دراسات في كتابات الرسول يوحنا - أنا هو: التعبير اللاهوتي ودلالاته الدراسية


دراسات في كتابات الرسول يوحنا 
بعنوان: 
" و رأينا مجده... "
إعداد: دكتور ثروت ماهر
دراسات في كتابات الرسول يوحنا:
هي سلسلة دراسات كتابية تتمركز حول الإعلان عن الرب يسوع المسيح في إنجيل يوحنا ورسائل يوحنا الثلاثة. الدراسات تشمل سبعة عشر درسًا بالاضافة إلى بعض الأسئلة التي تساعد على التركيز في فهم الدروس.

الأسبوع الأول
النور في كتابات يوحنا....
القراءات الأساسية : يو8: 1 - 12&  يو9: 5
"  أنا هو نور العالم ." يو8: 12 
 أولاً : " أنا هو " ودلالتها اللاهوتية:
النطق اليوناني: (إيجو إيمي) ، يوازيه النطق العبري: (إني هُو)
- اللقب "أنا هو" هو النطق الإلهي ليهوه في العهد القديم.[1]
- جاء في العهد القديم 106 مرة منها على سبيل المثال 24 مرة في سفر اللاويين، 32 في سفر حزقيال، 19 مرة في سفر أشعياء .
- جاء في العهد الجديد 30 مرة منها 26 في إنجيل يوحنا.
أمثلة لاستخدام " أنا هو " في العهد القديم :
استخدمت "أنا هو" في العهد القديم لتعلن عن الله (يهوه) بكل سلطانه وقدرته، وإليك بعض الشواهد التي استخدمت فيها:
خر 3: 13, 14 (أهيه الذي أهيه): أنا أكون الذي أكون - أنا كائن الذي أنا كائن - أنا الكينونة[2]
خر7: 5 , خر14: 18 , مز46: 10 , إش 43: 25 , حز34: 15
و أيضًا إش48: 12 وهذا الشاهد من الشواهد الواضحة جدًا في الترجمة العربية التي بين أيدينا، حيث يقول: "اسمع لي يا يعقوب وإسرائيل الذي دعوته: أنا هو . أنا الأول والآخر"

-     الرب يسوع المسيح في كل مرة كان يقول فيها "أنا هو" كان يستعلن لنا في ذاته "يهوه " العهد القديم الله القدير بكل سلطانه، و في هذا يقول لنا الأب متى المسكين: "...لم يجد المسيح أي حذر أو ما يدعو للحذر في استخدامها (استخدام " أنا هو ") بالرغم من سطوع شكلها ونبرتها في أسماع اليهود، حتى أنهم لما سمعوها واضحة من فم المسيح رفعوا الحجارة ليرجموه لأنهم لم يخطئوا معناها ولا القصد منها !!! "[3]
تدريب: حاول أن تستخرج من إنجيل يوحنا، الإصحاح الثامن، المرات التي استخدم فيها الرب يسوع اللقب "أنا هو" ( خمس مرات )[4]  وتأمل في رد فعل اليهود على هذا، وأيضًا في تعليق الوحي المقدس على هذا.

ثانيًا: مقدمة عن النور في العهد القديم:
1-  الله يتقابل مع موسى في عليقة مشتعلة تتوقد بالنار، ولا تحترق. (خر3: 2 - 6)
2-  الله يسير أمام الشعب نهارًا في عمود سحاب وليلاً في عمود نار ليضيء لهم. (خر13: 20- 22)
3-  موسى يتقابل مع الله فيرجع إلى الشعب ووجهه يلمع. (خر34: 29 - 35)
4-  مجد الرب و بهاءه يملأ خيمة الاجتماع (خر40: 34 - 38) حيث كان الرب يتراءى على غطاء تابوت العهد و كان حلوله هذا يسمى عند اليهود (الشاكيناه) أو الحضرة الإلهية أو مجد الرب أو بهاء مجد الله.[5]
5-  الشعب يرى مجد الرب. (لا9: 22 - 24)
6-  نبوة بلعام عن المسيا الآتي أنه هو الكوكب (النور) ، حيث يقول:  "أراه ولكن ليس الآن. أبصره ولكن ليس قريبًا. يبرز كوكب من يعقوب." (عد24: 17)
7-  داود يغني للرب الذي هو النور و الخلاص. ( مز 27: 1) , (مز 36: 9 )
8-  مجد الرب يملأ هيكل سليمان عند تدشينه. ( 2 أخ5: 14 )
9-  نبوة إشعياء عن النور العظيم الذي سيبصره الشعب . (إش9: 2)
10- النور ليس لشعب إسرائيل فقط بل لجميع الأمم . (إش42: 6 , 49: 6)
11- حزقيال يرى مجد الرب المضيء (كشبه إنسان) ويتكلم معه في السبي . (حز1: 1 - 5)
12- حزقيال يرى مجد الرب و هو ينتقل و يغادر مكانه المعتاد في الهيكل. (حز9: 3 & 10: 4 , 18 - 19 & 11: 22 - 25)
13- حزقيال يرى مجد الرب المضيء في الهيكل الجديد (حز 43: 1- 6)
14- المسيا الآتي هو شمس البر الذي يشرق بالشفاء . (ملا4: 2)
-      ظل الشعب منتظرًا النور الذي سيأتي عندما تشرق شمس البر، ويعود مجد الشاكيناه للظهور في وسطهم مرة أخرى وفهموا أن هذا لن يحدث إلا عندما يأتي المسيا.

ثالثًا : مقابلات مع النور الحقيقي في إنجيل يوحنا:
المسيح يعلن لنا عن ذاته في إنجيل يوحنا :
1-      إنجيل يوحنا : الإصحاح الأول: (نور الناس - الشهادة للنور - النور الحقيقي - ورأينا مجده)
2-   عيد المظال :  لمحة عن عيد المظال: العيد السابع و الأخير في الأعياد اليهودية - يُسمَى اليوم الأخير منه : اليوم الأخير العظيم.
كان الشعب في هذا العيد يقيمون في مظال (خيام) ليتذكروا السنين التي قضوها في البرية بعد خروجهم من أرض مصر، و ليتذكروا الأحداث التي جرت في البرية، وكان يوجد طقسين هامين في هذا العيد وهما (طقس سكب المياه) و(طقس إنارة الهيكل) وسنتكلم اليوم عن طقس الإنارة.

طقس إنارة الهيكل : كانوا يضيئون أربع منارات، لكل منها أربع سرج، كانت المنارات ضخمة جدًا حيث كانوا يصعدون إليها بسلالم، و عندما تضاء كان نورها يملأ سماء أورشليم.
بعد إضاءة المنارات كانوا يرتلون 50 ترنيمة كلها مأخوذة من مزامير المصاعد (مز120 - مز 134) وذلك على نور المنارات، كما كان يتحرك كاهنان يضربان بالأبواق.
يتكرر هذا الطقس في كل ليلة من ليال العيد، وحسب تفسير الرابين فإن هذا الطقس هو للتذكير بنزول مجد الرب ( الشاكيناه ) قديمًا، ويعلن عن شوق الشعب لرجوع الشاكيناه مرة أخرى في أيام المسيا بحسب ما جاء في (حز43: 1 - 6)

-      وقف المسيح بعد انقضاء أيام العيد ليعلن أنه هو بشخصه المجيد الاتمام النهائي لهذا الطقس، إذ قال لهم: "أنا هو نور العالم" مستخدمًا "أنا هو" التي تكلمنا عن مدلولها اللاهوتي مع "نور العالم" بكل خلفيتها التي أوضحناها أيضًا.

3-      شفاء المولود أعمى:  (يو9) تأكيد أنه نور العالم الذي ينير كل شخص يأتي إليه باختبار شخصي...... القرينة : عيد التجديد...

رابعًا : دروس ختامية :
1.     إعلان المسيح عن نفسه أنه نور العالم يأتي بعد مقابلته للمرأة الزانية !!
         المسيح يقدم نفسه النور الحقيقي الذي ينير الخاطيء، تأمل معي في هذا...................
2.     أنتم نور العالم ( مت 5: 14)
-         تأمل معي في علاقة هذا بكل ما قلناه :  ........................
3.  الله نور ( 1يو1: 5 ) & الله محبة ( 1يو 4: 16 )
4.  محبة الأخوة هي مقياس النور & الثبات في المحبة هو الثبات في النور.
          ( 1يو 2: 8 - 11 )
-         فكر معي في روح الصلاة: هل المحبة ناقصة في أي علاقة في حياتك  (بيتك - أسرتك - عملك - جيرانك - خدمتك)
ولا تنسى أن مقياس المحبة عند الرب "أن تحب قريبك كنفسك" فكر ما الذي تحبه لنفسك وهل تحتاج أن تصلي لكي يملأك الرب بمحبة حقيقية لكل مَن حولك ؟
5.  مَن له النور في حياته هنا، أي مَن له المسيح، له وعد بالمدينة السماوية.
-         "....والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها و الخروف سراجها وتمشي شعوب المخلصين بنورها وملوك الأرض يجيئون بمجدهم وكرامتهم إليها." ( رؤ21: 23, 24 )
-         ولا يكون ليل هناك، ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس، لأن الرب الإله ينير عليهم، وهم سيملكون إلى أبد الآبدين. ( رؤ22: 5 )
-      في آخر سفر في الكتاب المقدس، سفر الرؤيا،  وفي آخر إصحاحات هذا السفر، أي في آخر إصحاح في الكتاب المقدس يقول الرب هذه الكلمات للرسول يوحنا : " أنا يسوع، أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس. أنا أصل و ذرية داود. كوكب الصبح المنير. " (رؤ22: 16 )

صلاة :    يا أيها النور الحقيقي ... يسوع المسيح ... ربي و إلهي ... كوكب الصبح المنير... هلم تفضل و حِل فيّ كما هو مكتوب ( ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم ) ... أنر حياتي بحضورك ... أعطني نورك لأكون نورًا ... أسلمك كل حياتي... أحيا لك إلى الأبد ...
---------------------------------------------------------------------------------
المراجع المستخدمة:
New Testament; Interlinear Greek - Arabic
الأب متى المسكين :
1- المدخل لشرح إنجيل يوحنا  
 2- شرح إنجيل يوحنا - الجزء الأول 
3- في اللاهوت / ألقاب المسيح "نور العالم"    
4- شرح و تفسير الرسالة الأولى للقديس يوحنا الرسول.
القمص روفائيل البرموسي: 
1- المسيح في الأعياد الإلهية   
2- شعبي لا يفهم
 ناشد حنا:  
 سحابة المجد

[1] الأب متى المسكين, المدخل لشرح إنجيل يوحنا, من ص 218 إلى ص 246
[2] المرجع السابق
[3] المرجغ السابق
[4] New Testament; Interlinear Greek - Arabic
[5] الأب متى المسكين, شرح إنجيل يوحنا. الجزء الأول. ص 93 -  102
----------------------------------------------------------------------------------

الأسبوع الثاني
الماء الحي في كتابات يوحنا....
القراءات الأساسية: يو4: 1 - 30 ، يو7: 37 - 44

أولاً: مقدمة عن الماء في العهد القديم :
  1. الله يعطي الشعب الماء من الصخرة أثناء وجودهم في البرية. (خر17: 6 ، عد20: 11 )
  2. تدرج اتساع مفهوم إعطاء الماء : مز78: 20 , مز105: 41 , مز114: 8
  3. الله يَعِد بالماء الذي للخلاص وللتطهير ولإعطاء قلب جديد وروح جديدة. ( إش 12: 3 ، حز36: 25 - 27 )
  1. الله بذاته هو ينبوع الماء الحي ( إر 2: 13 ، مز36: 8، 9 )
  2. الماء هو الروح، الله بذاته سيسكب من روحه. (إش44: 3 & يوئيل2: 28، 29)
-      ظل الشعب منتظرًا وعد الله بأن يرسل روحه، وفهموا أن الوحيد الذي سيتمم هذا الوعد هو المسيا، فهو الذي عند مجيئه سَيعطَى الروح .

ثانيًا: مقابلات مع الماء الحي في إنجيل يوحنا :
المسيح يعلن لنا عن ذاته في إنجيل يوحنا :

  1. في مقابلته مع السامرية ( يو4: 1 - 30 ) يعلن لنا المسيح أنه هو الله الواهب الماء الحي، وأن من يشرب من الماء الذي يعطيه هو لا يعطش أبدًا ، بل الماء الذي يعطيه المسيح يصير فينا ينبوع مياه ينبع إلى حياة أبدية. ( لاحظ الأعداد 10، 13 ، 14 ، 24 ) من هذا الجزء .
  1. في عيد المظال  ( يو 7: 37 - 44 )
-   لمحة عن عيد المظال: العيد السابع والأخير في الأعياد اليهودية - يُسمَى اليوم الأخير منه: اليوم الأخير العظيم.
كان الشعب في هذا العيد يقيمون في مظال (خيام) ليتذكروا السنين التي قضوها في البرية بعد خروجهم من أرض مصر، وليتذكروا الأحداث التي جرت في البرية.
-         طقس سكب المياه : .............................................................
-          الصلوات التي كان الشعب يرددها: ............................................
-    وكيف وقف المسيح ليعلن أنه هو بشخصه المجيد الإتمام النهائي لهذا الطقس؟ ...........................................................

ثالثًا: دروس ختامية:
- المسيح هو الصخرة الذي ينبع منه ماء الروح  - راجع (1 كو 10: 4)
وأيضًأ راجع (يو19: 28 - 34)  "لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء." (يو19: 34 )
- بالإيمان بالمسيح وحده نستطيع أن نرتوي بماء الروح القدس، والمسيح في كل يوم يريد أن يروينا ويملأنا بالروح القدس .... المسيح هو ينبوع المياه وهو يسكن بداخلنا بالإيمان
(ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم) فيصير ينبوع الماء الحي بداخلنا، يروينا ويفيض على الآخرين.

- سؤال ختامي: كيف تضمن استمرار الارتواء؟
.......................................................................
 ( راجع أم11: 25 ) شارك بالحياة التي عندك مع كل مَن هم حولك، ولا تبخل على أهلك أو جيرانك أو زملائك في العمل.

- تشجيع من سفر الرؤيا:
رؤ21: 5 - 8 .........................................................


- المراجع المستخدمة، والتي يمكنك مطالعتها إن كنت تريد المزيد في موضوع الماء الحي:
- الأب متى المسكين: المدخل لشرح إنجيل يوحنا: الأجزاء التي تتكلم عن الماء الحي، شرح إنجيل يوحنا: الاصحاح الرابع، الاصحاح السابع.
- القمص روفائيل البرموسي: المسيح في الأعياد اليهودية: فصل عيد المظال.

الأسبوع الثالث
خبز الحياة في كتابات القديس يوحنا
 

القراءات الأساسية : إنجيل يوحنا : الإصحاح السادس
" أنا هو خبز الحياة " يو 6: 48
أولاً : " أنا هو " و دلالتها اللاهوتية:
تكلمنا في  الأسبوع الأول عن " أنا هو" وأوضحنا أن :
- النطق اليوناني: (إيجو إيمي)، يوازيه النطق العبري: (إني هُو)
- اللقب "أنا هو" هو النطق الإلهي ليهوه في العهد القديم.
- تكلمنا أيضًا عن أمثلة لاستخدام هذا اللقب في العهد القديم
(من فضلك راجع حلقة الأسبوع الأول لكي تتذكر كل ما قلناه عن "أنا هو")
- وفي هذا الأسبوع : نضيف نماذج أخرى لاستخدام هذا اللقب في كل من العهدين:
  • في إنجيل يوحنا 18: 1 - 6 نرى الرب في البستان، ويهوذا آت مع الجنود وخدام رؤساء الكهنة لكي يقبضوا على الرب المخلص. يسأل الرب الجنود: "مَن تطلبون؟" ... فيجيبوه: "يسوع الناصري"... فقال لهم يسوع: "أنا هو" فسقطوا على الأرض !!

    ويعلق الأب متى المسكين على هذا بقوله: "واضح هنا... أن المسيح رفع الحجاب عن شخصه، فظهر بمجده إلى لحظة، فكان ذلك أشد مباغتة..."[1]
استخدم الرب "أنا هو" النطق الإلهي ليهوه، بقوتها وفاعليتها، فلم يستطع الجنود إلا أن يسقطوا أمامه، سقطوا أمام مَن جاءوا ليقبضوا عليه!!

  • أمثلة تطابقية من العهدين القديم و الجديد:[2]
العهد القديم:
إنجيل يوحنا:
وجه الشبه:
تك 26: 24 "أنا هو إله إبراهيم أبيك لا تخف لأني معك."
يو6: 17 - 20 "ونظروا يسوع ماشيًا على البحر... فقال لهم: أنا هو لا تخافوا."
أنا هو...
 لا للخوف
حز 37: 12 - 14 "فتعلمون إني أنا هو .... عند فتحي قبوركم."
يو11: 25 , 43 "أناهو القيامة والحياة... لعازر هلم خارجًا."
أنا هو...
لا للموت

ثانيًا: خبز السماء في العهد القديم:
1.     الله يمطر للشعب خبزًا (المن) من السماء . (سفر الخروج - الاصحاح 16)
     " فقال الرب لموسى: ها أنا أمطر لكم خبزًا من السماء " خر16: 4
2.     قسط المن الذهبي يوضع في تابوت العهد كتذكار لإشباع الرب للشعب في البرية.  (خر 16: 33 , 34  &  عب9: 4)
3.     توقف نزول المن في أرض كنعان، لأن محصول الأرض أصبح ملك شعب اسرائيل. (يش 5: 12)
4.     نحميا يتكلم عن اشباع الرب للشعب بخبز من السماء. (نح9: 15)
5.     سفر المزامير يتكلم أيضًا عن إشباع الرب للشعب ويسمي الخبز (خبز السماء) (مز105: 40)
6.     كما يسميه آساف (خبز الملائكة)  (مز 78: 25)

ثالثًا: خبز السماء في خلفية التقليد اليهودي :
الخلفية اليهودية تكشف لنا الكثير من معان قول المسيح "أنا هو خبز الحياة".. فتجعلنا ندرك عمق القول و نفهم تأثيره على السامعين :
          أ‌-          التقليد اليهودي:  يقول التقليد اليهودي أنه بعد هدم الهيكل، أخذ النبي إرميا قسط المن (الذي كان في التابوت) وأخفاه، ولم يعرف أحد مكانه، واستقر في التقليد أن المسيا هو الوحيد الذي سيعرف مكان قسط المن بل و هو الوحيد الذي سيأتي بالمن السماوي أو خبز السماء مرة أخرى.
        ب‌-       تعليم الربيين:  علم الربيين أن عودة نزول الخبز من السماء ستكون هي العلامة المميزة و الثابتة التي ستلازم مجيء المسيا.
        ت‌-       أوساط اليهود العامية:  استقر عندهم أن المسيا سوف يصنع وليمة للمؤمنين، وسيأكلون من الطعام السماوي، على المائدة السماوية .[3]
- ظل الشعب منتظرًا الخبز الذي سيأتي من السماء ... وقد عرف الشعب وتأكد أن مَن سيطعمهم طعامًا سماويًا هو المسيا المنتظر...
رابعًا: مقابلات مع خبز الحياة في إنجيل يوحنا:
المسيح يعلن لنا عن ذاته في إنجيل يوحنا : (يو 6)
1-     الظروف: وكان الفصح عيد اليهود قريبًا. (يو6: 4)
ذهن اليهودي الطبيعي متجه نحو (الخلاص) أي نحو المسيا الآتي .
2-     معجزة إشباع الجموع. (تكثير الخبز و السمك) يو6: 5 - 15
المعجزة تثير التساؤلات، هل هذه هي الوليمة السماوية؟؟ هل هذا هو المسيا؟
ولذا حاولت الجموع تتويج الرب يسوع ملكًا عليهم بعد هذه المعجزة. (يو6: 14 , 15) & (مر6: 30 - 46) & (مت 14: 14 - 23)
3-     عظة المسيح عن خبز الحياة، وإعلانه "أنا هو خبز الحياة" (يو6: 29 - 50)
4-     إعلان المسيح عن موته :الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم.(يو 6: 51 -58)
- وقف المسيح ليعلن أنه هو بشخصه المجيد الاتمام النهائي للتقليد اليهودي حول "خبز السماء"، إذ قال لهم: "أنا هو خبز الحياة" فلا انتظار لآخر بعد هذا، فهو المُشبع و هو الشبع ذاته... وها هو الرمز، وقد جاء حقيقته للعالم.

فكر معي:  هل تجد شبعك الحقيقي في المسيح؟ أم أنك لازلت تبحث عن الشبع مع أشخاص أو أمور أخرى؟
صلاة: أيها الرب كم أشتاق أن أشبع منك..! في كل يوم... في كل صباح... في كل مساء... كم أشتاق أن تُشبِع بيدك نفسي الجائعة... فلا أعود أجوع لسواك... و لا أعود أشبع إلا بك... أحبك أيها الرب...
خامسًا : دروس ختامية:
بعض التطابقات بين الرمز (المن) والمرموز إليه (الخبز الحي الذي هو شخص الرب):
1.     المن نزل من السماء، المسيح نزل من السماء. "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء." ( يو 3 : 13 )
2.     المن لم يعرَف من الشعب للوهلة الأولى. (فلما رأى بنو إسرائيل قالوا بعضهم لبعض من هو، لأنهم لم يعرفوا ما هو. خر 16 : 15)، المسيح تساءل عنه كثيرون و تحير فيه كثيرون.
3.     كان المن ينزل بين خيام بنى إسرائيل، وهكذا جاء المسيح إلينا، وحل بيننا.( يو1: 14)
4.     أتى المن للشعب وهم متذمرون، وهكذا الرب أتى إلينا ونحن أعداء مع الله. (رو5: 10)
5.     لابد للمن أن يجمعه الشعب لكي ينتفع به، وهكذا المسيح لابد من موقف شخصى فيه يقبل الشخص عمل المسيح لأجله، لكي يكون له حياة أبدية. (يو3: 16)
6.     حينما رفض الشعب المن ضُربوا ضربة عظيمة، وهكذا كل من يرفض المسيح يُدان ويمكث عليه غضب الله. (يو3: 36)
- بعض الاختلافات ما بين الرمز (المن)، المرموز إليه (الخبز الحى الذى هو شخص الرب)
1.     المن الرمزى كل من يأكله يجوع أيضًا، الخبز الحقيقى من يأكله لا يجوع (أنا هو خبز الحياة من يقبل إلى لا يجوع.  يو 6 : 35)
2.     المن الرمزى كل من يأكله تظل فيه الطبيعة المائتة، الخبز الحقيقى من يأكله لا يموت. (هذا هو الخبز النازل من السماء لكى يأكل منه الإنسان و لا يموت. يو 6 : 58)
يوجد وعد للمؤمنين الغالبين في سفر الرؤيا :
يقول الرب :
"مَن له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. مَن يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المُخفى..." رؤ2: 17
- هل أنت مؤمن غالب أم أن هموم الحياة تغلبك؟؟... هل أنت مؤمن غالب أم أن الشهوات تقيدك؟؟.... تشجع لتحيا حياة الانتصار و الغلبة... مَن يغلب سيأكل من المن المخفى... الرب يسوع..
 ------------------------------------------------------------------------------------
المراجع المستخدمة:
-         الأب متى المسكين :
1.       المدخل لشرح إنجيل يوحنا
2.        شرح إنجيل يوحنا - الجزء الأول, الثاني 
3.       في اللاهوت / ألقاب المسيح "خبز الحياة "
-          براين ج. بايلي:  حياة المسيح ( دراسة تفصيلية )
-         ريستو سانتالا:    المسيا في العهد القديم.
----------------------------------------------------------------------------
[1] الأب متى المسكين, شرح إنجيل يوحنا. الجزء الثاني. ص 1111
[2] الأب متى المسكين, المدخل لشرح إنجيل يوحنا. ص 244 - 246
[3] الأب متى المسكين, في اللاهوت - خبز الحياة . ص5 - 7
--------------------------------------------------------------------

الأسبوع الرابع
" الثبات في الكرمة الحقيقية "
في كتابات الرسول يوحنا....
القراءات الأساسية : إنجيل يوحنا 15: 1 - 17 
"أنا (هو) الكرمة الحقيقية و أبي الكرام... أنا (هو) الكرمة و أنتم الأغصان."يو15: 1 ,5"
أولاً : " أنا هو " و دلالتها اللاهوتية:
الأصل اليوناني يوضح (أنا هو) التي تكلمنا عنها قبلاً، (إيجو إيمي)[1] بكل ما تحمله من إعلان عن الله. (راجع مذكرات الأسابيع الماضية لتتذكر ما قلناه عن هذا الأمر)
والآن سنتكلم عن تاريخ موضوع الكرمة في العهد القديم.
                            
ثانيًا: الكرمة في العهد القديم:
  1. الكرمة التي نقلها الله من مصر وطرد أممًا و غرسها. (أمة اسرائيل)  مز80: 8 - 11
  2. أنشودة الكرمة التي فسدت.  (إش5: 1 - 7)
  3. فسدت الكرمة لأنها أحبت آلهة غريبة. (إر2: 21)
  4. كلمات عن كرمة جديدة سيغرسها الرب بيده ويحرسها ويسقيها. (إش27: 2, 3)
- المسيح هو أصل الكرمة الجديدة (الحقيقية) كما يتضح من نبوات العهد القديم:
1-      غصن داود: ( إر23: 5, 6 ) لاحظ أن المسيح جاء من ذرية داود. (أيضًا راجع إش 11: 1 )
2-      غصن الرب: ( إش 4: 2)
3-      العبد الغصن: ( زك3: 3 - 10 )
4-      الرجل الغصن: ( زك6: 12 , 13 )
·   تكلم الله في العهد اقديم عن الكرمة التي فسدت (الأمة اليهودية) ولكنه أعطانا أيضًا نور عن الكرمة الجديدة التي هو صانعها في العهد الجديد، ولكن كرمة العهد الجديد غير قابلة للفساد لأن أصلها ابن الله ذاته (فهو الكرمة ونحن " الكنيسة" أغصان الكرمة)
·   وأوضحت لنا النبوات أن أصل الكرمة هو (غصن داود - الرجل الغصن) والآن لننتقل إلى العهد الجديد لنرى النبوات وهي تتحق.
ثالثًا: الكرمة الحقيقية في العهد الجديد:
يقول لنا الأب متى المسكين:
"... ينبغي أن نعلم أن كل إنسان في شعب إسرائيل كان يعتقد أن أمته هي (الكرمة) وسط الشعوب، وقد نقش على الباب الرئيسي للهيكل كرمة كبيرة من الذهب الخالص تمتد فروعها لتغطي الجبال والبحار، وكانت الفرصة الوحيدة لأي أممي لكي يعرف الله معرفة مثمرة، أي يضمن لنفسه البركة، هي أن يتحد بشعب إسرائيل كما يطعم الغصن في أصل الشجرة..."[2]
(إنتهى الاقتباس)
-         ويأتي المسيح في الحديث الوداعي الأخير، والذي يبدأ في (يو15: 1) ليعلن بكل قوة أنه هو الكرمة الحقيقية وأن الخلاص والفداء والبركات والمواعيد كلها مجتمعة فيه هو شخصيًا وكل ما له فهو لأغصان الكرمة، الكرمة التي تتكون من كل مَن يؤمن به هو.
.....  يسوع المسيح المخلص القائم من الأموات، الذي صعد، وجالس عن يمين الآب في السماويات، فوق كل رياسة وقوة وسلطان وسيادة واسم، إذ أخضع الكل تحت قدميه من أجل الكنيسة كرمته المحبوبة المشتهاة... هليللويا...
-        اثبتوا فيَّ وأنا فيكم... (يو15: 4)
الكلمة المستخدمة هنا في إنجيل يوحنا للفعل ( اثبتوا ) هي كلمة يونانية أصلها ينطق: "مينوُ "
وهي نفسها أصل الفعل الذي استخدمه المسيح عندما قال في يو14: 10 "الآب الحال فيَّ هو يعمل الأعمال.." يا للعجب يدعونا الرب لأن نثبت فيه على هذا المستوى الفائق من الثبات...!!
 وهذا يتفق جدًا مع كلمات المسيح  " إني أنا حيّ فأنتم ستحيون " فمصدر ثباتنا وحياتنا هو شخصيًا هو حي، إذا فنحن أحياء، فهو حياتنا، وهو حي ولن يموت وكل مَن يؤمن به له حياة أبدية... حياة الله ذاته... مَن مثلك يا شعبًا منصورًا بالرب ترس عونك وسيف عظمتك فيتذلل لك اعداؤك وأنت تطأ مرتفعاتهم ....!! هليللويا...
-       كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا. أثبتوا في محبتي. (يو15: 9)
إنه له كل المجد يحبنا بذات محبة الآب له.... يا لمجد النعمة الغنية..!!!
كيف نثبت في محبته؟؟  نحفظ وصاياه.. (يو15: 10 )
وما هي وصيته؟؟؟؟  أن نحب بعضنا بعضًا.... (يو15: 12 - 17 )
-       راجع الشواهد الآتية لتكتشف منهج المسيح في الثبات فيه:
1.        ( 1 يو2: 3 - 11 )
2.      ( 1 يو2: 24, 25 )
3.    ( 1 يو3: 23 )
-          المسحة ثابتة فينا. ( 1يو2: 27 )
-         نثبت لكي لا نخجل. ( 1 يو2: 28 )
-         العلامة الأكيدة للثبات. ( 1 يو3: 24 )، ( 1 يو4: 13 )
-         نتيجة الثبات: نأتي بثمر دائم. ( يو5:15، 16)
هل تتذكر أول ثمرة من ثمر الروح ؟!!
-         الكرمة الحقيقية، الرب يسوع المسيح داس المعصرة لكي يأتي لنا بالحياة.... مات على الصليب ليحينا، أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له... أخذ موتنا وأعطانا حياته... جسده المكسور مأكل حق، ودمه المسفوك، عصير الكرمة، مشرب حق...
-        تأمل في ( إش63: 1 - 3 )
...................................................................................................
-         تأمل في  يو19: 34
....................................................................................................
صلاة : أيها الآب السماوي... أشكرك... أشكرك لأنك غرستني في الكرمة الحقيقية... يسوع المسيح... أشكرك لأني غصن محبوب... لي عصارة الروح المحيي... يحيني... يأتي لنفسي بالشبع والارتواء... كم أشكرك أيها الرب لأني حي فيك... وأنت حي فيّ.... أنت حي فأنا سأحيا... لن أموت لكن أحيا و أحدث بعجائب الرب في حياتي... أسألك أن تثبتني في محبتك... وأسألك أن تسكب في قلبي محبة بالروح القدس لكل مَن هم حولي... لتثبتني فيك لكي آتي بثمر و لكي يدوم ثمري...
المراجع المستخدمة:
العهد الجديد اليوناني
- The Greek New Testament - 4th Revised Edition
- Interlinear Greek - Arabic New Testament
الأب متى المسكين:
1.       المدخل لشرح إنجيل يوحنا
2.       شرح إنجيل يوحنا - الجزء الثاني
3.       الإيمان بالمسيح
4.       في اللاهوت " الكرمة الحقيقية "
القمص روفائيل البراموسي
1.       شعبي لا يفهم
القمص تادرس يعقوب المالطي
1.       من تفسير الآباء الأولين -  تفسير إشعياء
[1] The Greek New Testament - 4th Revised Edition, Also see: Interlinear Greek - Arabic New Testament.
[2] متى المسكين, الإيمان بالمسيح. ص 11
------------------------------------------------------------------------------------------------------
الأسبوع الخامس

الراعي الصالح في كتابات يوحنا.... " الجزء الأول "


القراءات الأساسية : إنجيل يوحنا 10: 1 - 31
أنا هو الراعي الصالح، و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. يو10: 11


أولاً : "أنا هو" ودلالتها اللاهوتية:
الأصل اليوناني يوضح ( أنا هو ) التي تكلمنا عنها قبلاً. (إيجو إيمي) بكل ما تحمله من إعلان عن الله...
و عند التأمل في هذا الجزء الذي نحن بصدد دراسته، نجده مرتبطًا ارتباط مباشر بإعلان المسيح عن لاهوته... حيث نجد إعلان المسيح أنه الراعي الصالح، مرتبطًا ارتباطًا مباشرًا بوعد الله أنه سيرعى شعبه. و المثال الآتي يبرهن على هذا..


العهد القديم:
إنجيل يوحنا:
وجه الشبه
حز34: 15 , 16, 30  
"أنا أرعى غنمي وأربضها..
فيعلمون إني أنا هو الرب..."
يو10: 14
"أنا هو الراعي الصالح"
أنا هو...
أرعاكم





ثانيًا : تمهيد حول الراعي في العهد القديم :

فكرة عامة عن مهنة الرعي:  مهنة الرعيّ من أقدم المهن المعروفة على وجه الأرض، فهابيل مثلاً كان راعيًا للغنم. و عادة ما كان صاحب الغنم يرعاها بنفسه أو يرعاها له أحد أبنائه، أو يستأجر أجير لرعاية الغنم، وكان من المعروف أن الأجير لا يدافع عن الغنم التي يراعاها إذا تعرضت للخطر، لكن يهرب لحياته.

الإعلان عن الله كراعٍ في العهد القديم:
  1. يعقوب يعلن عن الله كراع :
·        تك48: 15 الله الذي رعاني
·        تك49: 22 - 24 الراعي صخر إسرائيل ( هل تتذكر مَن المقصود بالصخرة ؟ - راجع الأسبوع الثاني "الماء الحي".... " 1كو 10: 4 " )

  1. سفر المزامير:
·        مز 23 مزمور الراعي
·        مز 77: 20 & مز78: 52, 53  يتذكر آساف شعب إسرائيل و هو في البرية ويرى رعاية الله القدير الذي يرعى القطيع في البرية.
·        مز79: 13 & مز95: 7 & مز 100: 3 الشعب يغني بأنهم غنم يهوه القدير.
·        مز80: 1 الراعي هو هو نفسه المهوب الجالس على الكروبيم.
·        مز28: 9 توقع بالرعاية و رجاء الرعاية إلى الأبد.

تأمل معي .....
     الله منذ العهد القديم و هو يريد أن يعلن عن نفسه أنه هو الراعي، علاقته بنا ليست علاقة عبودية، ليست علاقة فروض نؤديها. إنه يريد أن يقترب إلينا يمشي معنا يرعانا... هل تعرف صديقي أن الغنيمات الصغيرة تولد على يد الراعي نفسه ؟ ... نعم فالراعي ينتظر ولادة الغنيمات الصغيرة، وإذ تولد على يده يدعوها بأسمائها... يعرف كل غنيمة في قطيعه، يعرفها بإسمها... نعم يعرفني ويعرفك من يوم ميلادنا.... هو دعانا بأسمائنا... ألم يقل " دعوتك بإسمك... أنت لي..." !!! هل أنت له ؟؟ هل أنت له بالكامل؟؟ إنه لم يكن منتظرًا ميلادك الجسدي فقط، إنما ينتظر أيضًا بفارغ الصبر ميلادك الروحي !!! ينتظر أن تأتي وتسلم له قلبك بالكامل... تحتمي بدمه وتتوب عن خطاياك وتؤمن أن صليبه فيه الكفاية ليعطيك حياة أبدية... فيبدأ معك بُعد جديد من علاقة الرعاية...
     عندما كنت تحيا في حياة الخطية، كان الراعي الصالح يبحث عنك كخروف ضال... وقد بذل حياته لأجلك كي يستردك... وإذ تعود و تحيا حياة التوبة والتجديد، يبدأ الراعي الصالح يقودك للمياه وللمراعي الخضراء... يعلمك ويرشدك يدربك ويعمل على أن تصير ناضجًا... يطبع صورته عليك... يغيرك لتصير مثله... مشابهًا له.... هل رأيت عزيزي راعيًا كهذا الراعي.. هل رأيت راعيًا مثل يسوع ؟!! آه يا سيدي... كم أحبك... أنت ترعاني في كل ظروف حياتي... بحثت عني وأنا ضال.... وجدتني... رفعتني... غسلتني... بدلت حياتي من مجرم يستحق القصاص.... لملك وابن للملك.... أحبك يا سيدي...

_________________________________________________

الأسبوع السادس

الراعي الصالح في كتابات يوحنا....

"الجزء الثاني"


القراءات الأساسية : إنجيل يوحنا 10: 1 - 31
أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. يو10: 11

تابع ثانيًا : تمهيد حول الراعي في العهد القديم:

     تناولنا في المرة السابقة (الأسبوع الخامس) فكرة عامة عن مهنة الرعي. كما تكلمنا حول الإعلان عن الله كراع في العهد القديم وذلك من خلال سفر التكوين ثم سفر المزامير. ورأينا كيف أن الله أعلن عن نفسه كراع لإسرائيل وكيف فهم الشعب ذلك وتغنوا بالله كراع لهم.
    بمرور الوقت أصبح يُنظر لمَن هم في موضع سلطة في اسرائيل، على أنهم ممثلون عن يهوه الراعي العظيم، فصاروا هم رعاة الشعب والمسئولون من قِبل يهوه عن الرعية.
وفي دراستنا اليوم سنرى فشل هؤلاء الرعاة في مهمتهم، ونرى الله وهو يعلن هذا الفشل، ويعلن عن مقاصده أن يأتي ويصير راعيًا بالحق لشعبه.

تابع الإعلان عن الله كراع في العهد القديم:

3.      فشل رعاة إسرائيل:
 "ويل للرعاة الذين يهلكون ويبددون غنم رعيتي...." (إر23: 1 - 4)
4.      الله لا يكتفي بأن يعلن عقاب الرعاة الغير أمناء، لكن يعلن أنه هو بذاته سيأتي ويرعى غنمه. ويعلن أنه عندما يأتي ليرعى فذاك سيكون إعلان أنه هو الرب إلههم.
" أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب... فيعلمون أني أنا هو الرب إلههم معهم..." ( حز34: 1 - 31 )
5.      إعلان أن الراعي الصالح آت: إش40: 9 - 11


ثالثًا: الراعي الصالح في إنجيل يوحنا:

عيد التجديد : قرينة يوحنا 9: 1 إلى يوحنا 10: 39 تجري في عيد التجديد، وعيد التجديد هو أحد الأعياد التي تأسست في فترة ما بين العهدين، فترة المكابيين، وذلك كذكرى لانتصار المكابيين على السوريين (167 - 164 ق.م.) وطردهم لهم من الهيكل الذي تنجس عندما وضع فيه السوريون بعل (شاميو). ولذا فإنه يمكننا أن نقول أن عيد التجديد عند اليهود مرتبط بإحلال وتجديد كل ما هو غير حقيقي بما هو حقيقي، وأيضًا مرتبط بانتصار الحق على الباطل.
1.      معجزة شفاء المولود أعمى: الرعاة المزيفون أخرجوه خارج المجمع، فجاء المسيح الراعي الصالح ليفتح له باب الإيمان به بأن عرفه على نفسه. (راجع يو9: 1 - 38)

2.     المسيح يعلن عن نفسه أنه هو الراعي الصالح :
قارن  (يو 10: 11)  مع  (حز34: 30 , 31) مع (إش 40: 10 , 11)
المسيح يعلن بكل قوة عن لاهوته من خلال:
                   i.          أنا هو ومدلولها اللاهوتي.
                  ii.          إعلانه عن نفسه أنه هو الراعي الصالح، والشعب يعلم جيدًا أن الله هو راعيهم.

3.   الراعي الصالح ليس كالأجير: (يو10: 11 - 15)
كان الأجير لا يدافع عن الخراف أما الراعي الأصلي فلا يترك غنمه بدون حماية أبدًا.

4.   باب الخراف:  ( يو10 : 7 - 10 )
إشارتين في لفظ (باب الخراف):
                 i.     القرينة الجغرافية لفلسطين : كانت العواصف تهب أحيانًا على الراعي وقطيعه أثناء عملية الرعي، فكان الراعي يبحث عن كهف له فتحة صغيرة ليُدخِل القطيع إليه، ولأن الكهف لا باب له، كان الراعي يصنع بجسده الباب لكي يحمي الخراف من العاصفة... الرب يسوع يقول لك أنا هو باب الخراف... حمايتك... لا تقدر العاصفة أن تقترب إليك... هليلويا...
                ii.     باب الخراف: الخراف قبل إنشاء الهيكل، كانت تدخل من الباب الوحيد لخيمة الاجتماع لكي تذبح، وبعد إنشاء الهيكل كان هناك باب الضأن الذي يظهر من إسمه أنه كان باب الذبائح... كيف يدخل خروف ولا يذبح ؟؟  ويدخل ويخرج ويجد مرعى ؟؟؟ لأن الراعي أتى ليبذل نفسه عن الخراف( يو10: 11 ) أتى ليكون للخراف المحكوم عليها بالإعدام حياة وحياة أفضل.... هليلويا...

5.   من الطبيعي أن الراعي إذا وضع نفسه عن الخراف، و ضُرب، و مات فإن الخراف تتشتت، كما هو مكتوب: "أضرب الراعي فتتشتت الخراف" (زك13: 7) لكن موت الرب لأجلنا لم يشتت الخراف، بل على العكس جمعها لأن موت الرب تبعته قيامة الرب، فأي راعي يموت خرافه تتشتت لأنه يكون قد إنتهى من الوجود، أما يسوع راعي الرعاة فقد هزم الموت وقهره... المسيح قام.. بالحقيقة قام...

6.   الراعي الصالح يدعو خرافه الخاصة بأسمائها، وهي تعرف صوته:
هل تتذكر ما قلناه المرة السابقة عن كيف يدعو الراعي الخراف الخاصة به بأسمائها عند ولادتها، ثم كيف يظل يدعوها بهذه الأسماء ليخرجها إلى المراعي في كل يوم؟؟

7.   الراعي له خراف أخر... (يو10: 16 )
هل تكرز للخراف الأخر ؟ هل قلبك مُشتَعِل بالغيرة وبحب الرب، فلا تقدر إلا أن تشهد عن الرب أمام الكل ؟؟ أم أنك تخشى الشهادة عن حبيبك أمام مَن هم ليسوا من نفس خلفيتك ؟؟؟
صلاة:  أبي السماوي أصلي بإسم ابنك يسوع أن تملأني بالغيرة وبالشجاعة لأشهد عنك وأكرز بإسمك أمام كل مَن أقابلهم... لا أخشى ولا أخاف... تعال علىّ بنار الروح التي تشعل قلبي بحبك، فينطلق لساني وتنطلق أفعالي شاهدة عنك في كل الظروف.... بإسم يسوع....

8.   خراف الرب يسوع لها حياة أبدية، ولا تهلك، ولا تُخطَف من يد الرب. (يو10: 26 - 30)

9.   الراع يصير كخروف لكي يبذل نفسه عن الخراف.  (رؤ5: 6 - 13)

10.        الخروف يرعى المفديين طول الأبدية ويقتادهم إلى ينابيع الماء الحية.  (رؤ7: 17)

11.        الرب يعطينا تكليف أن نرعى غنمه....  (يو 21: 15 - 17)
هل تقوم بواجبك في رعاية مَن أعطاك الرب إياهم كأمانة لترعاهم ؟؟
(أهل بيتك :  أولادك - زوجك أو زوجتك - أبيك أو أمك المتقدمين في العمر.... أيضًا: مَن أعطاك الرب إياهم لتخدمهم خدمة روحية... هل أنت أمين في خدمتك لهم..)

     يقول الرسول بطرس بالروح القدس في نهاية حياته "أرعوا رعية الله التي بينكم نظارًا، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط، ولا كمن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية. ومتى أظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى..."   (1بط 5: 2- 4)
------------------------------------------------------------------

الأسبوع السابع


حمل الله (الخروف) في كتابات يوحنا – الجزء الأول 

القراءات الأساسية: إنجيل يوحنا 1: 29، 36
وفي الغد نظر يوحنا يسوع مُقبِلا إليه، فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. يو1: 29
وفي الغد أيضًا كان يوحنا واقفًا هو واثنان من تلاميذه. فنظر يسوع ماشيًا فقال: "هوذا حمل الله." يو1: 36

أولاً: لفظا "الحمل" و"الخروف" – إحصاء لُغوي
Ø  جاءت كلمة (حمل) كإشارة إلى الرب يسوع ثلاث مرات في العهد الجديد:
·      إثنين منهم في إنجيل يوحنا (يو1: 29، 36)
·      والثالثة في رسالة بطرس الرسول الأولى (1 بط1: 19)
Ø  جاءت كلمة (خروف) كإشارة إلى الرب يسوع 28 مرة في العهد الجديد:
·      27 مرة في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي.
·      مرة في أعمال الرسل (أع 8: 32) وهي قراءة كان الخصي الحبشي يقرأها من سفر إشعياء.
Ø  الإحصاء اللغوي يبين لنا مدى أهمية لقبي (الحمل) أو (الخروف) في لاهوت القديس يوحنا.

ثانيًا: تدرج الإعلان عن الحمل (الخروف) في العهد القديم:

1.      تك 3: 21 صنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما.
الأصل يوضح أن الفعل (صنع) يختلف عن الفعل (خلق أو برأ) – فهو صنع من شيء موجود بالفعل/ ذبيحة!
فكر معي: هل تشير هذه الحادثة إلى (ذبح حيوان)؟ بالطبع نعم..
2.      تك 4: 2 – 4/ تقدمات قايين ترضي الله.. لماذا؟
3.      تك 22: 1 – 14/ الله يوفر لإبراهيم كبشًا عوضًا عن اسحق.
يقول المسيح في إنجيل يوحنا 8: 56: "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح..." كيف رأى إبراهيم يوم المسيح؟
4.      خر 12 خروف الفصح وعبور الشعب من العبودية إلى الحرية.
المسيح فصحنا: " لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا " (1كو 5: 7)
·      انظر الصفحة القادمة من أجل دراسة التشابهات الدقيقة ما بين خروف الفصح والمسيح!!


تشابهات بين خروف الفصح والمسيح "حمل الله" الذي هو فصحنا الحقيقي:
وجه التشابه:
خروف الفصح
المسيح فصحنا
1.      الشهر الذي تم فيه الذبح:
شهر أبيب (نيسان)
خر12: 2 / تث16: 1
 شهر (أبيب) نيسان.
يو12
2.      يوم الدخول ليكون تحت الحفظ:
العاشر من نيسان   خر12: 3
دخل أورشليم في العاشر من نيسان يو12: 1 / يو12: 12
3.      مدة الحفظ:
خمسة أيام   خر12: 6
خمسة أيام في أورشليم
يو12: 1 / يو12: 12
4.      يوم الذبح:
14 من نيسان   خر12: 6
نفس يوم الفصح (14 نيسان)
يو18: 28 / يو19: 13، 14
5.      توقيت الذبح:
في العشية.  خر12: 6
أي بتوقيتنا ما بين الثالثة والسادسة مساءًا.
نفس توقيت ذبح خروف الفصح. مت27: 46- 50
أسلم المسيح روحه على الصليب بعد الساعة التاسعة بالتوقيت اليهودي بقليل، أي بتوقيتنا بعد الثالثة مساءًا بقليل، وهو نفسه توقيت بداية العشية اليهودية.
6.      خروف الفصح لابد أن يكون بلا عيب:
خر 12: 5
1بط1: 18، 19
7.      خروف الفصح عظامه لا تُكسَر:
خر12: 46
يو 19: 31 - 36
ي
يقول العلامة إكليمندس السكندري (150 - 215 م.):
"... بالاختصار نجد أكثر العلماء تضلعًا في التقليد العبري وجميع الآباء الأقباط والبابوات بصفة عامة يتكلمون عن المسيح الفصح الحقيقي الذي ذبح لأجلنا، وأنه حل محل الفصح الرمزي القديم إحلالاً دقيقًا شمل كل الصفات حتى الظاهرية، وبالتالي التاريخية، على أساس أن المسيح ذبح في ميعاد الفصح اليهودي تمامًا... "[1]




[1] متى المسكين، الافخارستيا عشاء الرب. ص 179
-------------------------------------------------------

الأسبوع الثامن


حمل الله (الخروف) في كتابات يوحنا – الجزء الثاني
القراءات الأساسية: إنجيل يوحنا 1: 29، 36
وفي الغد نظر يوحنا يسوع مُقبِلا إليه، فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. يو1: 29
وفي الغد أيضًا كان يوحنا واقفًا هو واثنان من تلاميذه. فنظر يسوع ماشيًا فقال: "هوذا حمل الله." يو1: 36

تابع ثانيًا: تدرج الإعلان عن الحمل (الخروف) في العهد القديم:
Ø   تناولنا في الجزء الأول من هذا الدرس إحصاء لُغوي عن المرات التي استُخدِم فيها لقبي (الحمل، الخروف) كإشارة إلى شخص الرب يسوع له كل المجد. وقد أوضح لنا الإحصاء اللغوي أهمية هذا اللقب في لاهوت القديس يوحنا. ثم بدأنا في متابعة الإعلان عن (الحمل أو الخروف في العهد القديم)
Ø   وتأملنا معًا في عدة حوادث[1] - وفي الجزء الثاني نستكمل تأملاتنا، تحديدًا في خروف الفصح.

الخروف للشبع:
حالة الشعب عند الخروج: مز 105: 37 (فأخرجهم بفضة وذهب ولم يكن في أسباطهم عاثر) – كلمة (عاثر) في اللغة العبرية تعني تحديدًا (مريض أو ضعيف)[2] – لقد تغذى الشعب بالخروف فخرجوا بدون ضعف ولا مرض، وهذا امتياز لنا كمؤمنين في العهد الجديد أن نتغذى بفصحنا الذبيح العظيم الرب يسوع المسيح، ونُشفى من كل ضعف أو مرض.
Ø   خر12: 9: لا تأكلوا منه نيئًا أو طبيخًا مطبوخًا بالماء، بل مشويًا بالنار. رأسه مع أكارعه وجوفه.
§      الرأس: تشير إلى الفكر: لنا كمؤمنين احتمينا بدم الرب يسوع للخلاص أن نتغذى بفكر الرب من خلال كلمات الكتاب المقدس، كما هو مكتوب " فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا" (في 2: 5) وهكذا نجدد أذهاننا بفكر الرب. "ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رو 12: 2) فلا نحيا تحت منظومة العالم، التي هي القيود والمرض والتعب والأثقال والعوز. ولكن إذ صرنا مواطنين سماويين، نحيا بأفكار الرب، الحرية والشفاء والراحة والرخاء والنجاح. "أيها الحبيب في كل شيء اروم ان تكون ناجحًا وصحيحًا كما أن نفسك ناجحة" (3يو 1: 2).
§      الأكارع: (الأقدام) تشير إلى السير والسلوك العملي: لنا أن نسلك ونحيا كما سلك المسيح "فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء" (أف 5: 15). فكما قبلتم المسيح يسوع الرب أسلكوا فيه" (كولوسي 2: 6). "من قال انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا" (1يو 2: 6). عندما نجلس في حضور الرب الحقيقي وأمام كلمته يغيرنا بروحه لكي نسلك مثله. (راجع 1بط2: 21).
§      الجوف: (الأحشاء) تشير إلى المشاعر: (1) مشاعر الرب نحوك أنت شخصيًا: ومحبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحم (إرميا 31: 3) –
(2) مشاعر الرب نحو اخوتك (الكنيسة العروس): (أف5: 25 - 30) –
(3) مشاعر الرب نحو البعيدين (الخطاة): ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (رو5: 8).
Ø   لاحظ أن الشعب كان لابد أن يأكل الخروف وهو في وضع التحرك والانطلاق: لا يمكن أن أحتمي بالخروف وأتغذى به وأبقى بعد ذلك في العبودية.
Ø  خر12: 11 وهكذا تأكلونه أحقاؤكم مشدودة وأحذيتكم في أرجلكم وعصيكم في أيديكم وتأكلونه بعجلة هو فصح للرب.
§      أحقاؤكم مشدودة: أف 6: 4 & 1بط 1: 13 - نشد أحقاءنا بمنطقة الحق. (توازي الفكر- نتغذى بالرأس)
§      أحذيتكم في أرجلكم: أف 6: 15 - نكون مستعدين بالإنجيل لكل شخص، نسلك كما سلك المسيح. (توازي السير - نتغذى بالأكارع)
§      عصيكم في أيديكم: تشير العصا إلى:
·      السند والاتكال: حيث كانوا يسندون على العصا أثناء المشي. (نستطيع أن نسند على محبة الرب لنا - مشاعره نحوي تسندني – توازي الجوف)
·      السلطان في الخدمة: (خر14: 15, 16) نستطيع أن نتحرك بسلطان الرب لنخدم الناس، نخرج شياطين باسم الرب، ونضع أيدينا على المرضى فيبرأون، ولكي يأتمنا الرب على سلطانه، لابد أن يكون لنا محبة الرب للنفوس. (نتغذى بمشاعره نحو النفوس - توازي الجوف)
·      السلطان في وجه العدو: تستطيع أن تستخدم سلطانك في وجه العدو، بدون الاعتماد على مشاعرك، لكن بالإيمان، والإيمان يأتي بكلمة الله الثابتة التي لا تتغير والكلمة تقول لك: "ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء" (لو10: 19)
-------------------------------------------------------------
الأسبوع التاسع
حمل الله (الخروف) في كتابات يوحنا – الجزء الثالث 

القراءات الأساسية: إنجيل يوحنا 1: 29، 36
وفي الغد نظر يوحنا يسوع مُقبِلا إليه، فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. يو1: 29
وفي الغد أيضًا كان يوحنا واقفًا هو واثنان من تلاميذه. فنظر يسوع ماشيًا فقال: "هوذا حمل الله." يو1: 36

تابع ثانيًا: تدرج الإعلان عن الحمل (الخروف) في العهد القديم:
تكلمنا في الجزءين السابقين من موضوع (الحمل - الخروف) عن تدرج إعلان الله عن الذبيحة بصفة عامة وذلك من خلال أقمصة الجلد لآدم وحواء، ثم قبول تقدمة هابيل (الذبيحة) ورفض تقدمة قايين (أثمار الأرض). ثم رأينا الكبش المُمسك من قرنيه على جبل المريا ليُذبح بدلاً من اسحق. وفي خروف الفصح رأينا التطابقات الكثيرة بين خروف الفصح وبين الرب يسوع المسيح (فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا 1كو5: 7)، وتعلمنا أن نتغذى بالخروف (رأسه وأكارعه وجوفه) وأن نأكل ونحن (ممنطقين أحقاءنا ولابسين أحذيتنا وماسكين بعصينا.)[3]
وفي هذا الجزء الثالث؛ في إطار حديثنا عن تدرج الإعلان عن الذبيحة في العهد القديم، نتكلم عن الذبائح في خيمة الاجتماع لننتقل منها إلى إعلان العهد الجديد عن الرب يسوع الذبيح الكامل الأبدي.
Ø   الذبائح في خيمة الاجتماع:
1.      ذبائح تكريس الكهنة: بعد تقديم ذبيحة الخطية (ثور - خر29: 10 - 14) كان يقدم كبشين:
ü   كبش المحرقة: خر29: 15 - 18
ü   كبش الملء أو التقديس: خر29: 19 - 35
2.      المحرقة الدائمة: خر29: 38 - 46 & لا6: 8 - 13
خروفان حوليان - النار لا تنطفأ أبدًا - تُحرق الذبيحة بالكامل - هي رائحة سرور للرب - على أساسها يسكن الرب في وسطهم.
3.      ذبائح متنوعة:
-     المحرقة الاختيارية: لا1: 1 - 17
-     ذبيحة السلامة: لا 3
-     ذبيحة الخطية: لا4، لا5: 1 - 13
-     ذبيحة الاثم: لا5: 14 - 19، لا6: 1 – 7
Ø   يقدر البعض متوسط عدد الذبائح التي كانت تقدم سنويًا بحوالي 1273 ذبيحة. أي حوالي 2 مليون ذبيحة قد قدمت من وقت موسى إلى وقت مجيء ربنا يسوع المسيح.
Ø  يخبرنا (2 أي5: 6) عن مناسبة ُقدم فيها عدد لا يُعَد ولا يُحصى من الذبائح.
Ø  أيضًا يخبرنا (1مل8: 63) عن مناسبة تدشين الهيكل التي قُدم فيها 22 ألف من البقر & و120 ألف من الغنم.
Ø  والآن ينبغي أن نسأل أنفسنا: لماذا الذبائح؟ وما هي قيمة الدم
o     النفس التي تخطأ تموت. (حز18: 4)
o    يخبرنا لا 17: 10 - 14 نفس الجسد هي في الدم. (حياة الجسد)
o    معنى سكب الدم أي بذل النفس (موتها)الدم يكفر عن النفس.
o    يخبرنا (تث12: 23) الدم هو النفس – قارن مع (إش53: 12)

ثالثًا: حمل الله (الخروف) في العهد الجديد:
المسيح الذبيح الأعظم تمم في نفسه كل ما تشير إليه ذبائح العهد القديم
ý ذبيحة المحرقة: رائحة سرور: (أف 5: 2)
ý ذبيحة السلامة: (أف 2: 14- 22)، (رو5: 1)
ý ذبيحة الخطية: (2كو 5: 21)
ý ذبيحة الاثم: (إش 53: 10)
قوة دم الرب يسوع المسيح
اقرأ الشواهد الآتية وتأمل فيها والهج بها:
(أف1: 7): غفران & (1يو1: 7): تطهير & (كو1: 14): فداء - أي تحرير وعبور             
(أف2: 13): قرب من الآب & (عب10: 19): ثقة بالدخول إلى قدس الأقداس
(عب13: 12) تقديس   & (مت26: 27, 28): عهد   
 (رؤ12: 11) غلبة وانتصار أكيد على إبليس
ü   استخرج شواهد كتابية أخرى عن قوة دم الرب يسوع

المراجع المستخدمة:
The Greek New Testament - 4th Revised Edition
New Testament; Interlinear Greek - Arabic
الأب متى المسكين:
1- المدخل لشرح إنجيل يوحنا         2- الافخارستيا عشاء الرب       3- الإيمان بالمسيح      4- في اللاهوت – حمل الله        5- تفاسير المزامير
القمص تادرس يعقوب المالطي: 1- من تفاسير الآباء الأولين – الخروج
الأب دانيال: 1- الخروف
الأنبا يؤانس: 1- مسيحنا فوق الزمان
القمص روفائيل البرموسي: 1- المسيح في الأعياد اليهودية




[1] راجع الجزء الأول من هذا الدرس.
[2] الأب دانيال، الخروف. ص 116
أيضًا: James strong, Dictionary of the words in the Hebrew, topic 3782
[3] راجع الأجزاء السابقة (حمل الله - الجزء الأول والجزء الثاني)

---------------------------------------------------------------------------
الاسبوع العاشر
الطريق والحق والحياة – الجزء الأول 
القراءات الأساسية: إنجيل يوحنا 14: 1 - 14
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. يو 14: 6
أولاً: (الطريق - الحق - الحياة) في العهد القديم
أ - السقوط والإغلاق
1-     الله يغلق الطريق إلى شجرة الحياة بواسطة كروبيم ولهيب سيف متقلب.  (تك3: 24)
2-     فساد طرق الإنسان جميعها. (تك 6: 12)
3-     الكروبيم على الحجاب يعلن استمرار عدم قدرة الإنسان على الاقتراب إلى تابوت عهد الله الذي يرمز إلى الحضور الإلهي.
·      في خيمة الاجتماع (خر26: 31- 33)، (خر36: 35) وفي هيكل سليمان (2أخ 3: 14).
ب - الرحلة الإلهية لبداية تعليم الإنسان الطريق من جديد
1-     رجاء نبوي: أخنوخ سار مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه. (تك5: 21 - 24)
2-     (تك 18: 19) ابراهيم يتعلم طريق الرب.
3-     (خر 32: 8) & (تث5: 33) & (تث9: 12) شعب إسرائيل يزوغ عن الطريق.
4-     (خر 33: 13) موسى يطلب طريق الرب
5-     (تث 11: 26 - 28) اللعنة والبركة بحسب اختيار الطريق.
6-     (مز27: 11) داود يطلب طريق الرب.
ج – مواصفات الطريق
1-     طريق كامل.    (2صم22: 31) & (مز18: 30)
2-     يجعل طريق الإنسان كامل. (2صم22: 33) & (مز18: 32)
3-     تلازُم الطريق والحق. (مز86: 11)
4-     الوصية تلازم الطريق. (مز119: 1، 14، 27، 32، 33)
5-     تلازُم الطريق والحياة. (مز119: 37)
6-     طريق أبدي. (مز139: 24)
7-     طريق ينجي من الهاوية. (أم 15: 24)
د. اشتياق الأنبياء إلى الطريق
1.      انتظار الله في طريق أحكامه. (إش 26: 8)
2.      السؤال عن السبل القديمة، وعن الطريق الصالح. (إر 6: 6)
ه. الوعد بطريق الحياة في العهد القديم
1.      إش 42: 16 العمي يسيرون في طريق لم يعرفوها.
2.      إش 43: 19 طريق في البرية، أنهارًا في القفر.
3.      إش 48: 17 الرب بذاته يمشينا في الطريق.
4.      إر 31: 9 الطريق يضمن أنهار ماء حي.  (قابل هذا مع درس الماء الحي- الأسبوع الثاني)

5.      إر 32: 39 قلبًا واحدًا وطريقًا واحدًا.
----------------------------------------------------
الاسبوع الحادي عشر
الطريق والحق والحياة – الجزء الثاني
القراءات الأساسية: إنجيل يوحنا 14: 1 - 14
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.
يو 14: 6
ثانيًا: الطريق والحق والحياة في العهد الجديد
1.      (يو14: 6 - أنا هو) بكل ما تحمله من إعلان عن الذات الإلهية تنقل لنا الطريق من المستوى الطبيعي إلى المستوى الإلهي، فالطريق هو هو الله الظاهر في الجسد، شخص المسيح له كل المجد.
2.      (الطريق - الحق - الحياة) دمج الطريق مع الحق مع الحياة، ينقلنا إلى بعد جديد من العلاقة مع الله. يفتح ذهننا أن الطريق لم يعد مجرد طريق يؤدي إلى الحق أو الحياة. لكنه هو ذاته، أي الطريق، هو ذاته الحق والحياة. فبمجرد أن تختار هذا الطريق الذي هو المسيح تكون قد دخلت إلى الحق وتمتعت بالحياة. مع أول يوم تبدأ فيه العلاقة الحقيقية مع المسيح العجيب المُلِذ الذي حلقه حلاوة وكله مشتهيات، مع أول خطوة معه تجده الحق وقد التصقت نفسك به وتجده الحياة الذي يحييك في كل دقيقة وكل يوم... هلليلويا للرب.
3.      يؤكد لنا القديس يوحنا في رسائله على إعلان أن الحياة ملازمة لقبولك للمسيح، وكيف لا تلازمك الحياة وقد أعطيت حياتك للحياة ذاته!!
-        1يو4: 9 نحيا بالمسيح، فالمسيح حياتنا.
-        1يو5: 11 - 13 الحياة في المسيح والذي له المسيح له الحياة والمسيح حياته أبدية، لذا يعطينا الحياة الأبدية بكل تأكيد عندما نقبله بالإيمان في قلوبنا.
-        1يو5: 20 الحق والحياة الأبدية في المسيح الطريق.
-        2يو 1، 2 الحق بذاته يكون معنا إلى الأبد.
-        3يو12 الحق بنفسه يشهد لنا.
4.      عب 10: 20 "فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقًا كرسه لنا حديثًا حيًا، بالحجاب، أي جسده".
ü  الحجاب في العهد القديم كان فاصلاً يمنعنا من الوصول، بينما في العهد الجديد الحجاب (جسده) صار واصلاً!! حجاب العهد الجديد صار يخبئنا ويفصلنا عن الموت والدينونة، لأن الخطية هزمت وقُضي عليها في جسده، لذا صار لنا جسده ينبوع البر والحجاب الذي يفصلنا عن الموت – طريقًا يصلنا بالحياة وندخل فيه إلى الأقداس!!
5.      (رؤ 3: 7، 12) المسيح القدوس الحق يقدم وعدًا للغالب بأن لا يخرج إلى خارج أبدًا.
6.      (رؤ 2: 7) مَن يغلب سيعطى أن يأكل من شجرة الحياة، لم يعد الطريق مغلقًا أمامه، الطريق بداخله وهو نفسه داخل الطريق، يسوع المسيح شفيعنا وحبيبنا ومخلصنا هو الطريق.

المراجع المستخدمة:
The Greek New Testament - 4th Revised Edition
New Testament; Interlinear Greek - Arabic
الأب متى المسكين:
1- الإيمان بالمسيح     2- تفاسير المزامير
القمص تادرس يعقوب المالطي: من تفاسير الآباء الأولين – أسفار متنوعة من العهد القديم 

 انتظروا الأجزاء القادمة، حيث سيتم وضع باقي الدروس بصفة دورية على هذه الصفحة....
والرب يبارككم....