السبت، 2 ديسمبر 2017

والأبواب لا تغلق..

 
 
والأبـوَاب لَا تُغلَق..
هأنذا قد جعلت أمامك بابًا مفتوحًا لا يستطيع أحد أن يغلقه." رؤ٣: ٧
أبي السماوي.. أشكرك لأجل سكيب جديد من روحك..
 أشكرك لأجل أزمنة جديدة تمتليء بالأبواب المفتوحة من عندك..
 نعم.. كل باب فتحته أنت بيدك العظيمة، سيظل مفتوحًا، وسيزداد إتساعًا..
 لأنك أنت ساهرٌ عليه!!..
أشكرك أبي السماوي، لأجل إبنك يسوع.. الباب الحي الوحيد الحقيقي..
 الذي فيه كل أبواب للمجد والبركة أنت تفتحها لأولادك الحقيقيين..
 أشكرك أبي السماوي لأن الأبواب المفتوحة في يسوع لن ولن تغلق..
 والأبواب التي لم يفتحها يسوع ولا يريدها أن تُفتح، لن تُفتح بإسم الرب يسوع، إذ أنت أيضًا ساهرٌ على إغلاقها بقوتك وبحراسة ملائكتِك المقتدرين..
أبي السماوي، المسني بقوتك، بقوة الروح.. لينسكب إيمان جديد.. لنتقوى بشدة قوتك..
 لنراك أنت الأعلى فوق كل ظروف حياتنا..
 اعلن إيماني بك.. إيماني أنك أنت أبي السماوي الصالح لحياتي..
 أشكرك لأنك تقودني.. "برأيك تهديني وبعد إلى مجد تأخذني" (مز٧٣: ٢٤)..
 سأعبر معك الصعاب.. وسأهلل وأنا أرى الجبال تُنقل بالإيمان.. والأبواب تُفتح بالإيمان.. "والأبواب لا تغلق" (إش٤٥: ١)
 أشكرك لأن وجهك يسير أمامنا فتريحنا..
 أشكرك لأنك وعدت قائلاً: "أنا أسير قدامك والهضاب أمهد. أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف." (إش٤٥: ٢)..
 أنت هو "الرب القادر على كل شيء" (٢كو٦: ١۸)، "الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح" (رؤ٣: ٧)..
 أبي السماوي.. اسكب ثقة جديدة بداخلي.. طمأنينة.. نور ورؤية..
 ليكن صوتك لنا واضحًا جدًا في هذه الأيام..
 لا لخداع العدو!!.. لن نخدَع في اسم الرب يسوع..
 سنسمع صوتك بداخلنا يشجعنا لنمضي في طرقك..
 وسنسمعك أيضًا، بصوتك الدافيء، تحذرنا من طرق العدو!!..
 إن قامت علينا حرب، لن نخاف لأنك ستحارب عنا.. وإن أتي العدو، فبنفخة فمك تبيده..
 أبي السماوي.. أشكرك لأننا سنراك دائمًا معنا..
 سنرى يدك العظيمة دائمًا وراء الأحداث في حياتنا..
 سنُمَيز لمسَاتك القوية الحانية..
 لا لن تتركنا أبدًا، بحسب وعدك العظيم لنا: "لا أتركك ولا أهملك" (عب٣: ١٥).
 وسنهلل معك دائمًا: "يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رو۸: ٣٧)...
 دكتور/ ثروت ماهر
 


الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

استعلان عدن ونهاية إيزابل - عظة للأخ ثروت ماهر

 

 
اسْتِعلَان عَدنْ ونِهَاية إِيزَابِل..
"استعلان عدن ونهاية إيزابل"... عِظة تَعلِيمية هامة، للأخ ثروت ماهر..
من "قبل تأسيس العالم" (أف١: ٤)، ونحن - المؤمنين بالرب - مُختَارِين "في المسيح يسوع".  ومَقَام الإنسان المُعطَى له بالنعمة، ومكانته "في الابن" كملك للخليقة، أيضًا مُعَد من قبل تأسيس العالم.
يحدثنا الروح القدس، من خلال هذه العظة، مضيئًا لنا كيف خُلق العالم وماذا حدث عند سقوط "زهرة بنت الصبح"، وأين كان العدو قبل سقوطه من السماء، وماذا حدث عندما سقط.. لماذا كانت عدن هي أرض أول المعارك بين الإنسان والشيطان؟ لماذا الحرب الروحية، وماذا تعني عدن وكيف تُستَرد في المسيح! ماذا يعني أننا جالسون في الأماكن السماوية!!
كما يضيء لنا الروح القدس في هذه العظة أبعاد للنصرة في الحرب الروحية من خلال دراسة استراتيچيات روح إيزابل المرتبطة بالأيام الأخيرة لمقاومة مسحة النبوة التي يسكبها الرب بوفرة على أبنائه وبناته في أواخر الأيام - تستخدم إيزابل أسلحة (١) التخويف، أو (٢) النُصح من خلال الصوت الأبوي والمنطق البشري لإعلاء المصلحة والواجب والتدين، أو (٣) من خلال الإغواء ومحاولات الجذب بالإغراء والخداع..
"مسحة ياهو بن نمشي" (٢مل ٩) تُوضِح لنا مفاتيح أساسية للنصرة على إيزابل وإنهاء عملها.
(١) الانفصال عن العالم وعن الطبيعي، وإعادة وضع الحدود في الروح لأجل تكريس جديد، (٢) التقابل مع الرب في مخدع داخل مخدع (مقابلات عميقة جدًا)، و(٣) استلام المسحة من الرب، و(٤) المُضِي قُدمًا في التكليف الإلهي كخيل مُكرس للرب؛ كلها تشكل مفاتيح لنهاية إيزابل واستعلان عدن!
نصلي لأجل مسحة متدفقة لكل من يسمع هذه العظة.. هذا وقت لتثبيت أقدامنا في الروح في أماكن سماوية معطاة لنا من الآب السماوي في الابن يسوع بالروح القدس.. لنمتلك ميراثنا ولتُستَعلَن عدن في أراضينا.. لا للمساومات!! لا لأنصاف الحلول!! لا لكل شر وشبه شر! لنحيا مكرسين لمَن أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا.. الرب يسوع المسيح.. رئيس ملوك الأرض، المُستحق أن يأخذ كل الحياة.. آمين

الخميس، 21 سبتمبر 2017

طُرُق ومَفَاتِيح ومَسَـالِك في السَمَاوِيَات - عظة مرئية جديدة للأخ ثروت ماهر

 
 
طُرُق ومَفَاتِيح ومَسَـالِك في السَمَاوِيَات
عظة جديدة للأخ ثروت ماهر
 
"طُرق ومَفَاتِيح ومسَـالك في السَمَاوِيَات"... عظة مرئية جديدة للأخ ثروت ماهر، يحدثك فيها الروح القدس عن شوقه لأن يأخذنا إلى آفاق جديدة في الحياة مع الرب ومستوى جديد من الإعلان والوعي الروحي.. يشتاق الروح أن يعطينا مسالك في السماويات لأجل أمور حياتنا الشخصية وخدمتنا للرب.. قال الرب ليهوشع الكاهن في سفر زكريا: "وأعطيك مسالك بين هؤلاء الواقفين (الملائكة) (زك٣: ٧)... الكلمة "مسالك" في الأصل تعني "أبواب تقود إلى طرق".. يريد الرب أن يعطينا أبواب جديدة تقود إلى طرق جديدة في الروح لأجل نهضة حقيقة.. نعم.. نهضة حقيقية يريد الرب أن يسكبها على حياتنا..
أبواب أورشليم في سفر الرؤية تظهر كلآليء.. كل باب لؤلؤة!! هكذا يريد الرب أن يعطينا أبواب في الروح.. كل باب إعلان روحي لامع كاللؤلؤة.. للمُسبحين وللعازفين وللمصلين وللوعاظ والمعلمين، في هذا الزمن، يوجد لآليء جديدة.. لا لم تنتهي كنوز الرب ولا لم يتوقف الروح عن إعطاء إعلانات جديدة تفتح أبواب جديدة لأزمنة نهضــة جديدة!!
في هذه العظة تتعلم أيضًا عن مفاتيح هذه الأبواب التي يريد الرب أن يعطينا إياها..
في سفر الأعمال والأصحاح الثاني، انفتح مجال في السماويات على المجتمعين في العلية لم يُختَبَر من قبل.. كان صوت كما من هبوب ريح عاصف، وجاءت ألسنة منقسمة من نار واستقرت عليهم.. هنا المجتمعون في العلية تذوقوا ما لم يُرى ولم يُختبر من قبل!! والمفتاح كان "الوحدة".. كان الجميع معًا بنفس واحدة!! نرى في يوحنا ١٧ أن الهدف من إعطاء المجد هو أن نكون واحدًا!! "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد" (يو١٧: ٢٢).. يعطينا مجده لنتحد، فالمجد المُستقر علينا هو أداة الوحدة الحقيقية، وإذ نتحد يُفتح لنا مجالات جديدة في الروح ونُعطَى مسالك جديدة يقودنا فيها الروح..
أيضًا في حزقيال ٣٧ نرى مفتاح آخر لانفتاحنا على المجالات الروحية والمسالك التي يريد الرب أن يعطينا إياها.. هذا المفتاح هو النطق النبوي أو إطلاق الكلمة الإلهية، التي تحمل الإعلان الروحي، على ما يحدث في الواقع لتغييره.. يقول حزقيال: "وبينما أنا أتنبأ كما أُمرت كان صوت وإذا رعش" (حز٣٧: ٧).. بينما حزقيال يتكلم بما وضعه الرب بداخله، انفتح مجال سماوي، أُستعلن بصوت، وبدأت العظام ترتعش وبدأ تَشكُل واقع جديد لم يكن موجودًا.. صوت حزقيال والكلمة النبوية كانا مفتاح فتح مسلك ومشهد جديد تمام.. وقام جيش عظيم!! صوتك هو مفتاح لإطلاق أمور الرب وانفتاح مسالك جديدة في الروح!!
لنرى مجد الرب!! لتختبر نهضته!! لنكن جيلاً يدخل ويتذوق ويمتليء بالروح ويُطلق أزمنة مجد الرب.. لنبني مجد ونهضة وتعليم روحي ووفرة إعلانات لأجيال قادمة.. لنكتشف مسالك وراء الروح لبناء بيت الرب.. "... وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ." (عب ٣: ٦)
نصلي لكل مَن يشاهد هذه العظة لأجل فرح سماوي وصلوات مشتعلة بالروح يضعها الرب في قلوبنا.. آمين!
بقلم الأخ/ ثروت ماهر

مَعمُودِية الرُوح والنَـار - عظة للأخ ثروت ماهر

 
 
 
مَعمُودِية الرُوح والنَـار
عظة جديدة للأخ ثروت ماهر
"مَعمُودِية الرُوح والنـار".. عظة جديدة للأخ ثروت ماهر، يحدثك من خلالها الروح القدس عن مشيئته ليشعلنا بنيرانه، فنحيا حياة فوق طبيعية ممتلئة بثمار الروح ومواهبه التي بحسب قلب الله..
في العهد القديم، كانت مشيئة الرب لشعبه أن يلتحم شعب الرب بالنار الإلهية على جبل حوريب، وأن يدخل الشعب في علاقة مباشرة مع الرب، ويتكلم الرب مع شعبه وجهًا لوجه (تث٥: ٤)، مثلما يتكلم مع موسى (راجع خر١٩ مع تث ٥).. في خر ١٩، الرب وضع تعليمات وتحذيرات للشعب لئلا يقترب إلى الجبل بدون سماع صوت البوق، "أَمَّا عِنْدَ صَوْتِ الْبُوقِ فَهُمْ يَصْعَدُونَ إِلَى الْجَبَلِ" (خر١٩: ١٣).. كانت مشيئة الرب للشعب أن يلتحم بالنار الإلهية عند سماع صوت البوق في اليوم الخمسين من ذبح خروف الفصح والخروج من أرض مصر (١٧ يوم من الشهر الأول + ٣٠ يوم الشهر الثاني + ٣ أيام الشهر الثالث - راجع خر١٩: ١، ١٦).. كما كان ذبح خروف الفصح إشارة نبوية عن "فصحنا المسيح" الذي ذُبِح لأجلنا.. كان اختبار جبل حوريب مُعَد ليكون بمثابة إشارة نبوية عن يوم الخمسين.. ولكن الشعب خاف من النيران الإلهية فرفض الصعود إلى الجبل وطلب من موسى أن ينوب عنه (راجع تث ٥: ٥، ٢٣- ٣٠).. لم يدرك الشعب مكانته وهويته، لذا رأى الرب أن رغبتهم تتناسب مع مقدار إدراكهم وأجاز لهم ما أرادوه!
وتَمُر مئات السنين، وفي ملء الزمان يأتي يسوع المسيح، كلمة الله المُتجسد، الحمل المذبوح لأجلنا، ويُصلب الرب يسوع فصحنا الحقيقي، وفي اليوم الخمسين من صلبه وموته لأجلنا، يأتي الروح الناري على المجتمعين في العلية.. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على رؤسهم.. مجدًا للرب!! قَبِل التلاميذ معمودية الروح والنار.. إتحدوا بالنيران الإلهية، وصار هذا الموعد لنا ولأولادنا.. معمودية الروح الناري، التي كتب عنها القديس أنطونيوس، من القرن الرابع، مُشجعًا أولاده الرهبان أن يقبلونها: "يا أولادي.. إقبلوا الروح الناري الذي قبلته أنا!!".. نيران الرب التي إذ تقبلها نصير أُناس آخرين!! نتقدس ونشتعل بحياة المسيح التي تُشِع بنيران الروح.. النيران الإلهية التي، والتي وحدها، تُمكنا من إتمام قصد الرب ودعوته العليا لحياتنا.. لنَقبَل نيران الرب.. لنَقبَل نيران الرب يا إخوتي!! لا غنى عن نيران الرب لإتمام مقاصد الرب في هذه الأيام الأخيرة..
نصلي لكل مَن يسمع هذه العظة لأجل امتلاء بالروح القدس - الروح الناري - الذي يُغير الامتلاء به ومنه جوهر وشكل الحياة.. في اسم الرب يسوع.. آمين
بقلم الأخ/ ثروت ماهر


الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

نهضة تقلب خريطة الحياة - عظة للأخ ثروت ماهر

 
 
 
نَهضَة تَقلِبْ خَرِيطَة الحَيَّاة
عِظَة جَدِيدَة للأخ ثروت ماهر
نَهضَة تَقلِبْ خَرِيطَة الحَيَّاة".. عظة جديدة للأخ ثروت ماهر، يحدثك من خلالها الروح القدس عن النهضة التي يريد الرب أن يسكبها فينا وعلينا.. النهضة هي زيارة إلهية، واستجابة لأشواق روحية نقية لفيض ونيران الروح القدس.. النهضة هي شعب يتذوق الزيارات الإلهية باستمرار، فيصير شعب مُشبع بحضور الله - شعب نهضة..
يشتاق الرب أن يملأ حياتنا بزيارات إلهية للمجد.. إله المجد ظهر لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين.. في بداية حياة إبراهيم المبكرة جدًا (قارن تك١١ مع أع٧: ٢) أتى الرب بزيارة إلهية لإبراهيم يدعوه فيها ليتبعه ويخرج وراءه لحياة المجد.. الدعوة لا تزال مُوجَهة لي ولك عزيزي لنتبع الرب في حياة المجد.. الحياة الفائضة الممتلئة.. لا لم ينته زمن التعزيات.. لا لم ينته زمن اجتماعات الصلاة التي تستمر لساعات وساعات في محضر الرب المُلِذ الممتلئ بالجود.. لا لم ينته زمن النهضة!!
أتى الرب بعد قيامته من الأموات لبطرس في زيارة سرية لا نعرف عنها شيء، ذكرها بولس في (١كو ١٥: ٥) وذكرها أيضًا لوقا في (لو٢٤: ٣٤).. زار الرب بطرس زيارة شخصية بعد القيامة ليرده لمكان الشركة معه.. هذه الأيام يزور الرب خدام كثيرين زيارات شخصية لتجديد العهود ولاستردادهم إلى مكان الشركة والعمق والزيت المنسكب، وتنسكب دموع الشفاء واسترداد العشرة الحلوة مع يسوع..
هلليلويا لرب المجد الذي يحيط بنا بروحه بقوة ليردنا ويبدأ معنا زمن نهضة جديد وتتغير خرائط الحياة بشكل جذري بنعمة ملك الملوك ورب الأرباب الرب يسوع..
صديقي.. نصلي لأجل كل مَن يستمع لهذه العظة ووقت التسبيح الممسوح بعدها لأجل فيض جديد من الروح واسترداد لمكان القوة والمجد والنهضة.. آمين

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

وَجْهًا لِوَجْهٍ..


 

 
 
وَجْهًا لِوَجْهٍ
وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ.. خر٣٣: ١١
"وجهًا لوجهٍ"...
لنرى وجهك يا رب في كل أوقات هذا اليوم، ولنسمع صوتك الحلو المُشبِع، ولتستنير أعيينا إذ نأكل من يدك العسل ونَشبع بك أنت الخبز النازل من فوق..
نُحبك يا رب ونُحب إشراقة ابتسامة وجهك لنا.. لتنطبع على وجوهِنا قسمات وجهك المبتسم لنا، ولنرى في ملامح وجهك الإلهية المشرقة تفاصيل خريطة أيامنا وحياتنا..
نحبك يا رب ونحب التفرُس في وجهك المُريح المطمئن.. أنت القائل لنا تشدد وتشجع.. لا ترهب.. ولا ترتعب.. ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهور.. كنت معي بالأمس، وأنت معي اليوم، وستظل معي هنا على هذه الأرض، ممسكًا بيدي، حتى أراك هناك وألمس قسمات وجهك بيدي!!
ويستمر همسُ الحب بيننا..
يا مَن أحببتني فضلاً.. أحبك يا رب يا قوتي..
الأخ/ ثروت ماهر
 صباح يوم الثلاثاء، ٥ سبتمبر، ٢٠١٧

الاثنين، 21 أغسطس 2017

أعمِدَة الْحِكْمَة السَبْعة



أعمِدَة الْحِكْمَة السَبْعة


الشاهد الأساسي:
"وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ". (يع۱: ٥).
في الجزء الأول من هذا المقال التعليمي عن الحكمة، تحدثنا عن تعريف الحكمة، وعن أسباب احتياجنا للحكمة الإلهية,,, ولمراجعة هذه النقاط الهامة يمكن للقاريء العزيز تَصَفُح الجزء الأول من هذا المقال على الرابط: https://khwaterro7ya.blogspot.com.eg/2017/08/blog-post_21.html

في هذا الجزء (الثاني) سنتحدث عن صفات الحكمة الإلهية.. أو ما الذي يميز الحكمة الإلهية..

وفي الجزء الأخير (الثالث) سنتحدث عن اختبار مقدار الحكمة في حياة الشخص، أو كيف أعرف هل أنا حكيم أم لا؟..

 

صفات الحكمة الإلهية:

يخبرنا سفر الأمثال عن الحكمة قائلاً: "اَلْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا. نَحَتَتْ أَعْمِدَتَهَا السَّبْعَةَ..." (أم۹: ۱).. وبحسب هذه الكلمات، فإن للحكمة سبعة أعمدة، أو يمكننا أن ندعوها سبعة صفات أساسية، وهذه الصفات تُشكِل الأعمدة التي يُبنَى عليها بيت الحكمة..

كلمات سفر الأمثال هذه كتبها سليمان الحكيم في النصف الثاني من القرن العاشر قبل الميلاد تقريبًا. ويأتي بعده الرسول يعقوب - أحد رسل العهد الجديد - بما يَقرُب من ألف عام تقريبًا، ليعرفنا بصفات الحكمة السبعة في رسالته التي كتبها حوالي سنة ٥۰ ميلاديًا.. يقول الرسول يعقوب مُوضحًا لنا صفات الحكمة الإلهية السبعة: "وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَ[عديمة]الرِّيَاءِ.." (يع۳: ۱۷)..

وسوف نتناول بالدراسة كل صفة من هذه الصفات السبعة في السطور الآتية، وتأثيرها وسط جماعة الرب.  

۱- الحكمة الإلهية هي حكمة طاهرة:

(طاهرة) في الأصل كلمة يونانية تُنطَق (آجني)، وتعطي معنى (عفيفة، بريئة، نقية).. والكلمة تأتي من نفس الأصل الذي جاءت منه كلمة (تكريس، تخصيص).. الحكمة الإلهية التي من عند الرب تجعل صاحبها مُكرَسًا مُخصَصًا للرب، يسلك ببساطة حقيقية وبراءة ونقاء تجاه الآخرين.. الحكمة الإلهية تجعل الشخص صاحب ذهن مُوَحَّد (single – minded)، بسيط وبريء في نظرته للأمور، مثل الله، ليس منقسم الذهن (double – minded).. لا يضع دائمًا افتراضات سيئة وراء تصرفات إخوته في الكنيسة أو جماعة الخدمة..


كان آدم قبل السقوط صاحب ذهن ذي اتجاه واحد.. كان ذهنه نقيًا، لا يفهم الأمور بشكل مُلوَث بالخطية.. الفهم المزدوج للأمور وربط تصرفات الإخوة دائمًا باحتمالية أمور شريرة بالتأكيد ليس حكمة إلهية، لكنه نتاج السقوط في الخطية.. نتاج الأكل من شجرة معرفة الخير والشر! التي لابد أن يتنقى منها المؤمن الحقيقي المغسول بدم الرب!!


الحكمة الحقيقية النقية عندما تملأ الإنسان، تجعله لا يفكر في الأمور بشكل مُلوَث بالخطية أو بالخوف.. وعلى عكس الحكمة الشيطانية، التي تجعل الشخص مُتشكِكًا في مَن حوله رابطًا الأمور دائمًا بالخطية والنجاسة، فإن الحكمة الإلهية دائمًا ترى النقاء ولا تعرف الأمور ذات المعنيين!! فليس الخادم الحكيم في وسط الكنيسة هو مَن يحيا مُتشكِكًا في مَن حوله ممَن يخدمهم!! إنما الخادم الحكيم هو مَن يرى الذين يخدمهم بعين الرب البسيطة، وفي نفس الوقت يكون واثقًا أنَّ الرب سيكشف له المشاكل الحقيقية في حياة النفوس في أوقاتها..


٢- الحكمة الإلهية هي حكمة مُسالِمَة:

(مُسَالِمَة) في الأصل كلمة يونانية تُنطَق (إيرينيكي) وتعطي معنى (السلام والهدوء).. وهي من نفس أصل الأفعال التي تأتي بمعنى (يحفظ السلام – يُسوي خلاف – ينسجم – يسترضي – يبحث عن الأمور المشتركة)..

الحكمة الإلهية الحقيقية دائمًا تبحث عن السلام. الأخ الحكيم حقًا هو مَن يصنع سلامًا وهدوءًا في الجسد في وسط كنيسة الرب.. قابلت إخوة في بعض الكنائس والجماعات الروحية، وتحت مُسمَّى الحق والعدل، وفي مرات تحت مُسمَى النبوة، يثيرون مشاكل مُتعددة!! ويوقعون ما بين الإخوة!! بالتأكيد هذه ليست الحكمة الإلهية.. هذا هو زرع إبليس الذي يأتي بالأمراض الروحية والجسدية وسط كنيسة المسيح!!

الأخ الحكيم حقًا هو مَن يستر خطايا غيره.. وهو مَن يجول صانعًا سلامًا حقيقيًا بين المتنازعيين في الكنيسة!! الأخ الحكيم حقًا هو مَن يبحث عن الأمور المشتركة بين الإخوة، ليتحدث عنها ويقربهم من بعضهم البعض!! الأخ الحكيم هو مَن يبحث عن الأمور التي تجعله ينسجم مع إخوته في الجسد. لا ينظر دائمًا لاختلافه عنهم أو اختلافهم عنه.. وبهذا يجد دائمًا موضوعات مُشتركة وأمور يمكن أن تجعله يتقرب من إخوته في محبة حقيقية.. بعض المؤمنين الأحباء تركوا أماكن خدمتهم وكنائسهم فقط لأنهم لم يتوافقوا مع باقي الإخوة، والبعض الآخر، لنفس السبب، يعيش مُنعزلاً وسط كنيسته التي وضعه فيها الرب!! بالتأكيد هؤلاء الأحباء في احتياج للحكمة التي تمكنهم من اكتشاف الأمور المشتركة بينهم وبين الآخرين، والعمل على تنميتها، ليحدث انسجامًا حقيقيًا بالروح وسط جسد المسيح.

۳- الحكمة الإلهية هي حكمة مُتَرفِقَة:

(مُتَرفِقَة) الأصل كلمة يونانية تُنطَق (إِبيِّكيس) وتعطي معنى (لطيفة ووديعة).. يقول الرسول يعقوب في بداية كلماته عن الحكمة: "مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ." (يع۳: ۱۳).. الحكمة الحقيقية تعطي صاحبها أن يتصرف في المواقف المختلفة بوداعة.. قد تأتي أوقات يشعر الإنسان بالاستفزاز من أخطاء الآخرين! قد يُخطأ الآخرين أخطاء حقيقية تجعلك داخليًا مُنفعلاً وتريد أن تفرغ انفعالك بغضب فيهم.. الحكمة الحقيقية تعطي ضبط نفس ووداعة حقيقية في هذه المواقف!!..
 

من سنوات، لاحظت كمُرشد روحي لحياة أحد الأشخاص الأحباء الذين يخدمون الرب، أن هذا الشخص كان دائم الإهمال في خدمته، وفي مرات رغم التوجيهات المتتالية، كان لا يُبالي بما عليه من دور في الخدمة.. في مرات كنت أشعر إني أريد أن أصيح في وجهه مُعنفًا إياه بشدة!! لكن كان الروح القدس باستمرار يقودني لأن أتعامل معه بترفق.. روح الحكمة كان يرى الاحتياج الحقيقي لهذا الشخص، وهو القبول.. وصرت افتح قلبي لروح الله ليملأني بحكمته المُترفقة في تعاملاتي مع هذا الشخص.. مع مرور الوقت هذا الشخص تغير تمامًا!! وصار خادمًا حقيقيًا يخدم الرب بكل قلبه وبتمييز حقيقي!! هلليلويا.. الحكمة الحقيقية مُترفقة وتعطي نتائج أكيدة وثابتة.. مجدًا للرب!  

٤- الحكمة الإلهية هي حكمة مُذعِنَة:


(مُذعِنَة) الأصل كلمة يونانية تُنطَق (إبيثِيس) وتعطي معنى (يُراعِي ويطيع بسهولة ومُسَايِر).. الزوجة الحكيمة تُطيع زوجها بسهولة في الرب.. الابن الحكيم يطيع والديه بسهولة في الرب.. الشخص الحكيم يطيع مرشده الروحي بسهولة في الرب.. الحكمة الحقيقية هي حكمة غير معاندة. إنها حكمة طَيِّعة مرنة.. الشخص الحكيم هو شخص سهل التشكيل ومَرِن في أعماقه.. عندما يخضع الحكيم، لا يخضع مُتضَرِرًا ومُتَوَجِمًا ومُتَجَهِمًا!! إنما يخضع فرحًا مُسَبِحًا مصليًا شاكرًا!!


الشخص الحكيم هو شخص سهل في التعامل مع المتغيرات.. يراعي تَغيُر ظروف الآخرين ويراعي العوامل المحيطة التي قد تؤثر في مَن حوله، فتجعلهم غير قادرين على الالتزام بما عليهم كما ينبغي!! الحكيم مُسَايِر.. غير مُتَمَسِك بصورة محددة ينبغي أن تُفعَل بها الأمور.. الحكيم يرى الأمور بنظرة مُتسعة، تُمكِنه من احتواء الاختلافات.. الأمور المختلفة..  والأشخاص المختلفين.. الحكيم مرن، ومطيع في الأوقات التي ينبغي أن يطيع فيها.. وطاعته هي طاعة سهلة لا تضغط عليه ولا تضغط على الآخرين!


٥- الحكمة الإلهية هي حكمة مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة:


(مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة)... أحد صفات الحكمة الحقيقية أنها تجعل صاحبها رحيمًا.. الشخص الحكيم يجد نفسه ممتلئًا بالرحمة.. فالحكمة الإلهية والرحمة صفتان متلازمتان!! عندما يملأني روح الحكمة، فإنه يُظهِر فيّ يسوع.. ويسوع هو ربٌ رحيم.. رحيم جدًا!! كم مرة نقرأ في الأناجيل عبارة "تحنن يسوع"؟! يسوع دائم التحنن.. في أيام جسده على الأرض كان دائم التحنن والرحمة.. تعامل يسوع مع فئات مُهانة ومُهملة من المجتمع بمنتهى الرحمة.. تعامل مع أشخاص مرفوضين لا يتعامل معهم أحد بمنتهى الرحمة.. آه هلليلويا!! كم أحب رحمة يسوع!!

يقول الكتاب: "اَلرَّجُلُ الرَّحِيمُ يُحْسِنُ إِلَى نَفْسِهِ، وَالْقَاسِي يُكَدِّرُ لَحْمَهُ" (أم۱۱: ۷).. كم من مرات قد يصنع الإنسان رحمة مع غيره، فإذا به يجد مكافآت الرب له أعظم بكثير مما صنعه من رحمة!
 

أعرف أخًا ملأه الروح القدس ذات مرة، ففاضت في قلبه رحمة الله بشكل مميز جدًا، وقد قَبِّل أن يستضيف في سيارته أناس فقراء جدًا ويوصلهم من مكان لمكان.. وإذا به يكتشف من خلال عدة دلائل أكيدة، أنه قد استضاف ملائكة الرب.. ملائكة حقيقيين في سيارته!! وقد امتلأت سيارته بحضور مميز جدًا للرب شَهِدَ عنه كثيرين لشهور عديدة!! واختبر بالحق كلمات الكتاب: "لا تَنْسَوْا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ" (عب۱۳: ٢)..

عزيزي القاريء، إذا كنت شخصًا قد ميزك الرب بإمكانيات متميزة ومؤهلات عالية، اسمح لي أن أهمس في أذنك بكلمات أشعرها من الرب: (كن قريبًا من البسطاء.. لتصلي أن الرب يسكب في قلبك حكمته الممتلئة بالرحمة التي تجعلك تثمر أثمارًا صالحة في حياة البسطاء من الأخوة)!!..

يحكي لنا سفر أعمال الرسل عن طابيثا، هذه التلميذة التي كانت ممتلئة أعمالاً صالحة واحسانات (أع ۹: ۳٦- ٤۳)، وعندما ماتت أقامها بطرس بقوة الرب يسوع.. لديّ اقتناع شخصي أن طابيثا بالتأكيد كانت تلميذة حكيمة لأنها عاشت حياة ممتلئة بالعطاء لكنيسة الرب.. لكن أيضًا لديّ اقتناع شخصي أن حياة طابيثا التي امتلأت بالرحمة والعطاء كانت مفتاحًا لتدفق المسحة في بيت طابيثا.. مما سهل جدًا معجزة قيامتها من الأموات!!.. ليعطنا الرب ان نمتليء بالحكمة المملوءة بالرحمة والأثمار الصالحة!  

٦- الحكمة الإلهية هي حكمة عَدِيمَةُ الرَّيْبِ:  

العبارة (عَدِيمَةُ الرَّيْبِ) في الأصل اليوناني هي كلمة واحدة تُنطَق (إدْيَاكْرِيتُوس).. وتعطي معنى (غير مُتحيزة – ثابتة وغير مترددة وعديمة الشك – غير مترنحة أو متمايلة).

الحكمة الإلهية تجعل صاحبها غير مُتَحيز!! الحكمة الحقيقية تجعل صاحبها حياديًا عندما يُحكِمه الآخرون في خلافاتهم، فلا ينحاز لطرف على حساب الآخر بسبب علاقات خاصة أو صداقة! عندما تحدث مشكلة ما بين اثنين من أعضاء الكنيسة أو الجسد الواحد، فإن القائد الحكيم يسمع لكل منهما على حدة، ولا ينحاز لشخص على حساب الآخر. لكن الحكمة تملأه بالحيادية وهذا يساعده على رؤية الحقيقة، وعلى الحكم الصحيح على الأمور!

الحكيم حكمته تطرد التردد والتذبذب من حياته.. كثيرًا ما تتعطل قرارات في حياتنا بسبب التردد والخوف، وقد نحسب أن هذه حكمة!! ولكن الحكمة الحقيقية تعلمنا الانتظار أمام الرب والهدوء في محضره لسماع صوته في أمورنا المختلفة، وعندما نسمع صوت الرب، فإن الحكمة الحقيقية تطرد كل تردد من داخلنا وتقودنا في طرق الرب بعملية.. ليس هناك خطأ في أن تطول فترة اتخاذ القرار، لأننا في أحيان نحتاج وقت لنتأكد من أننا نسمع الرب ونفهمه بطريقة صحيحة. ولكن إذا طال وقت اتخاذ القرار بسبب التردد، ومع إني قد أخذت من الرب إشارة التحرك، فهذه ليست حكمة، وقد يتعرض الشخص لفقدان مشيئة الرب في أمر ما بسبب التأخير الغير حكيم!!

أيضًا فإن الحكيم لا يترنح في اتخاذ القرارات.. فالحكيم ليس صاحب رأي في ساعة وصاحب رأي آخر في ساعة أخرى! الحكيم ثابت.. يقول الكتاب: "رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ.." (يع۱: ٨).. في مرات عند اتخاذ قرارات معينة، يعلن الرب بوضوح مشيئته للإنسان بدون عناء.. لكن يُدخِل الإنسان نفسه في عناء وتردد بمحاولاته للبحث والتعرف على كل البدائل المُتاحة برغم إعلان الرب عن مشيئته!! في مرات يقول الشخص "حسنًا لقد عرفت مشيئة الرب في هذا الأمر، لكن لا بأس في أن أبحث وأتعرف على كل الاختيارات المُتاحة، قبل أن أتحرك في مشيئة الرب".. ولكن للأسف، قد يؤدي هذا في مرات إلى التشتيت والخلط وضياع الرؤية الإلهية!! فمثلاً، قد يعلن الرب لأخ ما عن مشيئته في أن يسافر هذا الأخ إلى بلد معين، وبالفعل يفتح الرب الباب للسفر.. ويكون هذا الأخ متأكدًا من مشيئة الرب، وعليه أن يتحرك فيها، فإذا به يقرر أن يطرق أبوابًا في بلاد أخرى ليقارن ما بين مستوى المعيشة في هذه البلاد الأخرى ومستوى المعيشة في البلد التي يقوده الرب إليها!! ولا يدري صاحبنا أنه بهذا يفتح الباب للعدو ليشككه في مشيئة الرب ويُشوش عليه.. صديقي، إذا تأكدت من مشيئة الرب، امض فيها بكل قوة وسلام وأمان.. فحيث يقودك الرب، سيكون معك!  

۷- الحكمة الإلهية هي حكمة عَدِيمَةُ الرِّيَاءِ:  

العبارة (عَدِيمَةُ الرِّيَاءِ) في الأصل اليوناني هي كلمة واحدة تُنطَق (أنوبُوكْريتُوس).. وتعطي معنى (صادق ومخلص وحقيقي وأصيل – وبلا رياء وغير زائف وبلا نفاق)..

الشخص الحكيم لا يُنافق!! والحكيم لا يُظهِر عكس ما يُبطِن!! يحاول العالم جاهدًا أن يقنعنا بأن الحكيم هو مَن يتلوّن لأجل مصلحته، ولكن هذه هي الحكمة الأرضية النفسانية الشيطانية!! الحكمة الإلهية صادقة وبلا رياء – لا تُخرِج أمورًا مزيفة، ولا تحجز الحق في الوقت الصحيح لإذاعته، رغبةً في إنقاذ نفسها!!

الشخص الحكيم ليس هو الشخص الذي يمتدح الناس بما ليس فيهم! الحكيم هو مَن تُمكِنه حكمته من اكتشاف المميزات الحقيقية في النفوس، فيمتدحهم بالصدق! العين الحكيمة هي العين التي ترى اللآليء وسط المحار! واللسان الحكيم هو اللسان الذي يمتدح بالحق ويشجع بالروح، فيُشعل النفوس بفرح الرب!

الحكيم لا يخدم بتدين.. والحكيم مع أنه يلتزم بخدمته حتى في الأوقات التي لا يشعر فيها بتوهج روحي، إلا أنّه بسبب الحكمة لا يترك نفسه للبرودة! لكن مع التزامه بخدمته يصلي باجتهاد ليسترد اشتعاله بحب الرب وتوهجه الروحي! الحكيم ينقض على البرودة الروحية مُحاربًا إياها بلا هوادة – لتأتي النار وتلتهم البرودة، فلا تخرج الخدمة مزيفة أو باردة..

عزيزي القاريء، في نهاية هذا الجزء من مقال الحكمة، تستطيع بالطبع أن تختبر في ظل ما قرأته نوعية الحكمة الموجودة في حياتك.. هل هي الحكمة الإلهية النازلة من فوق.. أمْ هي...؟!! وأصلي أن نجد أنفسنا جميعًا ممتلئين بحكمة الروح القدس.. في الجزء القادم، وهو الجزء الأخير من هذا المقال، سندرس معًا اختبار مقدار الحكمة في حياتنا، وسنعرف معًا مفاتيح تساعدنا للإجابة على السؤال "إلى أي مقدار أنا أحيا حياة الحكمة الإلهية".. الرب معك!..
دكتور ثروت ماهر


لقراءة الجزء الثالث من هذا المقال - تحت عنوان "اختبار مقدار الحكمة / الحلقة الأولى"، اتبع الرابط الآتي:
https://khwaterro7ya.blogspot.com/2020/06/blog-post.html