الرجال الذين صاروا فيما بعد أبطالاً يتجمعون حول داود.. ولكن عندما ذهب هؤلاء
الرجال إلى داود لم يكونوا بعد أبطالاً.. لكنهم كانوا بؤساء!!.. نعم بؤساء!! يصفهم
الوحي قائلاً: "واجتمع إليه (إلى داود) كل رجل مُتضايق، وكل مَن كان عليه دين،
وكل رجل مُر النفس.. فكان عليهم رئيسًا..." (۱صم۲۲: ۲)!!.. نعم صديقي.. مَن
اجتمعوا حول داود في البداية كانوا ثلاث فئات من الناس.. فئة المتضايقين وهي أفضل
الفئات الثلاثة حالاً!! ثم فئة الذين عليهم ديون، وهؤلاء بالتأكيد كانوا ممتلئين
بالشكوى والتذمر والخوف والهروب والإحباط!! ثم أخيرًا فئة مُري النفس، المجروحين
المتألمين الفاقدي الأمل في الحياة!! يا له من جيش عظيم مُجتَمِع حول داود!! ولكن
عزيزي القاريء، هؤلاء البائسون المديونون المتضايقون حدث لهم تغير عجيب جعلهم
أبطالاً.. صاروا أبطال داود، وصارت قصص بطولاتهم مُلهِمَة لكثيرين!! كيف حدث هذا؟
ما السر وراء تغير الحياة من حياة فاشلة مُحبطَة إلى حياة بطولة وانتصار؟! ما
السر؟ ما المفتاح؟!! هذا هو ما يريد الروح القدس أن يعلمنا إياه في الكلمات
الآتية.. فالروح القدس عزيزي يريد أن يصنع منا أبطالاً.. ويريد أن يفتح عيوننا على
المفتاح الأساسي لحياة البطولة الروحية..
الالتصاق بداود.. ومسحة القوة!!
داود.. هذا الفتى الصغير الذي اختاره الله ليمسحه ملكًا
على اسرائيل عوضًا عن شاول.. أحب داود الرب بكل قلبه، وعاش أمينًا للرب حتى قبل أن
يُمسَح ملكًا.. كان داود راعيًا للأغنام، وبينما كان يرعى أغنامه وخرافه، كان
يتقابل مع حضور الله!! يرنم ويعزف للرب إلهه الذي يحبه.. بينما يرعى داود أغنامه،
كان يتقابل مع الراعي الصالح.. صخر الدهور.. الإله الحي الذي يرعى حياته بكل
أمانة.. عندما تحدث الله لصموئيل النبي ليمسح داود.. قال له: "املأ قرنك
دهنًا وتعال أرسلك إلى يسى البيتلحمي، لأني قد رأيت لي في بنيه ملكًا" (۱صم۱٦:
۱).. نعم.. رأى الرب في داود ملكًا، حتى قبل أن يمسحه ملكًا!! لماذا؟ لأن داود أحب
الرب والتصق به جدًا.. اسمعه وهو يرنم للرب بالروح القدس "التصقت نفسي
بك..يمينك تعضدني.." (مز٦۳: ٨).. التصق داود بالرب جدًا.. لمس قلبه حب الرب
العظيم، فأعطى حياته للرب بلا تحفظات!!.. صار يشتاق دائمًا إلى مقابلة الرب ورؤيته
والتحدث معه.. وإذ أحب داود الرب وصار قلبه بحسب قلب الرب (أع۱۳: ۲۰).. استأمنه
الرب على قوته!! مُسِح داود بروح القوة!! نفس الروح الذي مَسَحَ شمشون واستخدمه،
ليصنع به الرب بطولات عظيمة (قضاة ۱۳- ۱٦).. ونفس الروح الذي مَسَحَ إيليا فجرى
بجانب مركبات تجرها الخيول فأدركها (۱مل۱٨: ٤٦).. نفس الروح.. روح القوة (إش۱۱: ۲)..
هو الروح الذي مُسِح به داود.. فقتل أسدًا ودبًا.. وأنتزع شاة مُنقذًا إياها من فم
الأسد!! روح القوة هو الذي أعطى داود القدرة على مواجهة جليات بعصا ومقلاع وحجارة
ملساء!!.. مسحة الروح القدس.. مسحة القوة!! كان داود ممسوحًا بروح القوة.. روح
البطولة للرب!!
قارئي العزيز، هل لاحظت أنّ بطولات أبطال داود تُشبِه
بطولات داود نفسه؟؟ فأحد أبطال داود قتل أسودًا (۲صم۲۳: ۲۰)، وهكذا قد فعل داود من
قبل، فقد قتل أسدًا ودُبًا!! وأحد أبطال داود تقاتل مع العدو وانتصر وهو لا يملك
إلا عصا (۲صم۲۳: ۲۱)، وهكذا قد فعل داود من قبل!! وبطل آخر من أبطال داود ملأه
الإصرار أن يحارب العدو في الوقت الذي خاف فيه كل الشعب من المواجهة (۲صم۲۳: ۱۱)،
وهكذا قد فعل داود أيضًا من قبل أمام جليات!!
عزيزي.. هل أضاء أمامك المعنى الذي يود الروح القدس أن
يوصله لك؟؟ نعم.. نعم.. مسحة داود.. مسحة القوة والبطولة انتقلت إلى أبطال داود!!
الرجال المتضايقون، المديونون، مري النفس، جاءت عليهم مسحة القوة.. فصاروا أبطالاً
للرب!! وكيف حدث هذا؟؟ الإجابة ببساطة.. التصقوا بداود!! أحبوا داود!! عاشوا مع
داود!! تركوا العالم وسكنوا حيث داود ساكن!! فامتلأوا بروح داود وبمسحة داود..
قارئي العزيز.. هذا هو مفتاح البطولة الروحية الأساسي..
الالتصاق بداود الحقيقي.. بالرب يسوع.. فداود العهد القديم هو رمز لداود الحقيقي
الرب يسوع!! وكما صار أبطال داود أبطالاً لأنهم أحبوا داود والتصقوا به.. سنصير
أنا وأنت أبطالاً بالتصاقنا بالرب يسوع.. وكما مُسِح أبطال داود بمسحة داود،
سنُمسَح نحن بمسحة قائدنا وحبيب قلوبنا الرب يسوع.. وكما صنع أبطال داود بطولات
كالتي صنعها داود، سنعمل نحن الأعمال التي عملها يسوع!! ألم يقل لنا الرب يسوع:
"الحق الحق أقول لكم مَن يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا
وأعظم منها.."(يو۱٤: ۱۲)!!
نعم قارئي العزيز.. يريد الرب أن يصنع منك بطلاً. ولكي
يتحقق هذا لابد أن تلتصق بالرب التصاقًا حقيقيًا!! لابد أن تقضي أوقاتًا أمام
الرب.. جالسًا عند قدميه.. مُصغيًا لصوته.. مُسبحًا له.. لابد أن يصير هو مركز كل
شيء في حياتك.. عندما تذهب إلى الاجتماعات الروحية، تذهب لتُقابل الرب.. عينك على
الرب، وليس على أي شيء آخر.. عندما تجلس أمام الكتاب المقدس، تجلس بروح الخضوع
للكلمة، لأنك تريد أن تتقابل مع يسوع من خلال المكتوب!! عندما تجلس في جلسات
الإرشاد الروحي مع المُرشد الروحي، تنتظر أن تسمع الرب وتتقابل معه في هذه الأوقات
الخاصة!! عندما تتقدم للتناول من مائدة الرب، تثق أنه هو هناك، يعطيك بيده من جسده
ومن دمه!! يصير هو الكل في الكل!! فيصنع منا أبطالاً بحسب قلبه!! أبطالاً يهزمون
الخطية، يحيون نصرة الرب في كل يوم.. يخطفون نفوسًا من مملكة الظلمة.. لا ينكسرون
أمام العيان، بل على العكس بإيمانهم يغيرون العيان، فيصير الواقع لمجد الرب بقوة
الرب!! عزيزي.. الالتصاق بالرب هو المفتاح الأساسي لحياة البطولة الحقيقية.. إذ
نلتصق به، تنطبع صورته على وجوهنا، فنصير مريحين جدًا لمن حولنا.. مرعبين جدًا
لأعدائنا.. أبطالاً حقيقيين للرب!!
والآن، وبعد أن تحدثنا عن المفتاح الأول والأساسي لحياة
البطولة الروحية، ليسمح لي قارئي العزيز أن نتأمل معًا سريعًا في ثلاثة مفاتيح
أخرى نتعلمها من بطولات "الثلاثة الأول"، رؤساء أبطال داود!!
يُشيب بَشَّبَث التَّحكمُوني رئيس الثلاثة الأول.. هاجمه
ثمان مئة رجل من الأعداء.. فحلَّ عليه روح القوة.. وقتلهم جميعًا!! قتل
الثمانمائة!! كيف هذا؟؟ ما المفتاح الذي امتلكه يُشيب فانتصر؟! بالتأكيد كان يُشيب،
مثله مثل كل أبطال داود، مُمتلِكًا للمفتاح الرئيسي للبطولة والذي تكلمنا عنه
قبلاً، وهو الالتصاق بداود.. فقد كان يُشيب مُحبًا لداود جدًا، لدرجة أنه كان
مُستَعِدًا للتضحية بحياته فقط لكي يسقي داود من بئر المياه الذي يحبه (۲صم۲۳: ۱۳-
۱۷)..
ولكن في هذه البطولة تحديدًا، امتلك يُشيب مفتاحًا إضافيًا
آخر للبطولة، شيئًا آخر امتزج بحب يُشيب لداود، فجعله ينتصر على ثمان مئة دفعة
واحدة!! قد تتساءل عزيزي.. ما هو هذا المفتاح؟؟ ويجيبك الكتاب المقدس ببساطة..
المفتاح في بطولة يُشيب هو أنه .. هَزَّ رمحه!! نعم مفتاح البطولة في أن يُشيب هز
رمحه.. لم يخش يُشيب الثمانمائة، لكنه وثق في مسحة الروح التي على حياته.. وهزَّ
رمحه!!
بالتأكيد، في مواجهة ثمان مئة، فهم يُشيب أنه لا يستطيع
أن ينتصر بقوته.. فهو بإمكانياته الطبيعية أضعف بكثير من أن يهزم هذا العدد.. وهنا
عزيزي تَكمُن بطولة يُشيب الحقيقية.. أنه حين أدرك ضعفه، لم ييأس!! لكن وثق في قوة
إلهه!! في مسحة الروح.. مسحة القوة!! حينما أدرك يُشيب ضعفه لم يستسلم للضعف، لكن
خضع لقوة الروح.. قام يُشيب بفعل بسيط، هز رمحه.. وبالتأكيد "هز الرمح"
هو فعل بسيط في مواجهة هذا العدد، حتى لو كان المقصود به الانطلاق القوي بالرمح
لمواجهة العدو!! آمن يُشيب أن إلهه معه.. وآمن أنه يستطيع بالرب أن يغلب العدو..
هز رمحه مُعلِنًا أن النصرة ليست بالقوة ولا بالقدرة ولا بالعدد ولا بالإمكانيات..
لكن بالرب!! بالرب وحده!!
عزيزي، هل تجد نفسك في مرات محاطًا بمخاوف كثيرة؟ هل
تتكاتف عليك مشاكل الحياة وحروب العدو في أوقاتٍ كثيرة؟ هل ترى نفسك في مرات
كيُشيب الذي وجد نفسه في مواجهة ثمان مئة من الأعداء دُفعة واحدة؟... هلليلويا..
نعم هلليلويا.. لأن الرب يعطيك مفتاح هام للنصرة الآن أمام تكاتُف العدو!! المفتاح
هو الاستسلام للروح القدس في أوقات المواجهات، حتى يقودني الروح ويمسح أفعالي
البسيطة بمسحة عظيمة، مسحة القوة، التي تأتي بالانتصارات!!.. الاستسلام للروح!! يا
له من مفتاح.. أن يحملك الروح عزيزي في وقت الحروب!! أن تحارب بقوة الروح.. فتصير
كلماتك البسيطة كسهام نارية مُوجهة للأعداء.. يحملك الروح، فتصير أسرع من العدو!!
تدركه وهو لا يُدركك!! ما أعظم الروح القدس.. روح القوة.. الروح الناري.. الذي يَحمِل،
ويَملأ، ويَمسَح، ويُقوي، ويُشعِل، ويُعطِي النصرة... فتنطلق هاتفًا.. "افتخر
بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليّ قوة المسيح... حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا
قوي"!! (٢كو۱٢: ۹، ۱۰)...
قارئي العزيز، حينما تستسلم لقوة الروح في أوقات
المواجهات، سيقودك الروح لأمور قد تبدو بسيطة.. مثل يُشيب الذي هز رمحه.. قد يقودك
الروح لإعلان إيمان بسيط.. لترنيمة.. لرفع يدك في مواجهة العدو.. لموقف ممتليء
بالمحبة مع أحد الأشخاص!! قد يقودك الروح للعطاء.. للسجود أمام الرب وقت.. للصوم..
لترديد آيات من الكتاب المقدس!! أمور بسيطة!! لكن هذه الأمور البسيطة تحت سلطان
قوة الروح والمسحة، ستأتي بنتائج معجزية!! داود رمى حجر أملس بمقلاع.. لكن وراء
الرمية.. إيمان عظيم واتكال على قوة الروح.. وقع جليات وانتهى جبروته!! بإسم الرب
يسوع، يقودنا الروح لأوقات مثل هذه، نرمي فيها الحجارة الملساء بقوة الروح، نهز
رماحنا، فيسقط كل جليات، ونعطي المجد لإلهنا، ويعلو صوت سُبحنا.. ويَعظُم انتصارنا
بالرب!
المفتاح
الذي نتعلمه من هذا البطل... هو استخدام السيف!! بالطبع في العهد الجديد نحن لا
نحمل سيوفًا.. فقصص العهد القديم تحمل لنا ظلالاً للحقائق الروحية في العهد
الجديد.. يخبرنا العهد الجديد عن ماهية السيف الذي لابد أن نحمله في معاركنا لنصير
أبطالاً، فيقول: "سيف الروح الذي هو كلمة الله.."!! (أف٦: ۱۷)..
كلمة
الله... مفتاح البطولة الذي نتعلمه من ألِعازَار بن دُودُو هو الالتصاق بكلمة
الله، واستخدامها في مقاومة العدو.. ظل ألعازار يُحارب حتى كلت يده، أي ضَعُفَت
قوته الطبيعية.. ولصقت يده بالسيف، أي صارت يده والسيف شيئًا واحدًا!! امتزجت يده
بالسيف!!
عزيزي،
هل تعبر عليك أوقات تشعر فيها أن ضعفك الطبيعي يظهر، وكإنسان محدود قد تشعر
بالإعياء في وسط المعارك الروحية؟!! صديقي، في أوقات مثل هذه.. ارفع السيف!! انطق
بالكلمة!!.. لا.. لن يهزمك العدو.. فهو فاشل.. أمام الكلمة يصير جبانًا ويهرب!!..
عزيزي.. أريد أن أشجعك.. يسوع وهو على الأرض اجتاز أوقات مثل هذه وانتصر!!
وانتصاره كان لأجلك!!.. يخبرنا الكتاب المقدس أن يسوع "كان يُقتاد بالروح في
البرية.. أربعين يوم يُجرَب من إبليس، ولم يأكل شيئًا في تلك الأيام. ولما تمَّت
جاع أخيرًا.." (لو٤: ۱، ۲)... في التجربة على الجبل، بالتأكيد عبَر يسوع
بحروب روحية شديدة ومُتعددة.. وبعد أربعين يوم من المعارك والصوم المستمر.. جاع
يسوع!! شعر بالخزف.. بالجسد واحتياجاته.. لكن هلليلويا.. لم ينكسر يسوع أمام
احتياجات الجسد الطبيعية.. جاء العدو ليستغل الجوع.. الاحتياج الطبيعي للجسد
الإنساني.. ليُسقِط الرب.. لكن هلليلويا.. رفع يسوع السيف في وجه العدو.. واجهه بالمكتوب..
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الرب... هزم يسوع العدو
بالكلمة.. انتصر الرب لحسابنا نحن.. لكي يفتح لنا الطريق لاختبار نصرته!!
عزيزي..
في كل مواجهة مع العدو.. أنت تحتاج لمفتاح البطولة هذا.. كلمة الله.. ولكي يكون
هذا المفتاح فعَّالاً في معاركك.. لابد أن يمتزج بالإيمان!! لذا لابد عزيزي أن
تقضي أوقاتًا مع الرب، تسمح فيها للروح القدس أن يحول كلمات الكتاب بداخلك إلى
إعلان روحي.. ريما.. تصبح كلمات الكتاب المقدس بالنسبة لك هي كلمات شخصية من فم
الرب لك!! فتخلق بداخلك إيمانًا حيًا.. ويمتزج كيانك بالكلمة.. تلتصق نفسك بها..
مشاعرك.. أفكارك.. إرادتك.. حتى دائرة اللاوعي عندك.. تصير مُمتزجة بالكلمة...
يلتصق كيانك بالسيف.. تتشكل حياتك بالكلمة.. تصير الكلمة بالنسبة لك حقيقية أكثر
مما تراه بعينيك من حولك!! فالكلمة هي الحق رغم أي عيان!! صديقي.. في معاركك
الروحية، وجه السيف إلى العدو.. لا تخش الأوقات التي يظهر فيها الخزف.. الكلمة
ستنتصر لك حتى في وقت الإعياء..
أبي
السماوي.. أطلب روحك القدوس الذي يحول كلمات الكتاب المقدس بداخلي إلى ريما..
كلمات خاصة لي.. أبي السماوي.. كم أحتاج لعمل الروح القدس!! كم أحتاج للكنز، الروح
الذي يملأ الخزف!! أبي.. أريد أن أصير بطلاً لك!! بطلاً حقيقيًا.. ليس بمجرد
الكلمات.. لكن بالروح والحق.. أبي.. لتعلمني الصمود في المعارك الروحية.. علمني
كيف أظل ثابتًا حتى إذا شعرت بالإعياء.. أشكرك لأنك تعطي المعيّ قوة!! علمني أن
استخدم السيف.. كلمتك المقدسة.. امسحني بروحك الناري.. فتصير الكلمة من فمي نارًا
في وجه العدو!! أصير مثل فمك!! بحسب وعدك العظيم "إذا أخرجت الثمين من
المرذول، فمثل فمي تكون" (إر۱٥: ۱۹)!! أعظمك يا أبي السماوي.. أصلي في اسم إبنك
المحبوب يسوع.. آمين!
۳- شَمَّة بن أجِي الهَرَارِي:
لأجل داود.. لم يترك حتى العدس!!
شمَّة
بن أجِي الهراري.. هو البطل الثالث من رؤساء أبطال داود الثلاثة... اجتمع جيش من
الأعداء للاستيلاء على أراضي شعب الله... وكان البداية حقل عدس، كان الأعداء
مزمعين أن يأخذوا حقل العدس.. ولأنه فقط حقل عدس، والعدس هو محصول رخيص ليس كالقمح
في قيمته مثلاً،فقد هرب شعب الله من أمام
أعدائهم!! انسحبوا هاربين!! من الممكن أن يكونوا فكروا في نفوسهم قائلين
"لماذا نخاطر بحياتنا من أجل حقل عدس؟؟.. إنّ الأمر لا يستحق كل هذا العناء!!"...
وهربوا جميعهم!!
ولكن
عزيزي القاريء، على الرغم من هروب كل الشعب، إلا أنّ واحدًا منهم قد بقى!! نعم
واحد منهم فقط هو مَن قرر أن يقف في وجه الأعداء وحده، ولا يترك حقل العدس!! إنه شمَّة
الهرَارِي!! كان شمَّة يفكر بطريقة مختلفة... أعتقد أنه قد فكر بداخله قائلاً... "نعم،
إنه حقل عدس.. لكنه ملكًا لداود ملكي.. فهو أرض تابعة لسلطان داود!! كيف أتركها
للأعداء؟!" وأعتقد أنه ما أن تذكر داود الملك الذي يحبه بكل قلبه، حتى وجد
نيران بداخله للدفاع عن حقل العدس!! آه.. كم صار حقل العدس ثمينًا في عيني شمَّة
إذ تذكر داود ملكه!! كم صار حقل العدس غاليًا لأجل داود الملك المحبوب!! وانطلق
شمَّة!! لم يترك مكانه، لكنه ظل مقاومًا للعدو.. ولا يخبرنا الكتاب ما السلاح الذي
استخدمه شمَّة، لأن حب شمَّة لداود، واستثمانه وتقديره لحقل العدس لأجل داود، كان
أقوى من أي سلاح في يده.. فلا فرق هنا بين رمح أو سيف أو عصا!!
عزيزي،
هل أضاء أمامك المفتاح الثالث للبطولة الروحية؟ هل أدركت مفتاح بطولة شمَّة؟ دعني
ألخصه لك في عبارة واحدة... إنّ مفتاح بطولة شمَّة هو أنه استثمن القليل لأجل
داود!! نعم عزيزي.. صارت قطعة الأرض المملوءة عدسًا في عينيه غالية جدًا لأجل
داود!!
قد
تتساءل عزيزي، وما تطبيق هذا في حياتي؟ كيف استخدم هذا المفتاح لأصير بطلاً في
الروح؟ الإجابة عزيزي هي أنه في كل مرة يأتي العدو ليستولي على أي أمر ولو صغير في
حياتك، لابد أن تقاومه!! تذكر أنك بالكامل مِلكًا لداود الحقيقي، كيانك بالكامل
وأموالك ووقتك وصحتك هي مِلكًا للرب يسوع، ولذلك ليس من حق العدو أن يسيطر على أي
شيء ولا على أي لحظة في حياتك!! فليس للعدو حق أن يستولي على وقت خلوتك اليومية
بانشغالات أو بسبب أمور مفاجئة!! ليس من حق العدو أن يسلب فرحك لأي سبب!! ليس من
حق العدو أن يتدخل بانطباعات خاطئة في علاقاتك مع الآخرين!! ليس من حق العدو أن
يصيب جسدك بأمراض!! فالجسد للرب والرب للجسد (۱كو٦: ۱۳)...
عزيزي،
في أي مرة يأتي العدو ليسلبك، تذكر "ليس من حقه".. نعم ليس من حقه أن يأخذ
أي شيئ منك، فأنت بالكامل قد دُفع ثمنك دم غال ثمين.. دم الرب يسوع.. قارئي العزيز،
لتعلم أنّ إبليس سارق!! وهو يريد أن يأخذ عطايا داود الحقيقي لك!! عطايا الرب يسوع
لك!! عزيزي... استثمن أمور الرب في حياتك... لا تستصغرها حتى لو بدت صغيرة!! لا
تستصغر خدمة يعطيها لك الرب حتى لو بدت قليلة وصغيرة!! فالرب ليس عنده مانع أن
يخلص بالكثير أو بالقليل!! لا تقل إنّ مواهبك قليلة وأنك لهذا دائمًا تُصاب
بالإحباط عندما تخدم الرب!! هيا كفاك انحصارًا في الذات.. ليس هناك فرق بين سيف،
وعصا، ورمح عندما يملأ حب الرب الكيان!! المحبة تصنع الأبطال!! استثمن عطايا الرب
لك.. استثمن وزناته حتى لو كانت وزنة واحدة في حياتك!! اذهب.. تاجر بها.. ستربح،
وستتضاعف الوزنة!! يصير الثمر الثلاثون ستين، والستون مائة.. والمائة آلاف
وربوات!! هلليلويا..
صديقي،
هل أدركت رسالة الرب لك في هذا المقال؟!! هو يريدك بطلاً له!! لا يريدك مُحبطًا..
لا يريدك مُفشَّلاً.. لا.. لا.. لا للهزيمة واليأس.. الرب يسوع لم يعطيك روح
الفشل!! هو يريدك مُنطلِقًا!! يريدك ناجحًا في حياتك وناجحًا في ملكوته... هو رب
الأبطال.. هو داود الحقيقي.. يسوع المسيح.. الممسُوح بالروح القدس.. روح القوة..
هو مَن يصنع الأبطال.. يصنعهم من لا شيء!! هو الخالق!! الذي لا يزال يخلق له أبطال
حتى الآن... عزيزي.. هل تشتاق أن تكون بطلاً له؟ آه.. أيها الرب.. كم أشتاق!!
امسحني بالروح القدس.. روح القوة.. لأصير بطلاً لك كل الحياة!! آمين!
عوضًا
عن الرماد، العار، الخزي.. الرب يعطي جمالاً.. تعويض.. استرداد!!
قديمًا،
كان المتألمون يضعون على رؤوسهم (رماد)، تعبيرًا عن الألم..
وكان
مَن يشعر بالعار والخزي، يغطي رأسه بالرماد الأسود...
أتي
الرب يسوع ليعطي تيجان ذهبية!! تيجان ذهبية عوضًا عن الرماد.. عوضًا عن الخزي من
الماضي أو من الحاضر!! عوضًا عن الأمور التي عند تَذكُرهَا، تصنع انكسار.. أتى
يسوع ليعطي تيجان ذهبية عوضًا عن العار.. لكل مَن يثق في حب الرب العظيم ويحتمي
بالدم الثمين من خطاياه ونتائج خطاياه، يُلبِسَه الرب تاجًا ذهبيًا عوضًا عن عار
الخطية!!
أتى
يسوع ليعطي تيجان.. أي سلطان.. فالتاج ليس جمالاً فقط.. إنما سلطان!!
لأن
كل مَن قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله..
أبي
السماوي.. أشكرك على التاج الذي تلبسني إياه عوضًا عن الخزي والعار..
أشكرك
لأنك أحببتني حب عظيم.. لا حدود له!!
أشكرك
لأجل الحب العجيب الذي لا تقف أمامه سدود.. حبك لي..
قارئي العزيز... وضع الرب في قلبي أن أشاركك في بداية هذا العام الجديد
بحقيقتين كتابيتين، أشعر أنهما لمثل هذا الوقت. فها نحن نترك عام ونستقبل عامًا
آخر.. نترك عام امتلئ بمعية الرب وسندته لكل منا، عام أظهر فيه الرب نفسه كيهوه
رفا (الرب الشافي) لكثير من أبنائه.. فكم تعددت شهادات الشفاء الروحي والنفسي
والجسدي في هذا العام المنصرف... هلليلويا للرب الشافي الذي بجلدته شفينا (۱بط۲:
٢٨).. الذي أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا (مت٨: ۱۷)... كما أنه عام شهد فيه الكثيرون
عن بركات الرب المادية لأولاده رغم الظروف الصعبة.. فكم تعزيت وفرحت بشهادات
الكثيرين من أبناء الرب الذين أعطاهم الرب أماكن للسكن، بيوتًا، في العام الماضي،
وبعد انتظاراتٍ دامت لسنوات!! نعم.. لا يخزون في زمن السوء وفي أيام الجوع يشبعون
(مز۳۷: ۱۹).. والرب يبني لك بيتًا (۱ أخ۱۷: ۱۰).. هذه هي كلمات الرب.. وليكن الله
صادقًا (رو۳: ٤)، وكل عيان كاذبًا!!
ونحن نودع هذا العام المنصرف، ونرى بالإيمان عامًا جديدًا ممتلئًا بالمجد،
فالذي بدأ عملاً صالحًا في الأعوام السابقة، بالتأكيد سيُكمل عمله في العام
الجديد؛ أحب أن أضع أمامك، كما ذكرت في بداية المقال، حقيقتين كتابيتين هامتين..
هما بمثابة أغنيتان لنتغني بهما طوال العام..
الأغنية الأولى؛ هي أن إلهنا هو إله المطر المبكر والمتأخر، فعندما تصلي،
وإذا كنت قد صليت بالفعل خلال العام الماضي، لأجل أمر ما ولا تجد استجابات حتى
الآن، لتُذَكِر نفسك بهذا الحق، أنّ إلهك هو إله المطر المتأخر.. الذي يأتي
بالاستجابات، ولو حتى في الهزيع الرابع!!
أما الأغنية الثانية؛ فهي أن كل ما يصنعه العدو هو للفناء، ما صنعه إبليس
في خلال العام الماضي في حياة أي ابن حقيقي من أولاد الرب هو للفناء وكالعدم!..
وما يصنعه الرب هو فقط الدائم والأبدي.. فإذا كنت قد رأيت هجومًا من العدو في
العام الماضي، تستطيع أن تعلن إيمانك قبل أن تُكمل قراءة سطور هذا المقال، بأن نتائج
هجوم العدو هي كلا شيء!! بل على العكس، يستخدم الرب جميع الأشياء لتعمل معًا للخير
لأولاده، الذين يحبونه بالحق..
في
السطور الآتية من المقال عزيزي القاريء، أتأمل معك بشكل أعمق في معاني هاتين
الأغنيتين الهامتين، من خلال الشواهد الكتابية التي شغلني بها الرب..
الأغنية الأولى: إله المطر المُبكِر والمُتأخِــــــــر:
المطر المُبكِر والمُتأخِر!! عرف الشعب في القديم نوعان من المطر، مطرًا
مبكرًا يأتي في بداية شهر نوفمبر، حيث يكون الفلاح قد بذر البذار التي ماتزال في
بداية نموها في الأرض، ولم يظهر لها بعد أي براعم.. فالذي يُرى بالعين في ذلك
الوقت هو حُمرة الطين الداكنة ولا أثر للخَضار بعد.. في هذا الوقت يأتي المطر
المبكر الذي يهييء للبذار النمو الصحيح، فتنمو البذار وتخرج البراعم بقوة حياة
جديدة بسبب مياه الأمطار المبكرة...
أما المطر المتأخر، فهو المطر الذي يأتي في إبريل، حيث لا أوان للأمطار..
هذا المطر يأتي إذ يكون الزرع قد نضج.. وآن أوان الحصاد بعد قليل.. فإذا بهذا
المطر المتأخر الذي يرسله الرب ليعطي للزرع نموًا أخيرًا مميزًا قبل الحصاد،
فتمتلأ البيادر حنطة وتفيض المعاصر خمرًا وزيتًا، كما يقول يوئيل النبي...
والآن قارئي العزيز، ما الذي يريد الرب أن يعلنه لنا من خلال هذه
الكلمات؟.. يريد الرب أن يؤكد لنا مشيئته أن يرسل في هذا العام الجديد مطرًا
مبكرًا ومطرًا متأخرًا!!... ويريدنا الرب أن نتغنى بهذا في خلال هذا العام.. نتغنى
كأبناء صهيون، أي أبناء الحضور الإلهي.. نرفع أغانينا ونبتهج بالرب.. نعلنه
بترنيماتنا وألحاننا إله المطر المبكر والمتأخر!!
عزيزي القاريء.. المطر المبكر هو صلوات وتشفعات بالروح القدس، يسكبها الرب
بداخل قلوبنا في هذا العام، لتُهيئ لبذار أمور الرب فينا، النمو الصحيح.. صلوات
تسبق الزمن.. بينما الأمور تبدو كالأرض التي لم تثمر بعد، يرسل الرب أنات روحه في
داخلنا.. بصلوات نبوية تأتي كالمطر المبكر الذي يعطي للبذار قوتها للنمو.. عزيزي..
عزيزتي.. لنسمح للرب الروح في هذا العام أن يخلق من خلالنا أمورًا مستقبلية
لحياتنا الشخصية ولملكوته.. ليفيض فينا الرب بصلوات بالروح تُشكِل أيامًا إلهية في
حياتنا.. هو إله المطر المبكر الذي يرى المستقبل ويعرف جيدًا احتياجاتنا
المستقبلية.. ويريد أن يملأنا بصلوات يستخدمها ليسدد الاحتياجات، ويفتح الأبواب
بقوة أمامنا.. لنثمر له وليأت ملكوته..
أما المطر المتأخر عزيزي.. فهو استجابات الصلوات التي رفعناها بالروح في
العام الماضي، ولم تأت الاستجابة إلى الآن!! نعم عزيزي.. صلواتك الحقيقية التي
بحسب مشيئة الرب لا ولن تُفقَد.. إلهي لا ينسى صلواتي.. إلهي لا ينسى دموعي.. إذا
كنت صليت وصليت، وعندما تأخرت الاستجابة، تصورت أنها لن تأتي.. الرب يرسل لك هذه
الكلمات ليقول لك.. أنا إله المطر المتأخر.. أنا الإله الذي يركب الغمام (تث٣۳: ٢٦)..
يُرسِل أمامه سُحبًا وبروقًا.. يُرسِل أمطارًا في الوقت وأيضًا بعد الوقت..
هلليلويا.. سأرى أمطار إلهية في حياتي في هذا العام الجديد.. لن أسقي أرضي بالتعب
وبالشُح.. سيسقي إلهي أرضي بأمطاره السماوية.. كم أحب هذه الكلمات التي أتت في سفر
التثنية، الإصحاح الحادي عشر: "لأَنَّ الأَرْضَ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا
لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا لَيْسَتْ مِثْلَ أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا، حَيْثُ
كُنْتَ تَزْرَعُ زَرْعَكَ وَتَسْقِيهِ بِرِجْلِكَ كَبُسْتَانِ بُقُول. بَلْ الأَرْضُ
الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكُوهَا، هِيَ أَرْضُ جِبَال
وَبِقَاعٍ. مِنْ مَطَرِ السَّمَاءِ تَشْرَبُ مَاءً. أَرْضٌ يَعْتَنِي بِهَا الرَّبُّ
إِلهُكَ. عَيْنَا الرَّبِّ إِلهِكَ عَلَيْهَا دَائِمًا مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ إِلَى
آخِرِهَا" (تث۱۱: ۱۰- ۱٢)... هليلويا.. إلهي سيسقي أرضي بأمطاره.. واستجابات
الصلوات التي لم تأت في العام الماضي، ستأتي في هذا العام، مطرًا متأخرًا.. في
الحقيقة، إلهي لا يتأخر.. هو فقط له حساباته الأكثر دقة بكثير من حساباتنا!!
في سفر هوشع، والإصحاح السادس، يقول هذه الكلمات: "هَلُمَّ نَرْجعُ إِلَى
الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ افْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا. يُحْيِينَا
بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. لِنَعْرِفْ
فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا
كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ" (هو٦: ۱– ٣).. نعم..
الرب خروجه يقين كالفجر.. حتى وإن أنتن لعازر في القبر، فالرب يقيمه ويحييه
بكلمة.. عزيزي، إذا مات رجاءك بسبب عدم رؤيتك لاستجابات سريعة لصلواتك، اسمع صوت
الرب الآن.. لعازر، هلم خارجًا.. سيخرج الميت.. ستحيا الصلوات مرة أخرى.. ستأتي
الاستجابات.. وستفرح بالرب إلهك وتهلل له... هو الرب.. إله المطر المبكر والمتأخر!!
نعم أبي السماوي.. أؤمن أنك إله المطر المبكر والمتأخر.. لن تبخل على
أولادك باستجابة صلواتهم.. ولن نُصلي ولا نرى استجابات.. سنصلي وسنظل نصلي.. إلى
أن تنهار مقاومة العدو.. وتأتي الاستجابات.. سنصلي لأنك علمتنا أن نصلي.. وعلمتنا
أن كل ما نؤمن أننا نلناه في الصلاة، هو لنا بإسم الرب يسوع!!.. لن تقف أمامنا
معوقات تعطل الاستجابات.. ستنتقل الجبال بإسم الرب يسوع، وسنرى المجد في
الاستجابات المعجزية لصلواتنا.. نعم نؤمن بك.. أنت لنا.. وتجازي الذين يطلبونك...
أخنوخ طلبك لأمر فوق طبيعي، وهو أن لا يرى موت الطوفان، وقد استجبته بشكل فوق
طبيعي، نجيته بأن أخذته.. إذ سار معك ولم يوجد، انتقل ولم يرى موت الطوفان (تك٥:
٢٤، عب۱۱: ٥، ٦، يه ۱٤، ۱٥).. إحتاج أخنوخ معجزة، وأنت أعطيته المعجزة.. ما أعظم
النعمة!!... أليشع آمن أن يأخذ نصيب اثنين من روح إيليا، فأخذ.. صنع إيليا سبعة
معجزات في حياته.. وصنع أليشع ثلاثة عشر معجزة فقط في حياته!! مع أنّ نصيب اثنين
من معجزات إيليا السبع هو أربعة عشرة معجزة، وليس ثلاثة عشرة!! بقيت معجزة لم
تُصنَع في حياته!! هل مات مُحبطًا؟!.. ربما.. لكن بعد موته، صنعت عظامه في القبر
المعجزة الرابعة عشرة، إذ أقامت عظامه ميتًا (٢مل۱٣: ٢۰، ٢۱)... وأتى الإيمان
بثمره.. مطرًا متأخرًا!! ليكن الله صادقًا، وكل إنسان كاذب!! (رو۳: ٤)... أعظمك
أبي السماوي.. لأني سأرى يدك تصنع عجائب في حياتي.. ستمتليء أيام هذا العام بالمطر
المبكر والمتأخر... سأغني لك وسأحيا لك مُكرسًا... ستقودني.. وبعد إلى مجد
تأخذني..
الأغنية الثانية: كل هجوم للعدو.. إلى الفناء..
... حينــما يـــكون العــــــدو عـنـيدًا!!
يغني داود بالروح القدس في المزمور الثامن والخمسون: "اَللَّهُمَّ، كَسِّرْ
أَسْنَانَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمِ. اهْشِمْ أَضْرَاسَ الأَشْبَالِ يَا رَبُّ. لِيَذُوبُوا
كَالْمَاءِ، لِيَذْهَبُوا. إِذَا فَوَّقَ سِهَامَهُ فَلْتَنْبُ. كَمَا يَذُوبُ الْحَلَزُونُ
مَاشِيًا. مِثْلَ سِقْطِ الْمَرْأَةِ لاَ يُعَايِنُوا الشَّمْسَ". (مز٥٨: ٦- ٨).
أربعة صور يضعها الروح القدس على فم داود ليُعبِر عن انكسار هجوم العدو
وتلاشي نتائجه في حياة أولاد الرب... الصورة الأولى "ليذوبوا كالماء"..
عندما يهاجم العدو، هجومه يتلاشى، كمياه الأمطار التي تسقط، وإذ تطلع عليها الشمس،
تتبخر... الصورة الثانية "إذا فوّق سهامه فلتَنْبُ".. إذا رمى العدو
سهامًا، ينحرف السهم عن مرماه.. ولا يصيب الهدف، ويصبح مجهود العدو ضائعًا!!
الصورة الثالثة "كما يذوب الحلزون ماشيًا".. والحلزون كائن رخو،
يعيش في قوقعة (مثل محار البحر)، ولا لون له. عندما يخرج من قوقعته، يصبح لونه
أحمر داكن مُخيف، ويفرز مادة لزجة كريهة.. بمجرد أن يشعر الحلزون بأي كائن يقترب
منه، يخاف الحلزون جدًا.. فيتحول لونه الأحمر الداكن المخيف إلى لون شفاف، وكأن لا
لون له، ويذوب راجعًا بسرعة إلى القوقعة.. وبعد دقائق تتبخر أيضًا المادة التي
أفرزها.. أي تختفي آثار الحلزون تمامًا، وكأنه لم يكن!! يصلي داود، إذا هاجمه
العدو، وظهر العدو كأنه مخيف في أوقات.. أن يتلاشى هجوم العدو.. وكأنه لم يكن من
الأساس.. كالحلزون!!... الصورة الرابعة "مثل سقط المرأة لا يعاينوا الشمس"..
خطط العدو تُجهض!! ولا يكون لها قائمة بإسم الرب يسوع!
عزيزي القاريء.. إن كان العدو هاجمك في العام الماضي.. ونجح في مرات، أو
هكذا ظهر، أنه نجح... الرب يشجعك في هذا العام أن تغني هذه الأغنية.. إنّ هـــجوم
العدو يكون كلا شئ!!... إذا رأيت العدو يصوب السهام.. ثق أنّ كمْ من سهم يطير، ولن
يصيبك أي واحد منها!! إذا ظهر العدو كأنه مخيف، ثق أنه سيتراجع أمام قوة الدم
الثمين!! قاوموا إبليس فيهرب منكم (يع٤: ۷).. نعم.. قاوم العدو.. انتهره.. اعلن
كلمة الله في وجهه، وسيهرب ويختفي كالحلزون!!
قارئي العزيز.. ثق في الرب.. وغني هذه الأغنية بلا تراجع، واملأ بها العام
الجديد.. ما يصنعه العدو للفناء..
هل تعلم صديقي أن هذه الآيات التي نتأملها جاءت في أحد المزامير التي تدعى
"مُذهبَات داود"؟ وما هي هذه المذهبات؟ إنها ستة مزامير لداود، كتبها في
أوقات صعبة. لذا حملت هذه المزامير له دروس هامة جدًا، حُفِرَت بداخله كالنقش على
الحجر.. إذ أنّ أحد معاني كلمة "مُذهبة" في اللغة الأصلية هي "حفر
على الحجر".. وماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن هذا الدرس "أنّ هجوم العدو
يكون كلا شيء" هو أحد الدروس الهامة في حياة المؤمن..
وأهمية هذا الدرس أيضًا واضحة في عنوان المزمور، إذ يقول "لإمام
المغنين، على (لا تُهلك)".. ويقول بعض الدارسين أن (لا تُهلك) هي نغمة عالية،
يُنشد بها الأناشيد التي يجب أن تكون عالية النغمة وحماسية.. بينما يقول البعض
الآخر أن (لا تُهلك) هي آلة ذات تسعة أوتار، وهذا غير معتاد، فالآلات الوترية
معظمها ذوات ستة أوتار.. لكن وجود تسعة أوتار يُثرِي اللحن ويجعله أعرض، أي واضحًا
أكثر.. وسواء أخذنا بالرأي الأول أو الثاني، أو الاثنين معًا، فإن المغزى واضح..
إن هذه الترنيمة، ترنيمة النصرة على العدو.. ترنيمة الإيمان أنّ ما يصنعه العدو
للفناء، لابد أن تُغنى بحماس وبقوة وبإيمان.. صديقي.. ارفع عينينك إلى الرب الذي
يعطينا جرأة الإيمان، فننطلق مغنيين بالروح أغنية الانتصار...
آه أيها الرب.. يا مَن دُست إبليس ساحقًا كل قواته.. يا مَن جردت الرياسات
والسلاطين.. وظفرت بهم في صليبك العظيم... يا مَن زأرت بصيحة الانتصار "قد
أُكمل".. فزلزلت قوى الجحيم.. يا مَن نزلت إلى أقسام الأرض السفلى.. ولم
تستطع الهاوية أن تمسكك!! يا مَن دُست بالموت ذاك القتال منذ البدء.. املأني بروحك
العظيم.. لأزأر في وجه العدو.. فلا يسمع صوتي.. إنما يسمعك أنت من خلالي، أيها
الملك العظيم المنتصر.. فيهرب من أمامي.. من أمام يسوع الذي هو حيّ بداخلي!! سيدي..
أعطني استعلان نصرتك فيّ.. املأني بروحك الناري... لتعمل في داخلي بميراث النصرة،
بقوة الدم.. فيذوب العدو هاربًا أمام يسوع الذي فيّ.. أمام الأسد الغالب الخارج من
سبط يهوذا!!
ماذا تفعل حينما يكون العدو عنيدًا...؟
والآن.. قارئي العزيز.. اسمح لي في نهاية هذا المقال أن أضع أمامك بعض
الأمور العملية التي تمكنك من اختبار النصرة عندما يكون العدو عنيدًا... ففي بعض
الأوقات يكون العدو عنيدًا في المعارك، وذلك لأنه متكبر، ويرفض التسليم بالهزيمة!
فمثلاً عندما واجه موسى وهارون سحرة فرعون، طرح هارون عصاه فصارت حية، وهذا أمر
بالتأكيد فيه إعلان لنصرة الرب. ولكن العدو لم يستسلم، إذ طرح السحرة أيضًا عصيهم،
فصارت حيات.. وكأن العدو يعلن عدم استسلامه!! ولكن عزيزي.. عَظِم معي الرب!! عصى
موسى وهارون ابتلعت عصي السحرة.. ما فعله العدو ذهب إلى فناء، أُبتُلِعَ بلا
رجعة.. لم يبقى سوى عمل الرب ومعجزاته!!
عندما يكون العدو عنيدًا بتكرار الهجوم عدة مرات في نفس الدائرة: اطلب
القيادة، وهاجم العدو للفناء..
يخبرنا سفر أخبار الأيام الأول (والقصة موجودة أيضًا في سفر صموئيل الثاني)
أنّ العدو هاجم داود بعدما صار داود ملكًا.. وخرج داود لمحاربة العدو بحسب مشورة
الرب.. وانتصر داود على العدو في مكان يُعرف بوادي الرفائيين.. ولكن الغريب أنّ
نفس العدو، بعد قليل، عاود الهجوم مرة أخرى وفي نفس المكان!!.. عزيزي، في مرات،
بعد النصرة على إبليس في دائرة معينة، يُعاود العدو الهجوم في نفس الدائرة!! فماذا
تفعل حينئذ؟!! افعل مثل داود، اذهب إلى الرب واستشره، اطلب القيادة الإلهية، قيادة
الروح القدس.. ذهب داود واستشار الرب.. قال له الرب: "لا تصعد وراءهم، تحول عنهم
وهلم عليهم مقابل أشجار البكا. وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا، فأخرج حينئذ
للحرب، لأن الله يخرج أمامك لضرب محلة الفلسطينيين. ففعل داود كما أمره الله، وضربوا
محلة الفلسطينيين من جبعون إلى جازر. وخرج اسم داود إلى جميع الأرض، وجعل الرب هيبته
على جميع الأمم." (١ أخ ١٤׃ ١٤، ١٥).. عزيزي..
عندما يُكرر العدو هجومه في نفس الدائرة.. لا تخف.. لا تخشى أن تفقد نصرتك..
بالتأكيد سينكسر العدو مرة أخرى أمام حضور الرب الذي فيك.. فقط استشر الرب، وافعل
ما يضعه بداخلك الروح.. قد يضع الروح بداخلك شواهد كتابية تواجه بها العدو.. وقد
يضع في فمك ترنيمة نصرة، يسمعها العدو فيهرب.. الرب يالتأكيد سيقودك.. ولكن لا
تترك المعركة قبل فناء العدو تمامًا.. افعل كما فعل جدعون، إذ لم يكتف بهزيمة
المديانيين، إنما طارد أمراءهم، غراب وذئب، وقتلهما.. ولم يرجع إلا حينما أنهى
المعركة تمامًا بالنصرة للرب في هذه الدائرة.. نعم أبي السماوي.. أشكرك لأجل كل
نصرة أعطيتني إياها في دوائر محددة في حياتي.. أعطني أن أفن العدو تمامًا في هذه
الدوائر.. فلا يُسمع للعدو صوتًا للأبد فيها.. بإسم إبنك يسوع.. آمين..
عندما يكون العدو عنيدًا بتكاتف واجتماع أرواح الشر معًا: سَبِح.. وسيضربهم
الرب بالتشويش..
عزيزي.. في القصة المشهورة لهجوم العدو على الملك يهوشافاط (٢أخ ٢۰).. أتى
ثلاثة جيوش متحدين على شعب الرب.. بنو عمون، وبنو موآب، وجبل ساعير.. ماذا فعل
يهوشافاط؟!! أقام مُغنين للرب ومُسبحين في زينة مقدسة!! "وَلَمَّا ابْتَدَأُوا
فِي الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ جَعَلَ الرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ
وَجَبَلِ سِعِير الآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَانْكَسَرُوا" (٢أخ٢۰: ٢٢)... نعم
سينكسر الأعداء المتحِدون ضدك، عندما تسبح الملك!! عندما يأتي العدو بحروب مختلفة
في نفس الوقت.. ثق في إلهك صديقي.. سبحه في قداسة وبكل القلب.. تسبيح الرب يُعلن
حضوره، وحضور الرب يجعل العدو يرتبك.. ويخطيء الهدف.. ويساعد بعضهم على إهلاك بعض
بإسم الرب يسوع!!.. هلليلويا.. سبح يهوشافاط وشعب الرب، فأتى الرب بالنصرة من
عنده... سبح الشعب في مناسبة أخرى، فسقطت أسوار عنيدة أمام هتاف الشعب...
أعظمك يا أبي... حتى وإن بدت الأسوار عالية وعنيدة.. حتى وإن تكاتف العدو..
ستسقط الأسوار، وسيُهزَم العدو أمامنا.. وكيف لا يُهزَم، ويسوع قد سحق رأسه على
الصليب؟! نعم.. سينهزم العدو في هذا العام الجديد، أمام أطفال في الإيمان، حديثي
الولادة، لكن ممتلئين بالروح القدس، الروح الناري!! أعظمك أبي السماوي.. لأننا
سنكون ممتلئين بالروح في هذا العام الجديد.. سنغني أغاني نبوية.. أغاني نصرة..
مُذهبات.. سنغني.. ونرى العدو مهزومًا أمامنا.. سيذوب كالحلزون، ولن يعاين النور
بإسم الرب يسوع.. يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.. يسوع المسيح.. الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ،
وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا
بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ
إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.. (رؤ۱: ٥، ٦)..